تشهد العاصمة المصرية، القاهرة اليوم، اجتماع الإطار الموسع لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس، من أجل بحث تفعيل دور المنظمة، والخطوات التي جرى إنجازها من اتفاق المصالحة الفلسطينية، خصوصاً بعد البدء بالخطوات العملانية للجنة الانتخابات، ولجنة المصالحة المجتمعية.

وأوضحت مصادر فلسطينية أنه سيبحث في هذا الاجتماع قانون انتخابات «المجلس الوطني» الجديد، وطريقة الانتخابات للمجلس، والتي من المتوقع أن تشمل الداخل الفلسطيني ودول الشتات الفلسطيني، حيثما أمكن ذلك، التزاماً بما ورد في إعلان القاهرة 2005.

ويتوقع أن يكون هذا الاجتماع هام، بعد القرار الفلسطيني الداخلي بالعمل على معالجة كافة العقد التي قد تبرز عبر اللجنة التي جرى تشكيلها من حركتي «فتح» و«حماس» برئاسة عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق ومشاركة الراعي المصري، حتى لا تؤدِ إلى التأثير سلباً على الخطوات العملانية للمصالحة.

وكذلك مع الدعم العربي والاسلامي - وبعضه مستجد - بإعطاء جرعة قوية لإنجاز المصالحة، في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة التهويد، وهدم المنازل الأثرية في القدس، وبناء المستوطنات، والاعتقالات، وبينها 3 من نواب «حماس» في «المجلس التشريعي»، وما أقدمت عليه سلطات الاحتلال خلال الساعات الماضية، على منع نائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» عبد الرحيم ملوح، من مغادرة الضفة الغربية، للمشاركة باجتماعات القاهرة، وذلك في رسالة إسرائيلية واضحة بالعمل على عرقلة تنفيذ المصالحة.

هذا وقد استقبل الرئيس عباس أمس، أمين عام «حركة الجهاد الإسلامي» رمضان عبد الله شلّح في مقر إقامته في القاهرة، يرافقه نائبه زياد نخاله، بحضور: عضو اللجنة التنفيذية لـ «منظمة التحرير الفلسطينية» صائب عريقات، ومفوض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية محمود الهباش، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، وسفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية بركات الفرا.

وتناول اللقاء الجهود المبذولة لتنفيذ المصالحة الفلسطينية وتطبيق إعلان الدوحة، وتنفيذ اتفاق القاهرة، وسبل تذليل بعض الصعوبات التي تعترض تطبيق الاتفاق على الأرض.

كما تطرق اللقاء إلى المواضيع التي سيبحثها اجتماع الفصائل مساء اليوم (الجمعة).

وتأكيداً على تنفيذ آلية تطبيق بنود الاتفاق الفلسطيني، سيقوم رئيس اللجنة المسؤول عن إجراء الانتخابات الدكتور حنا ناصر، بالتوجه الى غزة الأحد المقبل، على أن تبدأ اللجنة عملها اعتباراً من 11 الجاري من أجل تسجيل الناخبين في القطاع، على أن يتم إبلاغ الرئيس عباس بالانتهاء بتحديث سجلات الناخبين لتحديد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والمجلس التشريعي والمجلس الوطني.

على أن يعلن الرئيس عباس تشكيلته لحكومة التوافق الفلسطينية، التي سيرأسها، وستضم شخصيات مستقلة تعمل في مؤسسات دولية أو أهلية وأصحاب كفاءات، وأن فترة ولايتها 6 أشهر.

واعتبرت مصادر فلسطينية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل جاهداً لتشكيل حكومة موسعة، وذلك في ضوء تقدم مشاوراته مع زعيم «يوجد مستقبل» باتير لبيد، وأن يضم إلى «الليكود» الأحزاب المتدينة واليمين مع أحزاب الوسط «يوجد مستقبل» «تنوعاه» وكاديما، وأن يكون باستطاعة الحكومة العمل أفضل لمصلحة «إسرائيل» على الصعيد السياسي، خصوصاً أن نتنياهو يتوقع أن لا تكون الفترة الثانية من ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما شبيهة بالولاية الأولى، نظراً لوقوفه ضده في الانتخابات الرئاسية.

وتوقفت المصادر بكثير من الاهتمام عند إعلان أوباما نيته زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة في الربيع المقبل، في إطار زيارة للكيان الإسرائيلي والأردن، في زيارة هي الأولى الى الدولة الفلسطينية، وهو ما يعتبر انتصاراً لفلسطين، بعد الاعتراف بها كدولة عضو في «الأمم المتحدة» - وإن كانت بصفة مراقب، على الرغم من المعارضة الأميركية.