بدعوة من اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين، لبى حشد من القيادات والوطنيين اللبنانيين والفلسطينيين ومعهم السكرتير الأول في سفارة فنزويلا انتونيو جورياليا لاعتصام أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في بيروت في إطار "خميس الأسرى 85" التضامني مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، والذي تحول أيضاً إلى وقفة وفاء مع الرئيس الفنزويلي الراحل هيوغو تشافيز في الذكرى الثانية لرحيله، ومع القائد الفلسطيني الشهيد أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية محمد عباس الذي استشهد قبل 11 سنة تحت التعذيب في سجون الاحتلال الأمريكي في العراق بالإضافة إلى التضامن مع الأسير الفتى خالد الشيخ وكل الأسرى والمعتقلين. وقد رفعت في الاعتصام أعلام لبنان وفلسطين وفنزويلا.
قدم الاحتفال عضو اللجنة الوطنية جمال وهبي، ثم تحدث أمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين (المرابطون) العميد مصطفى حمدان الذي استهل كلمته بتوجيه السلام والرحمة على روح الشهيد أبو العباس الثائر الذي أسس المجموعات الفدائية المناضلة مع رفاقه في جبهة التحرير الفلسطينية بهدف استمرار الكفاح المسلح بمواجهة العدو الصهيوني هذا القائد الذي نال شرف الشهادة على أيدي الأمريكيين، يستحق منا نحن أن نكرمه. والتحية إلى القائد هوغو شافيز، وأن فنزويلا في قلب أمتنا العربية وهي كما فلسطين خط تماس نضالنا وجهادنا ضد طغاة العالم الأمريكيين.
وأضاف حمدان: "من على منبر أسرى فلسطين وفي ظل جموح وهيجان المشاريع المذهبية والطائفية من محيط الأمة إلى خليجها نؤكد بأننا سندافع عن أمتنا العربية. نحن أبناء العروبة الذين سندافع عن هذا الوطن، نحن الذين سندافع عن عروبتنا، كما جاء في وصية قائدنا ومعلمنا جمال عبد الناصر، نحن الذي سندافع عن جوهر الرسالات السماوية وانعكاس هذا النور على الحضارة الإنسانية، نحن الذين سندافع عن عروبة العدل، عروبة المساواة, عروبة المحبة عروبة الوطنية عروبة التقدم، عروبة الثورة، عروبة النضال ضد الرجعية وضد الاقطاع. ولن نسمح لهم على الإطلاق بتزوير عروبتنا، لن نسمح لهم إطلاقا بتشويه قيمنا، لن نسمح لهم أبداً بتشويه وارثنا الإنساني.
منسق اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين المحامي عمر زين قال: نقف اليوم لإبلاغ العالم كله أيضاً عن مدى اشتداد الظلم الصهيوني الذي يتعرض له الأسرى منذ أكثر من عشرة أيام والذي من الواجب الإنساني والأممي أيضاً أن يصار إلى كل الإجراءات المتاحة لإنقاذ هؤلاء من أيدي جلاديهم وإطلاقهم في فضاء الحرية، وندعو العالم وفي المقدمة منهم الأحرار والصليب الأحمر الدولي لمواكبة الخطوات التصعيدية للأسرى التي ستبدأ في العاشر من الشهر الجاري والتضامن معهم.
أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في لبنان الحاج فتحي أبو العردات وجَّه التحية للجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى ولهذه الوقفة التضامنية من كل شهر مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني الذين يشكلون اليوم بصمودهم ويصنعون أروع ملاحم الصمود في وجه المحتل الصهيوني في أرضنا الفلسطينية.
وأضاف: من بيروت فلسطينيين ولبنانيين ومن كافة الأحزاب لنرسل رسالة تحية إلى كل الأسرى والمعتقلين الأمناء العامين وأعضاء المجلس التشريعي والمناضلين ونقول لهم نحن معكم انتم لستم وحدكم كل الأحرار في هذه الأمة معكم، انتم اليوم في معتقلاتكم الأحرار والمنطقة كلها داخل سجن كبير ونحن نتعلم منكم الصمود والتضحية. ونطالب بأن تلغى كافة الإجراءات الصهيونية من عزل وإبعاد وتعذيب التي طالب فيها الأسرى أثناء معركة الأمعاء الخاوية وان تستكمل هذه الانجازات وان نصل في النهاية إلى إطلاق سراحكم.
كما وجه أبو العردات التحية إلى الشهيد والمناضل أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية أبو العباس في ذكراه. والتحية الثانية هي للمناضل الاممي الراحل الكبير هوغو شافيز.
عضو المجلس السياسي لحزب الله الشيخ عطا الله حمود قال: اعذرونا... لأن البعض نسي أن فلسطين أسيرة من بحرها إلى نهرها، وأن البعض أسرى الإرادة اعتادوا الذل والهوان، أسرى السيد الأمريكي والبعبع الإسرائيلي، اعذرونا لأن البعض اختار أن تكون قضيتكم الرقم الأخير من قائمة الأولويات لديهم.
وأضاف حمود: في هذا اللقاء أقول لكم باسم إخوتكم في المقاومة بأننا لا زلنا على العهد نلازم طيفكم شبراً بشبر ولحظة بلحظة نحضر لمعركة التحرير الكبرى. أسرانا يعانون يومياً وجع السجن والسجان ويعانون ظلم البعض منهم تمنى لو أنهم بقي داخل الأسر والاعتقال، والبعض الآخر تمنى الموت قبل أن يرى انقسام الأمة.
عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة ألقى كلمة رفاق أبو العباس جاء فيها: "إن مدرسة جبهة التحرير التي قادها ومثل سجاياها ومفاهيمها الثورية والأخلاقية والإنسانية الشهيد الأمين العام ورفاقه طلعت يعقوب وأبو أحمد حلب وسعيد اليوسف وقادة المشروع الوطني وفي مقدمتهم الشهيد القائد الرئيس الرمز ياسر عرفات وإخوانه من قادة المشروع الوطني الذين غدوا ايقانات خالدة لمسيرة النضال لا يثنيها الصعاب ولا الشدائد، وحقا ً ستصل لتحقيق الأهداف التي ولدت من أجلها، وفي مقدمتها الحرية والعودة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على كامل ترابنا الوطني.
وحيا جمعة اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى على دورها وهي تولي قضية الأسرى كل الاهتمام مما يتطلب من كافة القوى والأحزاب العربية وجماهير شعبنا بكافة ألوانه وأطيافه دعمها وإسنادها.
وكان آخر المتكلمين منسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور فقال: العناوين التي نجتمع حولها اليوم في اعتصام "خميس الأسرى" التضامني الخامس والثمانين تجمعها قضية واحدة هي قضية الحرية والنضال ضد الهيمنة الاستعمارية والكيان العنصري الصهيوني، فالرئيس الفنزويلي الراحل قبل عامين أمضى حياته مناضلاً صلباً من أجل الحرية وبات رمزاً ثورياً أممياً لكل أحرار العالم لا سيّما في فلسطين التي مضى وهو ممسك بشعلتها وكذلك الشهيد أبو العباس رمز وحدة النضال العربي الفلسطيني إلى العراق والى كل قطر عربي.
وأضاف: صحيح إن اعتصامكم اليوم، كما في كل شهر، هو اعتصام رمزي في حجمه وعدد المشاركين فيه، لكنه كبير في دلالاته ومعانيه إذ يكفي أن يدرك أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال أن هناك من يحمل قضيتهم بتصميم ومثابرة في لبنان وخارج لبنان حتى يدركوا أن قضيتهم منتصرة لا محالة، وان حريتهم، كما حرية وطنهم، قادمة لا محالة، وأن هزيمة عدوهم باتت تلوح في الأفق بعد أن تحولت المقاومة في فلسطين، كما في لبنان إلى حقيقة راسخة الجذور لن ينال منها بطش العدو وغطرسته، ولا كل المحاولات التي تحاول وصمها بالإرهاب، فمقاومة الإرهاب الأكبر في العالم، ومقاومة العنصرية المتوحشة وكل إفرازاتها، هي الباقية في الأرض الفلسطينية واللبنانية والعربية.
في نهاية الاعتصام جرى تسليم مذكرة إلى ممثل الصليب الأحمر الدولي باسم المعتصمين قدمها كل من أمين سر اللجنة الوطنية (منسق خميس الأسرى) يحيى المعلم، ورئيس المنتدى القومي العربي في الشمال فيصل درنيقة، سمير لوباني (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، ورئيس المجلس الشرعي الفلسطيني في الشتات الشيخ محمد نمر زغموت، خليل الخليل (التنظيم الشعبي الناصري)، المحامي محمد عفرة (المؤتمر الشعبي اللبناني)، مأمون مكحل (منسق أنشطة تجمع اللجان)، د. ناصر حيدر (مقرر الحملة الأهلية )، علي حبوس (جبهة التحرير)، عبد الملك سكرية (المسير العالمية لحق العودة)، الحاج أبو اشرف (حركة الجهاد الإسلامي).
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها