قال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، اليوم الخميس، إن جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق شعبنا ستدفع القيادة للتوجه إلى المؤسسات الدولية وفقا لقرار الأمم المتحدة الأخير بالاعتراف بدولة فلسطين.

وأوضح عبد ربه في مؤتمر صحفي عقده في مقر منظمة التحرير برام الله، أن خيارات القيادة مفتوحة لمواجهة الجرائم الإسرائيلية، وأنها لن تعدم وسيلة في التوجه للمؤسسات الدولية لمعاقبة إسرائيل على جرائمها، خاصة أن قرار الأمم المتحدة الأخير بالاعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة يتيح لها ذلك.

وقال عبد ربه ' نقدر عاليا الدور الذي تقوم به الحركة الشعبية السلمية في مناطق عدة في الوطن، وهو دور قابل للتصاعد والاتساع أكثر فأكثر، وباب الكرامة وباب الشمس، ليسا هما المثل الوحيد، فهناك مناطق عديدة وبؤر مختلفة لنمو وتطور الكفاح الشعبي السلمي، وفي مقابل ذلك نحن نشهد تصاعدا ممنهجا في جرائم قوات الاحتلال ضد المدنيين أسفرت عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة عدد أخر وأخرها يوم أمس حيث استشهدت فتاة بعملية قتل بدم بارد وقبلها في بدرس والنبي صالح ومناطق أخرى، بالتزامن مع جرائم المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال'.

وفي سياق منفصل، قال عبد ربه إن 'شعبنا يسير حاليا بخطى جادة وحقيقة في طرق باب المصالحة الوطنية، فهنالك جدول زمني واتفاقيات  يجري تنفيذها ونحن بحاجة إلى إعطاء الدليل الفعلي على الجدية في السير في تنفيذ اتفاق المصالحة، ومئات الألوف الذين خرجوا في غزة لم يخرجوا للاحتفال بذكرى انطلاقة الثورة فقط، بل خرجوا ليقولوا أن عهد الانقسام يجب أن ينتهي وباب المصالحة يجب أن يفتح'.

وأكد عبد ربه أن 'الوحدة تساعد على رفع الحصار عن غزة وتحقيق نجاحات على المستوى السياسي عبر التوجه للعنوان الفلسطيني الأوحد للوصول إلى حل عادل وإنهاء للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على قاعدة حل الدولتين وإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس'.

وقال، 'إن الخطوة الأولى في المصالحة هي التي سوف تحدد جدية هذا التوجه، وهي خطوة البدء في التسجيل للانتخابات، وإذا جرى التراجع عن خطوة تسجيل الناخبين في قطاع غزة فهذا سيكون بداية الانحدار في عملية الوحدة والاتفاق الأخير الذي تم، وسيعطي رسالة محبطة للجماهير التي خرجت للمطالبة بالوحدة، وللعالم أجمع كذلك'.

وأضاف، 'رسالتنا اليوم إلى الأخوة والأشقاء في قطاع غزة وفي قيادة حماس بالتعامل بجدية في هذا الشأن للبدء بعملية المصالحة ليس فقط بالاجتماعات للمزيد من اللجان والحديث بأن هناك إجراءات شكلية تتم هنا وهناك، بل عليهم أن يرفعوا كل الموانع أمام بدء عملية التسجيل للانتخابات، وأن منظمة التحرير تتسع للجميع في إطار رزمة متكاملة تشمل الانتخابات وبقية القضايا ذات الطابع الأمني والاجتماعي'.

وفيما يتعلق بالانتخابات الإسرائيلية التي فاز فيها حزب الليكود بأغلبية متواضعة، قال عبد ربه، إن 'القيادة تراقب باهتمام شديد ما ستسفر عنه عملية الانتخابات'.

وقال إن 'القضية ليست إعادة استئناف المفاوضات أو عدمه نحن لسنا مستعدين أن نكون طرفا في عملية 'تهريج سياسي جديدة'، بمعنى أننا لن نكون مستعدين أن نذهب لمفاوضات تعطي غطاء لسياسة حكومة تمثل طبعة أخرى عن الحكومة السابقة من الناحية السياسية'.

وأضاف ' نحن نعتقد أن الانتخابات توفر فرصة مختلفة وجديدة للإسرائيليين عبر نتائج التصويت التي جرت ونحن مستعدون لان نلتقي معهم في بداية الطريق، ومستعدون للبدء بعملية حوار مع الأحزاب الإسرائيلية التي تبدي استعدادا للحوار معنا حول آفاق المرحلة المقبلة، وحول كيفية التغلب على نهج أوصلنا لحافة الهاوية'.

وقال إن 'من يريد المفاوضات يجب أن ينطلق من أساس إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس وهذا أساس يمكن أن تبنى عليها مفاوضات حقيقة، وهي رسالة منا للقوى الجديدة التي أفرزتها الانتخابات الإسرائيلية'.

وأشار عبد ربه إلى أن القيادة الفلسطينية تأمل أن تنتهي الإضرابات التي هي حق مشروع للموظفين، ولكن  العنوان للإضرابات لا ينبغي أن يكون الحكومة أو السلطة، لأن الأزمة المالية ليست ناتجة عن سياسيات السلطة بل عن سياسات الاحتلال، وقال 'بدلا من إضاعة وقت عشرات أو مئات الآلاف من المضربين في عملية لا تقود إلى نتيجة، فالأفضل أن يقضوا وقتهم في باب الكرامة وباب الشمس بدل قضاء وقتهم في البيوت، للتعبير عن احتجاجهم على سياسة الاحتلال المسؤول عن كل أزماتنا'.