أقام نشطاء ضد الاستيطان والجدار، أمس، قرية جديدة بخدمات ومرافق من الخيام على تخوم القدس الشرقية باسم «باب الشمس»، في منطقة «الزانبة» وهي ارض فلسطينية خاصة تسميها إسرائيل E1، وتعتزم مصادرتها وإقامة 4000 وحدة استيطانية فوقها.

وبدت "باب الشمس" "وهو اسم رواية الكاتب اللبناني الياس خوري حول النكبة والمقاومة" في ساعات، قرية نموذجية توحي بالديمومة غير آبهة بتهديدات شرطة الاحتلال بإخلاء سكانها فورا.

وشكل سكان القرية الـ 150 مجلسا قرويا ولجان حراسة وخدمات وإعلام، وأقاموا صلاة الجمعة، تحت لافتة كتب عليها «هنا قرية باب الشمس» وزودوها بعيادة ومطبخ وحمامات وكهرباء وماء وسط دعوات الى مضاعفة الخيم والسكان.

وفاجأ نحو 300 ناشط من مختلف محافظات الضفة ومن الداخل وبضمنهم 20 متضامنا أجنبيا سلطات الاحتلال ليلا بنشر خيم على مساحة تناهز نصف كليو متر مربعا تجاور مضارب بدوية تعود لعرب السواحرة والجهالين وهي ملكية خاصة لمواطنين من قرية الزعيم بين مديني القدس وأريحا وأربع بلدات أخرى في محافظة العاصمة.

وقال شبان من الجليل ان مشاركتهم هي مواجهة جديدة للمشروع الاستيطاني ضمن محاولة لنسج الرواية في نسخة واقعية جديدة.

وقال منسق "الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" جمال جمعة: "اتينا هنا لنبقى ونمنع عملية التطهير العرقي بحق اهلنا، ومنع المخطط الاجرامي أي E1.

وقال منسق القوى الوطنية بمحافظة رام الله والبيرة عصام بكر ان العملية جاءت نتيجة جهد مشترك للجان الشعبية والحركات الشبابية خاصة مع قرار حكومة نتنياهو اقامة 4000 وحدة استيطانية في منطقة E1 واكتفت شرطة الاحتلال، بالتهديد وتصوير النشاط، فيما وصلت قوة كبيرة من أفراد ما يسمى بحرس الحدود وسلمت النشطاء امرا عسكريا يقضي بإخلاء المنطقة فورا.

ويأتي إقامة القرية، ضمن تحرك شعبي مناهض لتهويد المنطقة، عبر بناء 4 الاف وحدة

سكنية، وغرف فندقية، ومنطقة صناعية، وهي ارض تبلغ مساحتها حوالي 13 كيلومترا مربعا، تعود لقرى الطور، والعيساوية، وأبو ديس، والعيزرية، وعناتا، والزعيم، وتقع بين مدينة القدس ومستوطنة معاليه أدوميم.

واعلن النشطاء في بيان خطي عن اقامة قرية «باب الشمس» بقرار من الشعب الفلسطيني، بلا اذن او تصاريح الاحتلال، لانها أرضنا ومن حقنا اعمارها.

وأوضح النشطاء أن «الاسم مستوحى من رواية «باب الشمس»، التي تسرد بعضا من تاريخ فلسطين ونكبتها من خلال قصة حب بين البطل الفلسطيني يونس الذي يذهب للمقاومة، بينما تظل زوجته نهيلة متمسكة بالبقاء في قريتها بالجليل وطوال فترة الخمسينيات والستينيات يتسلل من لبنان إلى الجليل؛ ليقابل زوجته في مغارة «باب الشمس»، وتنجب منه ويعود مرة أخرى لينضم إلى تنظيم المقاومة في لبنان.

وقالت عبير قبطي المتحدثة باسم اللجنة التنسيقية للمقاومة الشعبية « لدينا معدات تكفي لبقائنا هنا لفترة طويلة»، و"نحن مستعدون للصمود فيها حتى نضمن حق مالكي الأرض في البناء على ارضهم".

ودعا عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية ابو صالح هشام من داخل القرية ابناء شعبنا للانضمام والمشاركة وحضور القرية لتعزيز صمودها.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين النائب قيس عبد الكريم، ان خطوة إنشاء بلدة فلسطينية وتجهيزها للمكوث شكلاً من أشكال المقاومة الشعبية، ويجب العمل على تطويرها لمواجهة مخططات الاحتلال.