فتح ميديا/لبنان، أقامت حركة "فتح" مهرجاناً جماهيرياً حاشداً بمناسبة انطلاقتها الثامنة والأربعين  الجمعة 4/1/2013 في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي، حضره  ممثلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وقوى وأحزاب وطنية وإسلامية لبنانية ومخاتير الجوار اللبناني وحشود جماهيرية من مخيمي البداوي والبارد ومدينة طرابلس والجوار اللبناني .

افتتح المهرجان بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني وبقراءة الفاتحة لأرواح الشهداء.

ثم كانت كلمة للمهندس رشيد جمالي حيث قال: "نلتقي اليوم لنحيي هذه الذكرى المجيدة التي شكَّلت نقطة التحول الأهم في مسار قضيتنا المركزية فلسطين، ولنؤكد معاً وجميعاً أن شعلة الثورة والنضال والصمود لن تنطفئ حتى استعادة الحق الفلسطيني في التحرير والحرية والكرامة بل وحتى إزالة السرطان الإسرائيلي الاستيطاني القائم على ثرى أرضنا المقدسة".

ولفت جمالي إلى أن نجاح السلطة الفلسطينية في الحصول على اعتراف دولي من الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح اعتماد فلسطين دولة عضواً مراقباً في الأمم المتحدة رغم انف الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل هو بالتأكيد انتصار حاسم للقضية الفلسطينية وهو الحدث الفلسطيني الأهم منذ أعلن الرئيس الشهيد ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية في العام 1988، وهو قرار أممي يعترف بوجود دولة فلسطين تحت الاحتلال ويفسح المجال واسعاً أمام السلطة الفلسطينية لتتابع نضالها السياسي على كل الصعد، مؤكداً ضرورة الاهتمام بموضوع اللاجئين الفلسطينيين من سوريا وتقديم المساعدات لهم أسوة بالنازحين السوريين.

ثم كانت كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو قيادة جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان محمود إسماعيل حيث أكد أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبأنها صاحبة النصر الذي تحقق في الأمم المتحدة بانتزاع حق فلسطين كدولة مراقبة، مشدداً على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية لحماية انتصاري غزة والأمم المتحدة.

وحمَّل إسماعيل الأونروا مسؤولية الاهتمام باللاجئين الفلسطينيين من سوريا لحين عودتهم إلى مخيماتهم التي هُجِّروا منها، خاتماً بتوجيه التحية لأبناء حركة "فتح" وكافة أبناء الشعب الفلسطيني بمناسبة انطلاقة الثورة .

ثم كانت كلمة لرئيس بلدية ببنين كفاح الكسار جاء فيها: "إن شعب فلسطين ارتبط بأرضه ارتباط الروح بالجسد فمهما غُرب وابعد وهجر عنها يبقى صامد كالرمح الذي لا تحنيه الرياح، وها هي سواعد المجاهدين الأبطال الذين علَّموا العالم معنى الرجولة والفداء في أرض غزة الصامدة تتوحد بنادقها في معركة حجارة السجيل حيث التقت كتائب القسام وكتائب الأقصى وسرايا القدس وغيرها من الكتائب المجاهدة على قلب رجل واحد في وجه عدو واحد فتحقق النصر بإذن الله" .

واعتذر الكسار عن عدم إنصاف الدولة اللبنانية لأبناء المخيمات موجهاً تحية إكبار وحب لصمود أبناء مخيم نهر البارد الذين سقطوا ضحية الفتنة العمياء .

واختتم مؤكداً بأن الصلاة في المسجد الأقصى هي أمل سيتحقق بالجهاد وتضحيات الصامدين في فلسطين مهنئاً الشعب الفلسطيني وكل الشعوب الإسلامية بحصول فلسطين على عضو مراقب في الأمم المتحدة.

أمَّا كلمة حركة "فتح" فألقاها أمين سر قيادة الحركة في لبنان عضو مجلسها الثوري فتحي أبو العردات ناقلاً للحضور تحيات الرئيس أبو مازن وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح وقيادة الساحة في لبنان ومتمنياً للشعب الفلسطيني أن يمن الله عليه بعودة قريبة للاحتفال بهذه المناسبة فوق ثرى فلسطين محررة.

وأشار أبو العردات إلى أن حركة "فتح" تكتسب أهميتها لكونها حركة الشعب الفلسطيني لافتاً إلى أن العالم لا يشفق على الضعفاء بل يحترم الأقوياء، ومؤكداً أن البندقية الفلسطيني ستبقى  لتحمي الثوابت التي لم تتغير وعلى رأسها حق عودة اللاجئين والدولة والقدس.

كما أشار أبو العردات إلى أن الفصائل الفلسطينية لديها اتفاق على برنامج سياسي هذا البرنامج أنهى الانقسام ويعتمد على استخدام المقاومة الشعبية بكافة أشكالها ضد العدو الصهيوني، ويؤكد على الوحدة الوطنية التي تجسدت أخيراً في غزة حيث التحم كل الشعب الفلسطيني فوق أرض المعركة، وهناك اتفاق على الحراك السياسي الدبلوماسي بكل أشكاله والذي أحرز نصره في الأمم المتحدة بفضل القيادة الحكيمة في منظمة التحرير الفلسطينية، موجهاً الشكر للدول التي صوتت لصالح الدولة الفلسطينية رغم كل الضغوطات التي مورست عليها من أمريكا وإسرائيل .

واكد أبو العردات أن الدولة الفلسطينية كاملة السيادة تتسع لكل أبناءها مع الاحتفاظ بحق العودة للاجئين الى قراهم التي هجروا منها، معرباً عن أسفه لسقوط كل  ضحايا شعبنا الفلسطيني في مخيم اليرموك ولكل الضحايا الذين يسقطون يومياً من الشعب السوري، داعياً  الأفرقاء المتنازعين في سوريا إلى تحييد الفلسطينيين.

وأكد أبو العردات أن عودة الفلسطينيين إلى  مخيم اليرموك مرتبطة بعودة الهدوء إليه وتوفير الأمن لهم ، داعياً كل الجهات المعنية بالإغاثة إلى عدم التمييز بين النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، ومعتبراً أن النزوح الفلسطيني في لبنان مؤقت مما يستدعي من الدول المانحة توفير أموال للإيواء والإغاثة، لافتاً إلى أن المسؤولية المباشرة تقع على الأونروا التي لم تقدم إلا القليل حتى الآن.

كما شكر أبو العردات الدولة اللبنانية لعدم استجابتها لبعض الأصوات التي طالبتها بعدم السماح للفلسطينيين القادمين من سوريا بالدخول إلى لبنان، ولتسهيلها موضوع إقامة اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان وإعفائهم من بعض رسوم الأمن العام.

وأشار أبو العردات إلى أن "م.ت.ف" ستقوم بتوزيع بعض المساعدات على الإخوة الفلسطينيين اللاجئين من سوريا خلال الأيام القادمة .

وختم أبو العردات مؤكداً أهمية تحقيق الوحدة الوطنية، وإتمام المصالحة التي وُقِّعت برعاية مصرية وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، مشدداً على أن "م.ت.ف" هي الخيمة لكل أبناء الشعب الفلسطيني، وأن الفلسطينيين في لبنان سوف يكونون عامل استقرار لهذا البلد، داعياً منظمة التحرير الفلسطينية وكافة الفصائل لحماية أهلنا في المخيمات وتحييدهم عن الانجرار إلى التجاذبات السياسية في لبنان، ومؤكداً أيضاً أن الشعب الفلسطيني يريد العيش بكرامة وعدالة في لبنان.