قال المتحدث باسم حركة فتح اسامه القواسمي إن الاتهامات التي ساقها قادة حماس للرئيس والحكومة وفتح حول انقطاع التيار الكهربائي والايرادات التي يتم جمعها من قطاع غزة هي تصريحات منافية للحقيقة تماما، وهي محاولة بائسة من قادة حماس لتبرأة أنفسهم من دم الطفلين عمرو وخالد الهبيل، االذان استشهدا حرقا وخنقا نتيجة انقطاع التيار الكهربائي.
وأوضح القواسمي أن مشكلة الكهرباء في قطاع غزة بدأت بعد الانقلاب في العام 2007 بعام، حيث زادت الاحمال على محطة توليد الكهرباء و على شبكة الخطوط القادمة من جمهورية مصر او اسرائيل والتي تخدم بعض المناطق في شمال القطاع وجنوبه دون وجود اي تطوير للشبكة طيلة الثمانية سنوات التي تحكم فيها حماس القطاع، اضافة الى تضرر جزء من محطة التوليد بسبب العدوان الاسرائيلي بنسبة 25%، وزاد الامر تعقيدا عندما قررت حماس عدم دفع عائدات جباية اموال الكهرباء الى خزينة السلطة، وقامت بأخذ تلك الاموال لخزينتها، ولم تقم بأية جباية لكافة منشاتها ومؤسساتها المختلفه او لاي من عناصرها وقياداتها، ولم تقم بتطوير الشبكة من الاموال التي يتم جبيها من المواطن المثقل، علما بأن استراتيجية حماس طيلة الفترة الماضية كانت تقتصر على بيع المولدات وبيع الوقود المهرب من مصر لتجني ارباح هائلة من وراء ذلك..
وأوضح القواسمي أنه بالرغم من ذلك قامت الحكومة وبتعليمات من الرئيس محمود عباس بتغطية ثمن الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة التوليد طيلة السنوات الماضية والبالغة شهريا 30 مليون شيكل، اضافة الى الدعم الذي وصل من بعض الاشقاء العرب لتوفير الوقود اللازم خلال الفترة الاخيرة.
وأوضح القواسمي ان الكهرباء تعمل في قطاع غزة طيلة الاشهر الماضية بواقع 8/8 ، اي بمعدل 12-14 ساعة يوميا وفقا للجداول المتبعة، وانخفضت هذه النسبة فجأة ودون حدوث اي طارئ الى ما أقل من اربعة ساعات يوميا، وذلك يوم زيارة حكومة التوافق الى قطاع غزة الاسبوع الماضي، مع العلم وألتأكيد انه وفي يوم الخميس1/1 2015 تم ادخال 350 الف لتر وقود لمحطة التوليد، ورفضت حماس تشغيل المحطة تحت حجة مخزون احتياطي للمنخفض الجوي، مع علمها يقينا أن 540 الف لتر وقود صناعي في طريقها الى غزة وتم ايصالها بالفعل يوم أمس الاحد واليوم الاثنين، أي بمجموع 875 الف لتر، وأن حادثة استشهاد الطفلين حدثت يوم السبت 3/1 ، اي بعد يومين من ادخال السولار للقطاع.
وقال القواسمي إن الحقيقة أعلاه تقطع الشك باليقين أن حماس تعمدت قطع التيار الكهربائي عن أهلنا وشعبنا في القطاع، كنوع من الابتزاز لحكومة التوافق، ونحن اذ نقدم عزائنا لذوي الطفلين ولأهلهم ولشعبنا في القطاع، فاننا نؤكد على مواصلة جهودنا لتخفيف المستطاع عن كاهل المواطن الذي نسعى تماما لتحييده عن أية خلافات سياسية، الا أن اصرار حماس على استغلال معاناة الشعب الفلسطيني في غزة واقحامه كدرع واقي لها في المعترك السياسي أدى الى مصائب كبيرة عند أهلنا في القطاع والتي كانت أخرها استشهاد الطفلين عمرو وخالد.
أما فيما يتعلق بتصريحات هنية حول أن السلطه تجبي 70 مليون دولار شهريا من القطاع، قال القواسمي: هذا الكلام غير صحيح بالمطلق، وأن حماس هي من يقوم بكافة اشكال الجباية من كافة القطاعات وتقوم بتحويل تلك الاموال لخزينة حماس وليس لخزينة السلطة، وأن كل ما تقوم بتحويله هو مبلغ 15 مليون شيكل لصالح سلطة الطاقة لتشغيل محطة الكهرباء وهو نصف ثمن الوقود الصناعي اللازم للتشغيل الشهري، وأكد على أن امؤسسات الدولة الفلسطينية تنفق نصف موازنتها الشهرية على أهلنا وشعبنا في القطاع، اذا ما علمنا أن 90% من موازنة السلطة تنفق على الرواتب والعلاج الخارجي والصحة والتعليم، مؤكدا على أن هذا واجب اتجاه أهلنا، ولكن وجب التوضيح للرد على التصريحات الصادرة من حماس.
ومن ناحية أخرى أكد القواسمي أن حماس هي من يعرقل كافة ملفات المصالحة، وهي تمعن في التدخل في قرارات الحكومة، وبما تم الاتفاق عليه، فهي منعت الموظفين من العودة لاعمالهم، كما منعت الوزراء من الالتقاء بالموظفين واقتحمت اماكن اقامات الوزراء وفضت الاجتماعات بالقوة وطردت الموظفين بقوة السلاح كما حدث مع موظفي سلطة البيئه وغيرهم، وضربت طوقا امنيا على كافة الوزراء لمنعهم من مقابلة الموظفين الرسميين، ورفضت قرارات الحكومة بل و قامت بتهديدها رسميا عندما صرح خليل الحية بأن قرار الحكومة القاضي بعودة الموظفين لعب بالنار!، وأخرجت عناصرها المعروفين لمحاصرة الوزراء ومحاولة الاعتداء عليهم سواء اثناء عقد مجلس الوزراء او في أماكن اقامتهم.
وأجمل القواسمي حديثه الصحفي بالقول، إن حماس تعيق وتعرقل عمل حكومة التوافق الوطني، وبالتالي تعيق أعمال اعادة الاعمار وتحسين المعيشة للمواطنين، وتعمل على اقحام معاناتهم في بازار الابتزاز السياسي والخلافات الداخلية، وأكبر مثل على ذلك قطع التيار الكهربائي المتعمد والذي أدى الى استشهاد الطفلين رحمهما الله، اضافة الى قرار حماس بفرض ضرائب جديدة على خمسين سلعه قادمة من أرض الوطن 'الضفة الفلسطينية' وفرض الضرائب والجمارك على مواد اعادة الاعمار ورفضها تسليم المعابر وتمكين الحكومة من ممارسة سلطاتها بالكامل.
ودعا القواسمي حماس الى الكف عن استغلال هموم الناس وحاجاتهم وألامهم وقهرهم لاغراض سياسية، وأن يتقوا الله فيما يصنعوه بشعبنا المقهور، والكف عن فبركة التصريحات التي لا تجدي ولا تسمن من جوع، والتوجه دون مناورات او تكتيك نحو المصالحة الحقيقية التي تصون شعبنا وتحفظ الحقوق وترفع الظلم عن أهلنا وشعبنا في القطاع الحبيب، وتبقي البوصلة نحو المحتل الاسرائيلي، مؤكدا أن حركة فتح ستواصل العمل دون كلل اوملل وبالرغم من كل المعيقات التي تضعها اسرائيل وحماس لاعادة اعمار القطاع وتوفير حياة كريمة للمواطن الفلسطيني في القطاع الحبيب وانتشاله من الظلم والقهر الذي يعيش منذ سنوات عجاف.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها