صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين "من أبرز أسباب ثورات الربيع العربي فشل الحكومات العربية على مدى عقود في تحقيق متطلبات الشباب من تعليم وتشغيل وسكن،

المشاركون في المنتدى السنوي السابع، الذي اختتمت فعالياته السبت 15 نوفمبر، عبروا عن قلقهم إزاء الوضع الأمني في المنطقة وضعف الوسائل العسكرية والأمنية المتاحة.

وأوصى المشاركون باعتماد آلية لتبادل المعلومات على مستوى دول المغرب الكبير والساحل والصحراء من أجل المواجهة الفعالة لمحاولات اختراق الحدود من طرف مختلف الشبكات الإجرامية والإرهابية.

ودعا المنتدى كذلك الدول الكبرى لمد يد المساعدة للدول الإفريقية من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية وتأهيلها لتكون في مستوى ما تتطلبه مواجهة العصابات الإرهابية والإجرامية في منطقة الساحل والصحراء.

وخلال الحدث الذي تواصل على مدى أربعة أيام، ناقش 2500 مشارك من 60 دولة، ضمنهم رؤساء حكومات ووزراء وخبراء، التحديات الأمنية وخاصة تهديد الدولة الإسلامية ( داعش ) على الاستقرار في العالم.

معالجة الوضع الليبيواتفق المشاركون على أن حل الأزمة الليبية يجب أن يتم في إطار محيطها الإقليمي الطبيعي، المتكون من دول المغرب الكبير وبلدان الساحل والصحراء.

منظم منتدى ميدايز ورئيس معهد أماديوس إبراهيم الفاسي الفهري قال في كلمته الختامية "المبادرات المعزولة والمحاولات الإقصائية" كانت غير منتجة وستكون "محفوفة بالمخاطر في المستقبل بالنسبة للمنطقة الساحلية الصحراوية".

رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة يوافقه الرأي، مشيرا لجهود بلاده الناجحة في محاربة الإرهاب على الصعيد الداخلي. وأبدى مع ذلك قلقه من "ما يحدث عند الجيران، خاصة في ليبيا وسوريا".

وأضاف "أشد ما أخافه أن أفيق يوما فأجد بجانبي أفغانستان جديدة على الساحل المتوسطي. لقد عانينا منها كثيرا وهي بعيدة، فكيف سيكون الأمر إن أصبحت بجوارنا".

'داعش ليست دولة وليست إسلامية'وأوصى الفاعلون الدوليون باعتماد استراتيجيات لتعزيز التنمية البشرية ونشر القيم الثقافية والدينية في مواجهة هذه الأخطار.

وقال الفاسي الفهري "المغرب أصبح يتوفر على تجربة نموذجية في هذا المجال، والتي يمكن دراستها والاستفادة منها"، مشيرا أن نجاح مثل هذه المقاربة يتطلب انخراطا جماعيا لكافة الدول "بعيدا عن الحسابات السياسية".

وركز العديد من المتدخلين خلال المنتدى على المخاطر المرتبطة بظهور داعش، كتجسيد "للرعب المنظم" الذي أصبح يهدد باكتساح العالم.

يسار يكيس، وزير الخارجية التركي الأسبق، حذر من الوقوع في فخ التنظيم الإرهابي عبر استعمال الألقاب التي يطلقها على نفسه، والتي تشكل دعاية مجانية له.

وقال "حذار من تغليط الناس. فداعش ليست دولة وليست إسلامية".

وأضاف أنه لا يوجد حل جاهز لمواجهة داعش والقضاء عليها، لكنه "واثق" أنه "لا مكان لها في القرن 21".

وقال "طال الزمان أو قصر أنا متأكد أنه سيتم القضاء على داعش. هذا أمر حتمي".

أما سامي الفرجي، رئيس المركز الكويتي للدراسات الاستراتيجية، فأكد على أهمية المعركة الإعلامية في مواجهة داعش.

وقال "بإعلان الخلافة فإن داعش تسحب البساط من من تحت أقدام كل التنظيمات الإرهابية الأخرى"، مضيفا علينا العمل على "تصحيح المفاهيم وتوضيحها في مواجهة الغموض والتأويلات الخاطئة التي تستند إليها داعش".

ضرورة الاستجابة لمتطلبات الشبابواتفق المشاركون في المنتدى حول أهمية التنمية والحكامة الجيدة في مواجهة توسع داعش. وشدد العديد من المتدخلين على ضرورة محاربة الفساد والرشوة، وتجاوب الحكومات مع تطلعات الشباب وطموحاتهم.

وفي هذا الصدد يقول صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين "من أبرز أسباب ثورات الربيع العربي فشل الحكومات العربية على مدى عقود في تحقيق متطلبات الشباب من تعليم وتشغيل وسكن، وقد عجزت عن توفير الحياة الكريمة للشباب، وإمكانية بناء أسرة".

وتابع عريقات "على الحكومات أن تبذل مجهودا كبيرا في التواصل مع الشباب وفهم مشاكله والعمل على الاستجابة لمتطلباته".

الوزير الأول التونسي الأسبق، والقيادي في حركة النهضة، حمادي جبالي أكد على ضرورة الحوار. وقال "رأينا في الدول التي فشلت في التجاوب مع مطالب المجتمع كيف أن الشباب حمل الكلاشنكوف بدل الحوار".

الديمقراطية هي الحلوبحسب عريقات، فإن القضاء على داعش يمر عبر إرساء الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة الحق والقانون.

وقال "لا يمكن أن يتحقق شيء دون مكافحة الفساد"، مشيرا إلى أن "على الأنظمة العربية أن تدرك أنه لا خيار أمامها، فإما أن تقوم بالتغييرات اللازمة، وإلا فسيتم تغييرها".

وأضاف عريقات "إذا لم نقم بما يجب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فسنحترق جميعا. فلا أحد في منأى عن ما يحدث في سوريا والعراق. وعلينا أن نعمل على عدم تكرار ذلك في دول أخرى".

المزيد على دنيا الوطن .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/11/20/621854.html#ixzz3Jcvm0VsC 
Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook