على ايقاع الاقتحام اليهودي المتطرف وقوات الاحتلال للمسجد الاقصى صباح امس صدم شاب مقدسي تجمعا على موقف في القدس المحتلة بسيارته، فلا داعي لمعرفة الأسباب التي دعته الى الاقدام على هذا الأمر والموت دونه، فالحكومة الاسرائيلية تفرز يوميا مبررات لأي كان لكي يرد على ممارساتها وتسهل لأي كان ان يقتحم المسجد الاقصى وان يتقدم بمشروع استيطاني او يحتل منزلا في المدينة المقدسة. 
الحكومة الاسرائيلية اليمينية تدفع باتجاه تحول الصراع الى ديني ومع ان حوافز الجماعات المتطرفة التي تتربص بالقدس والاحزاب المؤيدة لهم هي احزاب وجماعات دينية متطرفة وترفع شعارات دينية وتحاول تحقيق أهداف دينية الا ان اسرائيل تنفي الطابع الديني لكل هذه الممارسات وانها تتم من جماعات علمانية. 
الغباء السياسي للحكومة الاسرائيلية يدفعها الى الاعتقاد ان موجة الجاهلية المنتشرة في الاقطار العربية هي فرصتها الذهبية للاستحواذ بالكامل على الارض الفلسطينية وقدسها وعلى المسجد الاقصى وقبته وهم يجهلون كالجاهليين العرب الآن ان القدس ستكون عاملا حاسما في تعرية الجاهليين العرب والمتأسلمين وتعرية الحكومة الاسرائيلية المعادية للأمن والسلام، فعلى عتبات وأسوار القدس سيكون الصراع كما أرادته حكومة اليمين وستكون هناك نيران ودماء وعنف وفوضى لن يسلم منها أحد.. وهذه المؤشرات الحالية تنبئ بما هو كارثي عما قريب، فاما ان تلجم اسرائيل متطرفيها وتكف عن سياسة التنكيل بالمقدسيين ومقدساتنا وأرضنا واما ستجد نفسها أمام تطرف يفهم اللغة التي يرد فيها على الممارسات المتطرفة هذه، فالأيام حبلى بالمفاجآت والصراع الديني لا ينتهي عادة الا بالسحق والمحق.. فمن سيمحق ويمحق مَنْ؟