لم يكن ظهور الزعيم الفلسطيني أبو مازن كقائد سياسيوطني، برهن على خبرته وحنكته وذكائه في العمل الوطني مفاجئا على واجهة الأحداث فهوسليل مجدين تاريخيين فلسطينيين، المجد الفدائي الثوري والمجد السياسي المؤسساتي، ففيالأولى هو أب الشعب الفلسطيني وأخ الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات ووريث تضحيات الآلافمن شهداء وجرحى وأسرى من شعبه ضد الظلم والطغيان والإستعباد والإستبداد الصهيوأمريكي,وفي الثانية هو السياسي ورجل العمل المؤسساتي على مر مراحل تأسيس الوطن الفلسطيني الحديث.

يلعب الرئيس اليوم دورا بارزا في العملية السياسية والمشهدالوطني الفلسطيني، فهو رجل الإعتدال الأول من خلال مبادراته المستمرة وإطروحاته النيره،فهو أول من دعى الى طاولة الحوار لحل جميع القضايا الوطنية السياسية المختلف عليها،وهو أول من نادى بالشراكة الوطنية وتبناها وأكد على أن لا تهميش ولا إقصاء لأي مكونسياسي، وشدد بقوله' نحن حريصون كل الحرص على أن لا نعود الى الوراء، نحن ابناءالحاضر والمستقبل الفلسطيني، ونجد ان مستقبلنا وعزتنا وكرامتنا، في وحدتنا وشراكتناوتلاحمنا الحقيقي وإنفتاحنا على جميع الفلسطينيين'. فعهدناه يتعالى على الجراح دوماويدعو لتوحيد الصف الوطني الفلسطيني، رغم كل ما حدث ويحدث، كيف لا وهو من تربي في المدرسةالوطنية الثورية الفلسطينية.

هو سيد الإنتصارات والإنجازات  والعنفوان بلا منازع، ولطالما أسر أبو مازن الجميعفهذا العملاق الواثق من نفسه ومن تاريخه ومن إيمانه وحركته ومن قوله ومما لديه وممايطرحه من ثقل لا يكاد الوضع يتحرك بإتجاه بغية أخرى يراد منها التلاعب بخطوط الإنسانيةالحمراء وبمقدرات الامة التي اثقلت كاهلها الهزائم والانتكاسات والتوجهات البعيدة عنمصالحها حتى ينبري بقوة جارفة ليقلب الطاولات على رؤوس خاوية ترتعب وتفقد صوابها كلماأطل بطلته المدوية ليحرك الواقع وفق وجهة ترضي الله وتفرح شعبه المظلوم, واقع يريدهالمتخاذلون خامدا كسيحا كمستنقع الجيفة ان تحركه تفوح منه روائح كريهة ..

فهذه الأصوات النكرة تعلم وغيرها وسيكتب التاريخ انهذه الحالة الفريدة إنما هي ماركة مسجلة باسمه المتكون في الاصلاب الشامخة والمولودمن رحم الايمان المطهر والمترعرع في اتون المعاناة والالم والصبر والمتربي في بيوتالنضال.أبو مازن يتحرك بعين الله, يقول اقل مما يعمل ويعمل بصمته المدوي, اثره ان صمتاقوى من أي صوت آخر يعلوه ضجيج وصخب الفجور والعهر السياسي والاخلاقي الملازم لانظمةفوضوية تعتقد انها تتحكم بزمام الامور ولا تعلم انها اوهن من بيت العنكبوت ..نعم أبومازن هو صمت ان نطق وزمجر ترنح في حصونه المنيعة وارتجف اعتى الطغاة , وتلك حالة فريدةفي زمن الهزائم لولاها لما شعرنا نحن المراقبون التواقون العاشقون الساعون لمثل هذاالعز بكل هذا الزهو الذي نحن فيه ..لقد أثلج أبو مازن قلوب الوطنيون الشرفاء الأحرارفي هذا الوطن بعد ان إعتصرها الألم ، نعم لقد أثلجها عندما أعلن إنه لن يحيد عن المبادىءوالثوابت الوطنية، مهمها هددوه أو أرهبوه الإسرائيليون ومن والاهم، ومهما أستهدفوهأعداء الإنسانية فإنه ماضي بعون الله في تحمل المسؤوليات الجسام التي تعصف بالوطن وشعبهالمظلوم .لقد عهدته الأمم العربية والدولية وعهده شعبه المجاهد بأنه لم ولن يتراجعوسييقى صوتا مدويا في سماء الوطن ، لقد عرفه وخبره شعبه من قبل بأن لم يأخذه في اللهلومة لائمفهو لم يداهن أحدا ومضى ولم يتردد في مواجهة تعنت الإحتلال، فكان بحق خيرمدافعا عن الثوابت الفلسطينية.لقد عرفه العدو قبل الصديق والمحب والمبغض قويا وصلبافي الشدائد، فلم يتردد في نصرة وطنه وقضيته وشعبه المكافح، ولم يتردد ولو للحظة واحدةفي مقارعة زعماء الصهاينة ليبرمان وباراك ونتياهو وليفني وموفاز وشارون وزبانيتهم،وأعلنها شعبه بإنه لن يكون لقمة سائغة وأن التعالي على الجراح هو من أجل الوطن والشعب،فلن يعطي شعبك ومحبيك لهؤلاء المجرمون القتلة فرصة العودة والتسلط على رقابهم من جديد.نعملقد أحببه شعبه ووثق به وأئتمنوه على مسيرتهم ومشروعهم وقضيتهم الوطنية المقدسة، فأبومازن أهل لذلك لما جمعه من إمكانيات وملكيات القيادة وصلابة الموقف وحكمة إتخاذ القراروالمصير ودراية بقدره شعبه مقابل إمكانيات العدو، فشجاعة الرجل لا حدود لها حينما يتعلقالأمر بالثبات والمواجهة مقابل نبع من المشاعر والأحاسيس الإنسانية تجاه المحرومينوالضعفاء والمعذبين في الوطن الفلسطيني، وحتى المرضى والشيوخ وكبار السن والأطفال والنساءوالطلبة والعمال والفلاحين من أبناء شعبه الفلسطيني، لكل ذلك أحببوه وسيفدوه بأرواحهم.لذلكلا نبالغ لو قلنا أن أبو مازن قائد الشعب الفلسطيني بشيبة وشبابة ونساءة وأطفاله وهوربان السفينة الفلسطينية، شاء من شاء ليبرمان وغيره وأبى من أبى، فهو من يقود فلسطينوشعبها إلى بر الأمان بالرغم من العواصف الهوجاء العاتية، والمواج المتلاطمة في الساحةالفلسطينية، فكم من أزمات وعقبات ومنعطفات خطيرة عصفت في الساحة الفلسطينية، فتجاوزهابحكمته ويقظته وصلابته وفطنته السياسية القوية في أحلك الظروف وأصعبها، عندما كانتتحبس الأنفاس، وتعز الرجال، فأصبحت بصيرته ثاقبة تؤكدها وقائع التاريخ وواقع الحال،كيف لا وهو  القائل دوما ' وحدتنا رمز عزتنا'وبالوحدة الوطنية نختصر الكثير من الألام والتضحيات ونبني دولة المؤسسات '.لقدأثبت أبو مازن للقاصي والداني بأن شعبه طيلة تاريخ نضالهم الطويل والمرير إنهم يستحقونبجدارة كل الإحترام والتقدير لما بذلوه ويبذلوه من جهد متواصل وشاق من أجل الدفاع عنحقوقهم وثوابتهم الوطنية المقدسة وعدم التفريط بها أبدا، على هذا الأساس فليس أمامهوشعبه وفصائله وأحرارهم وشرفائهم ومناضليهم وثوارهم، إلا أن يستجمعوا كل عناصر القوةفلسطينيا وعربيا  لمواجحة تحديات المرحلة القادمةوإستحقاقاتها على أساس الثابت وهو إقامة دولتهم المستقلة  فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة الاجئينإلى ديارهم الأصلية، ضمن الثوابت لهذه المرحلة التاريخية العالمية وهي الثوابت المتعلقةبالأرض والإستيطان والقدس وعودة النازحين الى ديارهم وحقوقهم في مواردهم الطبيعية وخاصةالمياه والغاز والحرية والإستقلال المتكافئ.إن الوطن الفلسطيني اليوم بشعبها وقيادتهاوحكومتها وفصائلها لابد وأن يقفوا كلهم صفا واحدا وجسدا واحدا لمواجهة هذه التحدياتالجاسمة أمامهم من العدو الصهيوني والإمبريالي العالمي، والعمل سوية بروح الوطن الواحد,فهكذا هي الأخلاق الفلسطينية، وهكذا هي صفات شعب فلسطين العظيم, الشعب الذي صفحات تاريخهوحضارته منذ مئات السنين أثبتت وتثبت إنه شعب الجبارين لا يقبل إلا أن يكون رقم صعبوفوق القمة دائما, أهل الكرم والحمية والنخوة والنشامى.لذلك لا نبالغ إن قلنا إن شعبفلسطين داخلياً وخارجياً يعولون على القيادة الفلسطينية وعلى رأسهما الرئيس 'ابومازن' ويقولون يا 'أبو مازن' إعقل وتوكل وإمضي بشعبك وقضيتك نحو بر الأمانوإعلنها يا زعيم وتوكل على الله ولا تخاف بالله لومة لائم, ولن تجد من أحرار الوطنوشجعانه ومناضليه إلا كل دعم  ومساندة بقولوعمل. لذلك فمن الأساس هنا التركيز على التكامل والتنسيق فيما بين القيادة والشعب والفصائلالوطنية في نطاق دوائر الوضع الذاتي جميعها، ومنها الإتفاق التاريخي للقوى الوطنيةوالإسلامية، حيث يجب أن لا تتضارب المجهودات أو تتناقض أو يكون بعضها على حساب البعضالآخر، فليس من حق أحد هنا أن يقع في الخلل، وليس من حق أحد هنا وهناك أن يضعف وتائرالصمود والتحدي ورص الصف الوطني الفلسطيني، وليس من حق أحد أن يخل بمسيرة الوصول إلىهدف إقامه الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة الاجئين المسحوقين هناوهناك.إن الخطر ما زال ماثلا أمام شعبنا الفلسطيني، وإن حلقات المؤامرة ما زالت مستمرةليس على صعيدنا الخاص، بل على كافة الأصعدة داخليا وخارجيا، وقد أصبحنا فعلا على شفيرهذه المواجهة بغض النظر عن التسميات، وعن آفاق الرؤية لما يحدث أو ما يمكن أن يحدثتاريخيا.إن أبو مازن وصحبه بمباركة من شعبه، سيطلق رصاصة الحق في السويعات القليلةالقادمة في الأمم المتحدة في نيويورك لتقديم طلب الشعب الفلسطيني لإعلان دولتهم الفلسطينيةالمستقلة، فهذا الطلب هو بمثابه الضربة القاضية التي قصمت ظهر البعير الإسرائيلي وصدمةأصيب بها أعداء الشعب الفلسطيني لما لها من أهمية إتجهت كل انظار العالم الحر والديمقراطيوالتي ستطالبت بعد هذا الطلب لضرورة إعطاء الفلسطيني حقة المقدس التي أقرتها لة كلالأعراف والقوانين الدولية، لإن الدولة الفلسطينية ليست 'هبه أو منه' من أحد،وإنما هي حق للفلسطينيين معترف بها عالميا ودوليا وعربيا، فلقد اختارت القيادة الفلسطينيةطريق السلام في ظل إختلال موازين القوى، ولكن هذا لا يعنى إن قيادة الشعب الفلسطينيفي موقع تستطيع الحكومة الإسرائيلية أن تملي عليهم شروطها أو تفرض عليهم التخلى عنحقوقهم، لأنهم عندما خاضوا معركة السلام، كانوا يفهمون جيدا ماذا تعني وعلى ماذا ترتكزوإنها ليست عنوان مجرد، وإنما هي حالة إنسانية وجوديه وحياتية، لأنها تقوم على مرتكزاتفي الفكر والذات والواقع والوجدان.'يراها نتنياهو وزمرته بعيدة ويراها أبو مازنقريبة وإن أبو مازن وشعبه لصادقون