أجمعت الساحة السياسية الإسرائيلية الداخلية واتفقتلأول مرة على هزيمة إسرائيل الدبلوماسية، وسارعت مصادر سياسية رفيعة حسب وصف موقع"يديعوت احرونوت" الالكتروني، إلى اتهام نتنياهو وليبرمان بالمسؤولية عنالهزيمة النكراء التي باتت محتومة وعن ضعف إسرائيل والواقع الجديد الذي ستستفيق عليهصبيحة الجمعة القادم.

الهزيمة تجلت بشكلها الواضح وفقا للمصادر المذكورة ليسفقط بالأغلبية التلقائية التي يمتلكها الفلسطينيون في الجمعية العمومية ولكن من خلالدعم الدول الغربية الهامة التي فشلت إسرائيل في تجنيدها لصالح موقفها.

ووجهت الأوساط السياسية الإسرائيلية سهام نقدها اللاذعإلى صدر ليبرمان شخصيا ووزارة الخارجية عموما، متهمين ليبرمان بالمسؤولية عما وصلتإليه الأمور عبر استمراره بمماحكة الرئيس الفلسطيني محمود عباس فكان عليه "ليبرمان"ألا ينتظر غير هذه النتيجة.

وتسود الخارجية الإسرائيلية تقديرات بأن دول أوروباالغربية قررت التصويت لصالح الطلب الفلسطيني تعزيزا لموقف أبو مازن وردا على التصريحاتالعنيفة التي خرجت من تل أبيب ضده خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف موقع "يديعوت" الالكتروني أن الخارجيةالإسرائيلية تحديدا تبنت نهجا يقوم على معاقبة السلطة بأشد العقوبات وإلغاء اتفاقيةأوسلو والتسبب بانهيار السلطة، لكن وتيرة هذه التهديدات تراجعت منذ يوم أمس الثلاثاء،واكتفت إسرائيل وفقا لمصدر سياسي رفيع بقرار تجاهل الرسائل والبرقيات الموسومة باسمدولة فلسطين وهذه وسيلة ضغط ضعيفة جدا.

ونقل الموقع عن مصادر رفيعة في الخارجية الإسرائيليةقولها ومن باب تبرير الفشل " كل سنة تصدر الكثير من القرارات لصالح الفلسطينيينبعضها متطرف جدا وهناك دولا في مجموعة الأغلبية التلقائية لا تصوت ضدها حتى لا يفقدالفلسطينيون الأغلبية وكان من المتوقع ان يحظى الفلسطينيين بدعم بعض الدول لكن عملية(عنان السحاب) غيرت الوقائع والواقع وهناك شعورا بأن دول أوروبا راغبة بدعم ابو مازنبعد موقفه الواضح من حماس" حسب قول هذه المصادر.

ووجه مسؤول كبير انتقادات حادة لطريقة إدارة الحكومةالسياسية قائلا " تفوهات ليبرمان ضد الرئيس ابو مازن وحقيقة غياب الحوار السياسيمست كثيرا بقدرة إسرائيل على مواجهة الفلسطينيين ولو كان لإسرائيل مبادرة أو خطة سياسيةلكان من السهل عليها أن تطالب الدول بمعارضة الموقف الفلسطيني والتصويت ضدهم لكن هذاهو الواقع ولا يوجد ما يمكننا عمله حين يماحك وزير خارجيتنا ابو مازن ستكون هذه هيالنتيجة فقط ولا يمكن انتظار او توقع غيرها".وفقا للموقع، لا يوجدداخل منتدى الوزراء ألتسعة أغلبية لاتخاذ خطوات عملية فعالة ضد السلطة الفلسطينية فيهذه المرحلة على الأقل، حيث وصف مسؤولون كبار التهديدات بإنهاء وجود السلطة والتسبببانهيارها بالكلام الفارغ.

تعول إسرائيل على الولايات المتحدة لمنع انضمام الفلسطينيينإلى بقية المنظمات الدولية كونها الممول الأساسي لهذه المنظمات، وبالتالي يمكنها ممارسةضغوط حاسمة خاصة وان الإدارة الأمريكية مسلحة في هذا الشأن بقرار الكونغرس الذي يحظرتمويل أي منظمة دولية تعترف بالدولة الفلسطينية قبل ان تدخل السلطة في مفاوضات سياسيةمع إسرائيل كطريق وحيد لإقامة هذه الدولة. 

ورغم هذا الأمل والتعويل، نقل الموقع عن مصادر سياسيةإسرائيلية قولها " رغم ذلك لا يوجد شك بأن واقعا جديدا قد خلق في المنطقة ومنالواضح بأنه ورغم أقوال نتنياهو التي تمتدح موقف إسرائيل فان موقفنا في الساحة الدوليةبات ضعيفا جدا لدرجة أن إسرائيل فشلت بتجنيد حتى تلك الدول التي أوضحت للفلسطينيينمرارا وتكرارا بأنها لن تسمح لهم بتمرير أو فرض خطوات سياسية من خارج دائرة المفاوضاتالمباشرة مع إسرائيل ". 

وأخيرا، نقل الموقع عن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيليةالسابق وأحد عرّابي اتفاقية أوسلو "اوري سافير" قوله " لم يبق لابومازن أي خيار آخر وهناك خطوتين تسببتا بضعف الرئيس الفلسطيني اولهما غياب عملية سياسيةفعالة والثانية القوة الكبيرة التي حازتها حماس بعد عملية "عامود السحاب". 

واضاف سافير " يبحث ابو مازن عن علاج في الساحةالدولية صحيح بأن هذا العلاج لن يقيم دولة فلسطينية لكنه سيعزز من موقفه ويمنحه مزيدامن القوة ويبقى أفق حل الدولتين على قيد الحياة حسب وجهة نظر ابو مازن وكان يمكننامنع هذا الأمر لو كنا أكثر ذكاء". 

وحسب رأي سافير " فإن ميزان القوى بين إسرائيلوالسلطة لن يختلف لكن سيخرج الفلسطينيين من هذا الأمر بدعم دولي شامل وكامل تقريباورغم معارضة أمريكا لهذه الخطوة لكن حقيقة معالجتهم لها بهذا الاعتدال واللين تشجعالفلسطينيين على الاستمرار خاصة وان إسرائيل فقدت الأغلبية الأخلاقية فور إدراك العالمبأنها لا تريد عملية سياسية".