إسرائيلمنزعجة من الاعتراف الأممي بدولة فلسطينية غير عضو ومراقب فقط، والمخاوف من أن لهاالحق أن تنظم للمنظمات الدولية مثل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي مما يعطيهافرصة التقدم بشكوى ضد أي ممارسات إسرائيلية على الشعب الفلسطيني وأراضيه مثلالاستيطان بحيث تعتبر إسرائيل دولة محتلة..قطعاً المؤشرات تقول إنه من بين مئةوثلاث وتسعين دولة عضواً في الأمم المتحدة سيصوت لهم مئة وخمسون، أي أن الضغوطالإسرائيلية لن تنجح ما دفع نتنياهو إلى توجيه نقد ولوم حادين للرئيس الأمريكيأوباما لعدم وقوفه ضد المشروع الفلسطيني..قبول فلسطين دولة غير عضو سوف يوسع دائرةعلاقاتها، ويسقط مقولة «أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض» وقد سبق للمفكر والمؤرخالبريطاني «ارنولد توينبي» بأن لا يحكم التاريخ بقاء إسرائيل في محيط جغرافي وبشرييفوقها آلاف المرات، وشبهها بمحاولة احتلال اليابان للصين، أي ذوبان كل اليابانشعبها وأرضها بالمحيط الهائل الصيني، لكنه إسرائيل لم تعتقد أن الظرف الزمني سيخلقانقلابه، بمعنى أنها إذا أرادت العيش بسلام إيجاد واقع على الأرض، أي الاعترافبالحق الفلسطيني ودولته..أحداث غزة كشفت أن الوضع صار مختلفاً، فأمريكا لا تريد فيزوبعة الربيع العربي فتح معارك لصالح إسرائيل، لأن الحالتين العربية والدولية لاتسمحان بتوتير المنطقة، أمام تصاعد النقمة على إسرائيل، وبروز تيار إسلامي يحيطبها في مصر والأردن، وربما سوريا بعد الأسد، وهذا جعل أمريكا تفكر بما هو خارجاللحظة إلى المستقبل البعيد، لأن المنطقة مهمة لها مهما كانت علاقاتها التفضيليةمع إسرائيل.ما بعد غزة وولادة دولة فلسطينية سيؤثران على واقع إسرائيل دولياً، وهيحقيقة لمتغير سياسي جديد، وقد راهنت أن أوباما لن يفوز بفترة ثانية بناء على رؤيةقامت على أن القوى السياسية والإعلامية والاقتصادية الأمريكية يؤثر بأصواتها قوةاللوبي اليهودي، لكن الواقع غيَّر هذه النظرة، وعاد أوباما أكثر قوة وهو مرشح لاتتطابق سلوكياته مع الرغبة الإسرائيلية، لكن هناك مصالح أمريكية عليا هي من تقررالاتجاه في الدولة العظمى، وقد لا تكون همومها محصورة في المنطقة أو إسرائيل تحديداً،في بروز تحديات مالية داخلية، وأقطاب منافسين في آسيا تجعلها تتجه بوصلها نحو تلكالقضايا وجعل الأولوية لها..لقد عرض العرب والفلسطينيون العديد من مشاريع السلام،بما فيها تبادل السفراء وفتح قنوات سياسية واقتصادية، ولم تكن تلك العروض مبالغبها، بل دولة فلسطينية على أراضي ما قبل١٩٦٧م لكن غرور القوة لدى إسرائيل هو منعرقل تلك المشاريع وقياساً على الحاضر الجديد، فإنها لا تستطيع وضع الفلسطينيين فيحيزهم الضيق لإنهاء أي شكل لدولتهم وكيانهم لأن هذه الرؤية بعيدة عن الواقع، وأنشعباً يناضل لن يفقد وجوده حتى لو قلصت إسرائيل مساحته بالتمدد الاستيطاني..عموماًمخاوف إسرائيل لم تعد سرية، ونشوء فكر جديد لا ينبني على الغطرسة والعنصريةواحتكار الأرض هو عامل البقاء لها إذا كانت تريد العيش بسلام..