شن وزراء إسرائيليون، اليوم الجمعة، هجوما شديدا ضد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بسبب تصريحه بأن عدم حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني يدعم تنظيم "داعش"، واتهموا كيري بأنه بذلك إنما "يشجع الإرهاب".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف ووزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، اعتباره أنه "عندما يقولون إن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني يقوي داعش، فإن هذه حقنة تشجيع للإرهاب العالمي".
ويشار إلى أن بينيت يعارض تسوية الصراع وإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1967. وقال إنه "ينبغي الاستماع إلى داعش وتصديقهم، فهؤلاء إرهابيون يريدون السيطرة على الشرق الأوسط كله، من سوريا وحتى الأردن ولبنان، وإقامة الخلافة الإسلامية من جديد".
وتابع أنه "بالإمكان محاربة ذلك أو تفسيره، والاختيار هو بأيدي العالم وهو الذي سيتحمل النتائج. لا يمكن تبرير الإرهاب وإنما محاربته وحسب. ويتضح أنه عندما يقطع بريطاني مسلم رأس بريطاني مسيحي، فإنه دائما سيكون هناك من يتهم اليهود".
كذلك هاجم وزير الاتصالات الإسرائيلي، غلعاد أردان، من حزب الليكود، وزير الخارجية الأميركي ووصف أنه "في كل مرة يسجل أرقاما قياسية في عدم فهم منطقتنا وجوهر الصراع في الشرق الأوسط، وأواجه صعوبة في احترام أقواله".
وكتب أردان في صفحته على موقع "فيسبوك" أنه "هل سقوط 200 ألف قتيل في سوريا واغتصاب نساء الأيزيديين على أيدي البرابرة من داعش مرتبط بنا أيضا؟ هل حدث هذا بسبب المستوطنين في معاليه أدوميم أو البناء في غفعات همتوس (قرب بيت صفافا) في القدس؟".
وتابع أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، "قال بنفسه في خطابه في الأمم المتحدة إنه ينبغي أن نتعافى من الوهم الذي بموجبه الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هو مصدر كافة المشاكل في الشرق الأوسط"، زاعما: "هل قال أحد ما لوزير الخارجية الأميركي إن إسرائيل مستعدة لاستئناف المفاوضات؟ والتعنت والتحريض الفلسطيني وحدهما اللذان يمنعان أية محاولة لاستئنافه. هل يصدق أحد فعلا أن مجرمي الحرب من داعش سيتوقفون عن ارتكاب فظائعهم فقط لأن المفاوضات ستستأنف؟ فإذاً ربما يجدر بكيري أن ينصت لرئيسه، قبل أن يسارع إلى إطلاق تصريحات تعكس تشويها منطقيا وقد تشجع حقارة أخلاقية".
وكان كيري قد صرح الليلة الماضية بأن استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيشكل تحولًا مركزيًا في الحرب ضد داعش، وأن عدم حل الصراع سيؤجج الوضع ويؤدي إلى انضمام المزيد من الشبان لداعش.
وقال كيري إن "كل مسؤول التقيت به في الشرق الأوسط وغيره طالب وبشكل عفوي بضرورة إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كونه يشكل دافعًا للشباب للانضمام لتنظيم داعش والقتال في صفوفه. على الطرفين فهم هذه العلاقة، استمرار الصراع سيؤدي لنتائج كارثية كهذه".
وأضاف كيري: "واجب علينا إيجاد طريقة تعيدنا إلى طاولة المفاوضات، لإقامة دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل تعيش كلتاهما بسلام".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها