وصل وزراء حكومة التوافق الوطني إلى قطاع غزة، صباح الخميس، عبر معبر بيت حانون (إيرز). ومن المقرر أن تعقد الحكومة، برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، اليوم أول اجتماع لها في غزة منذ تشكيلها.
وجلسة جكومة التوافق التي تعقد اليوم تعتبر أول اجتماع للحكومة في قطاع غزة بعد أن عقدت منذ تشكيلها في مطلع يونيو الماضي عدة اجتماعات في الضفة الغربية وسط تفاؤل بتنفيذ استحقاقات المصالحة الفلسطينية. وستكون هذه المرة الأولى التي تجتمع فيها حكومة تابعة للسلطة الفلسطينية في غزة منذ بدء الانقسام الداخلي إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع بالقوة منتصف عام 2007.
وسيعقد اجتماع حكومة الوفاق برئاسة رئيس وزرائها رامي الحمد الله وجميع الوزراء من الضفة الغربية وعددهم 12 إضافة إلى 4 وزراء يقيمون في قطاع غزة.
وأكد مدير المركز الإعلامي للحكومة إيهاب بسيسو لوكالة أنباء ((شينخوا)) يم أمس إن الاجتماع في غزة "يأتي بعد أن ذللت الكثير من العقبات التي كانت تعترض ذلك، وأهمها منع إسرائيل وزراء الضفة الغربية من الوصول إلى القطاع".
واعتبر أن اجتماع الحكومة في غزة "يحمل دلالات سياسية هامة للغاية ويؤسس لمرحلة جديدة في المضي في ملف المصالحة وتعزيز العمل الوحدوي في الساحة الفلسطينية".
من جهته، قال وزير العمل في حكومة الوفاق المقيم في غزة مأمون أبو شهلا إن اجتماع الحكومة في القطاع "تنفيذ عملي للمباشرة في تسلم الحكومة كامل مهامها في قطاع غزة".
وأكد أبو شهلا أن "النوايا طيبة تجاه تمكين حكومة الوفاق من بسط سيطرتها في قطاع غزة من أجل المصلحة العليا للوطن وتولي الحكومة مسؤولياتها في إعادة إعمار قطاع غزة والوفاء بكامل التزاماتها".
وكان وفدان من حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحماس التقيا الخميس قبل الماضي في القاهرة، واتفقا على الشروع الفوري في تمكين الحكومة من بسط سيطرتها على قطاع غزة وحل الملفات العالقة لتنفيذ تفاهمات المصالحة بينهما.
وتشكلت حكومة الوفاق مطلع يونيو الماضي بموجب تفاهمات للمصالحة الفلسطينية أعلنت بعد محادثات في غزة بين وفد من منظمة التحرير وحركة حماس في 23 أبريل الماضي.
وأوضح بسيسو أن اجتماع الحكومة سيعقد في منزل الرئيس عباس في مدينة غزة بعد اعتماده كمقر مؤقت لرئاسة الوزراء "تكريسا للعمل الوحدوي في المرحلة المقبلة". وأعلنت وزارة الداخلية في غزة إتمام إجراءات الاستعداد لانعقاد اجتماع حكومة الوفاق في غزة.
من جهته، أعلن اسماعيل هنية ترحيب حركته بعقد أول اجتماع لحكومة الوفاق في غزة.
ودعا في بيان عقب استقباله وزراء حكومة الوفاق المقيمين في غزة، الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها كافة تجاه مختلف القضايا في قطاع غزة.
كما شدد هنية على ضرورة إنهاء كافة القضايا المتعلقة بالمصالحة الفلسطينية وملف الموظفين وإنجاح مؤتمر المانحين لإعادة إعمار قطاع غزة في مصر.
ويأتي اجتماع حكومة الوفاق في غزة بعد ستة أسابيع من انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع في الفترة من 8 يوليو حتى 26 أغسطس الماضيين. وخلف العدوان أكثر من ألفين و140 شهيدا فلسطينيا وما يزيد عن 10 ألاف جريح، إلى جانب دمار هائل في المنازل السكنية والبنية التحتية.
ويأتي الاجتماع الحكومي في غزة قبل انعقاد مؤتمر المانحين لبحث إعادة إعمار قطاع غزة المقرر في مصر يوم الأحد المقبل.