كشف مصدر فلسطيني مطلع في حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، اليوم الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق نهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والأمم المتحدة، بشأن القضايا العالقة بين الطرفين والمتمثلة بشكل رئيسي في صرف رواتب موظفي حركة حماس، والإجراءات المتعلقة بإدخال مواد البناء لعملية إعادة إعمار غزة.

وأضاف المصدر - رفض ذكر اسمه - في تصريحات لوكالة الأناضول، أن الاتفاق يتضمن الكيفية التي سيجرى بها إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، وآلية مراقبة فرق الأمم المتحدة لعملية إدخالها، وكيفية توزيعها.

وتمنع إسرائيل إدخال العديد من البضائع، وأهمها مواد البناء لغزة، منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، حيث فرضت حصاراً مشدداً، وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة عام 2007.

وأشار المصدر إلى أن الأيام القادمة ستشهد تدفق كبير لمواد البناء على القطاع، للبدء بإعادة الإعمار بشكل رسمي، وذلك قبل أيام من مؤتمر المانحين المراد عقده في القاهرة مطلع الأسبوع القادم.

ومن المقرر أن تستضيف مصر الأحد المقبل، مؤتمر المانحين لإعادة إعمار القطاع.

وكانت الأيام الماضية قد شهدت عدة مشاورات بين الأطراف الثلاثة حول آلية إدخال مواد البناء، ومن سيتولى مسألة إعادة الإعمار، حيث تم الاتفاق أيضاً على التعاقد مع أكثر من 290 مقاول فلسطيني، لتولى مهمة إعادة البناء.

وأشار المصدر إلى أنه تم الاتفاق أيضا بشكل نهائي، على البدء بصرف رواتب موظفي حماس المدنيين فقط خلال الأيام القادمة، على أن تتولى الأمم المتحدة نقل الأموال إلى غزة، وصرف رواتب الموظفين عبر البنوك الرسمية العاملة في القطاع.

وكانت رواتب الموظفين التابعين لحماس، تصرف عبر بنكي الإنتاج والوطني الإسلامي، وهما بنكان تم إنشاؤهما خلال فترة تولي حماس الحكم في قطاع غزة، بعد عام 2007، لكنهما ليسا مرخصين لدى سلطة النقد الفلسطينية (المؤسسة القائمة بأعمال البنك المركزي).

وأضاف المصدر أن قطر ستتولى تمويل رواتب الموظفين المدنيين البالغ عددهم قرابة 30 ألفاً، وذلك لمدة 4 شهور قادمة بشكل مبدئي، يعقبها إنشاء صندوق لدفع رواتبهم من الدول المانحة، والراغبة في تولي مسألة الرواتب.

ويبلغ عدد موظفي حكومة حماس السابقة، الذين لا يستلمون رواتبهم من حكومة الوفاق، وغير مسجلين في ديوان الموظفين العام، قرابة 45 ألف موظف مدني وعسكري، فيما أكد المصدر أن الموظفين العسكرين ستتولى حركة حماس صرف رواتبهم من موازنتها الخاصة.

وتبلغ فاتورة رواتب موظفي حماس (المدنيين والعسكريين) الشهرية قرابة 40 مليون دولار، وصرفت حماس لهم سلفة بحد أدنى 1000 شيكل قبل عيد الأضحى.

وشنت إسرائيل في 7 يوليو/ تموز الماضي حرباً على قطاع غزة، استمرت 51 يوماً، وتسببت في مقتل 2159 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، بحسب مصادر طبية فلسطينية.

ودمرت حرب الـ(51) يوماً على غزة، نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزلاً بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.

ووفق أرقام فلسطينية رسمية فإن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تدمير نحو 500 منشأة اقتصادية، تجاوزت الـ”3″ مليارات دولار أمريكي.