رحب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المقيم في الأراضي الفلسطينية جيمس كراولي، باتفاق القاهرة بين حركتي فتح حماس باتجاه إدارة موحدة لقطاع غزة قائلا إن "هذا الأمر لا غنى عنه، خاصة أن كل البرامج الموضوعة لغزة ولمساعدة القطاع على التعافى لن يمكن إتمامها دون حكومة وحدة ودون مصالحة وطنية فلسطينية".
وقال كراولي في مؤتمر صحفي بجنيف أمس إن قطاع غزة سيحتاج إلى سنوات طويلة من أجل العودة إلى الحالة التي كان عليها في أول تموز الماضي قبل بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وهناك مناطق في غزة تبدو كأنها تعرضت لزلزال، وإن آثار ما جرى في الحرب الأخيرة والنزاعات السابقة ستستمر لسنوات ومن المنتظر أن سكان قطاع غزة سيكونون بلا مياه صالحة عام 2020.
وأشاد بالجهود التي بذلتها مصر سواء باحتضانها للحوار الفلسطيني الفلسطيني الذي أثمر عن اتفاق بين حركتي فتح وحماس أمس الأول، والجهود المستمرة التي تقوم بها مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مستمر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
من جانبه قال المفوض العام لوكالة "الأونروا" بيير كراهينبول، مساء الخميس في نيويورك ان الأوضاع الانسانية في قطاع غزة "وصلت مرحلة مروعة من التفاقم وان خطر الكارثة الانسانية للفلسطينيين يحدق بنا جميعا في حال عدم التعاطي الفوري في دعم الأونروا".
ورسم كراهينبول الذي كان يتحدث في حفل استقبال "أصدقاء الأونروا" على هامش اعمال الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي استضافه مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ريتشارد مورفي في منزله، رسم صورة قاتمة عن الأوضاع الانسانية والمعيشية التي يعاني منها الفلسطينيون في "قطاع غزة المنكوب بسبب الحرب الشرسة الأخيرة التي شنتها اسرائيل والتي دمرت بشكل كامل البنية التحية لثلث مساحة القطاع".
وأكد كراهينبول الذي يترأس الأونروا منذ نهاية العام الماضي ان "القضية الأهم الآن من اعادة البناء هي إيجاد فرص عمل للشباب الذين يعانون من البطالة الشاملة، وإيجاد فرص العيش الكريم للغزيين"، داعيا القوى العالمية لتحمل مسؤوليتها في توفير الدعم السريع وإدخاله الى غزة وفتح المعابر وتيسير حركة المواطنين من والى القطاع وتشغيل المصانع وإنعاش التجارة مع الضفة الغربية كما مع اسرائيل والعالم.
وقال في معرض رده على سؤال عن حقيقة ادعاءات اسرائيل باستخدام مدارس الأونروا لتخزين أسلحة المقاومة او اطلاقها من هناك: "عندما علمنا عن وجود أسلحة أو ذخيرة في احد مدارس الأونروا أعلنا عنها على الفور وأخبرنا الإسرائيليين وهذه كانت حالة فريدة ، ولم يتم استخدام اي من المواقع التي قصفتها المدفعية الإسرائيلية تحت ذريعة ان صواريخ انطلقت منها؛ هذا لم يحدث على الإطلاق وهي ادعاءات ملفقة".
ولدى اجابته على سؤال بخصوص ضرورة الرجوع الى قرار حق العودة كوسيلة وحيدة لمعالجة الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين الذين قد يصل عددهم الى 20 مليون قبل تنفيذ قرار 194، قال كراهينبول "ان دور الأونروا ليس سياسيا، واتفق ان لا حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين الا من خلال حل شامل للقضية الفلسطينية تأخذ بعين الاعتبار تسوية قضية اللاجئين تسوية عادلة وشاملة".
من جهته ثمن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الذي شارك في حفل الاستقبال الدور الأساسي الذي تقوم به الأونروا لضمان استمرار الفلسطينيين بالوجود والنضال من اجل تحقيق عدالة قضيتهم.