قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد إن«مصر بعد تسلم الإخوان المسلمين الحكم فيها لم تعد مؤهلة لتكون مرجعية وراعية للحواروالمصالحة بين الفصائل الفلسطينية». وانتقد الموقف العربي من العدوان الصهيوني علىغزة وخصوصاً المواقف المصرية والقطرية والتركية التي وصفها بأنها تصب في خانة «إيجادمخرج لإسرائيل من أزمتها الحالية وليس لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة».

وأكد الأحمد أن «حركة فتح لمست تغييراً في الموقف المصريمن المصالحة، إذ بدأت القاهرة في تغيير البنود التي صاغتها سابقاً وتشكل أساساً لاتفاقالمصالحة كان يفترض أن يتم توقيعه بين فتح وحماس وكافة الفصائل الفلسطينية قبل أن تتراجعحماس عن توقيعه».

ولفت الأحمد في ندوة عقدها أمس في مقر سفارة فلسطينبأبوظبي تناول فيها الوضع في غزة والمصالحة الوطنية الفلسطينية إلى أن الرئيس الفلسطينيمحمود عباس «لم يقم بزيارة رسمية لمصر منذ أربعة أشهر، وأن زيارته الأخيرة للقاهرةجاءت في إطار مشاركته في اجتماعات لجنة المتابعة العربية الأمر الذي استغلته الرئاسةالمصرية بتوجيه الدعوة إلى عباس للقاء الرئيس المصري محمد مرسي».

وأعرب الأحمد عن اعتقاده بأن مسألة المصالحة باتت «صعبةجداً» بسبب ما وصفه بـ «الأزمة الداخلية في حماس»، وقال: «يتعين الانتظار إلى ما بعدانتخابات المكتب السياسي ورئيس المكتب في حماس والتي كان يفترض أن تتم في 15 الشهرالجاري وتم تأجيلها بسبب العدوان على غزة».

واعتبر الأحمد أن الوضع الراهن في غزة «يفرض علينا جميعاًالتوجه نحو المصالحة الوطنية الفلسطينية شرط عدم تراجع حماس عن المصالحة عند انقشاعغبار المعارك عن غزة». وأضاف: «في ظل العدوان على غزة يجب التركيز على وقف العدوانووضع خلافاتنا جانباً والتصدي للعدوان».

واتهم حركة «حماس» بأنها أبرمت اتفاق هدنة طويل الأمدمع إسرائيل يسمح لها بمواصلة الاستيطان واستكمال بناء الجدار وتكريس انفصال غزة عنالضفة الغربية، وزاد إن «حماس» اضطرت إلى الدخول في المواجهة مع إسرائيل «للمزايدةعلى الفصائل الفلسطينية التي وجهت صواريخها إلى المستوطنات الإسرائيلية رداً على الانتهاكاتوالاغتيالات التي قامت بها إسرائيل في غزة».

وشكك الأحمد بالمواقف المصرية والقطرية والتركية فيدعم الشعب الفلسطيني، وقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما كلف رئيس الوزراء التركيطيب رجب أردوغان والرئيس مرسي و(أمير قطر الشيخ) حمد بن خليفة بالتوسط للعودة إلى التهدئة».وأضاف أن زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل لغزة جاءت بهدف «نقل مقترحات للتهدئة».

ولفت الأحمد إلى أن «المطلوب من كل هذه التحركات ترسيخالانقسام الفلسطيني واللعب بالنظام السياسي الفلسطيني»، معتبراً أن «أي زيارة يقومبها مسؤول عربي إلى غزة من دون أن تكون بدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبصحبتهيكون هدفها ترسيخ الانقسام الفلسطيني».

وأكد الأحمد أن حركة «فتح» موجودة في غزة الآن وتشاركفي جميع اجتماعات الفصائل الفلسطينية وتتحمل مسؤولياتها في التصدي للعدوان على القطاع،وقال إن «القيادة الفلسطينية تذهب إلى غزة في الوقت الذي تريد ولا تذهب بصفة زائر وبرفقةحمد وأردوغان، فهي من توجه الدعوات لزيارة غزة وليس من يتلقى الدعوات لزيارتها». ولفتالأحمد إلى أن العدوان على غزة يهدف من بين أمور أخرى إلى «الضغط على الرئيس الفلسطينيلجهة عدم التوجه إلى الأمم المتحدة للمطالبة بدولة فلسطينية بصفة مراقب».

من جهة أخرى، وصف الأحمد ما يقال عنه «الربيع العربي»بأنه «صيف عربي ساخن وليس ربيعاً»، معتبراً أن الربيع العربي هو ما حدث «في تونس فقط« أما ما جرى في الدول العربية الأخرى فهو يدخل في إطار الفوضى الخلاقة التي أسست لهاواشنطن».

ولفت إلى أن «هدف الإخوان المسلمين الذين تسلموا الحكمفي الدول العربية التي شهدت حراكاً شعبياً هو حكم الدول العربية وليس تحرير فلسطين.وإذا ذهبوا لتحرير فلسطين سأكون أول من يطلق لحيته ويسير في ركبهم».

وأضاف أن «الربيع الفلسطيني الحقيقي مستمر لجهة إعادةتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل مجلس وطني جديد وتجديد المؤسسات الفلسطينية»،مؤكدا التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وحل الدولتين وعاصمتها القدس الشريف وعودةاللاجئين وفق القرار 194 وعلى أساس مبادرة السلام العربية