قال تقرير اقتصادي إسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن الأسبوع الأول من الحرب العدوانية على قطاع غزة، التي أطلق عليها "الجرف الصامد" لم تتسبب بأضرار غير متوقعة للاقتصاد، حيث حصل تباطؤ معين متوقع، وأن بعضه كان استمرارا لاتجاه التراجع في بعض الفعاليات الاقتصادية التي بدأت منذ شهور.
ولفت التقرير، الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، إلى أضرار في فرع السياحة، حيث توقفت السياحة الخارجية، وفي أعقابها توقفت السياحة الداخلية.
وبيّن التقرير أن الخسائر كانت من نصيب الفنادق وأماكن الترفيه والمنتزهات، حيث خسرت جزءا من موسمها الربحي في مثل هذا الوقت من العالم، وكان لذلك تبعات على فروع اقتصادية مرافقة، مثل تأجير المركبات وحوانيت المبيعات التذكارية. وبالنتيجة فإن استمرار الحرب يعني استمرار الخسائر.
أما في فرع التجارة والاستهلاك فقد تبين أنه مقابل التراجع الحاد في حجم المشتريات في المجمعات التجارية في الجنوب، فإن هناك ارتفاعا في حجم المشتريات في مجمعات المركز التجارية. وأشار التقرير في هذا السياق إلى أنه ينظر إلى المجمع التجاري على أنه مكان ترفيه آمن نسبيا لكل العائلة.
ويتابع التقرير أن الإنتاج الصناعي استمر في التباطؤ الذي ميزه هذا العام، بدون أي علاقة بالحرب، وإنما كنتيجة لقوة الشيكل مقابل الدولار الأمريكي.
إلى ذلك، بيّن تقرير اقتصادي آخر نشرته "يديعوت أحرونوت" اليوم، أن كل يوم قتال يكلف الجيش الإسرائيلي نحو 150 مليون شيكل، وبالنتيجة فإن تكلفة الحرب حتى اليوم وصلت إلى نحو مليار شيكل.
وبحسب التقرير فإن التكاليف الأساسية للجيش تنبع من الغارات التي يشنها سلاح الجو على قطاع غزة، والأسلحة المتطورة التي يستخدمها، بحيث أن كل هجوم تشنه أربع طائرات قتالية يكلف عدة مئات آلاف الشواقل.
كما يستخدم الجيش طائرات بدون طيار على نطاق واسع، لمختلف المهمات، إضافة إلى طائرات النقل والرصد، إضافة إلى تجنيد قوات الاحتياط على نطاق واسع، وكذلك عملية نقل دبابات "مركفاه" من مختلف القواعد العسكرية في أنحاء البلاد إلى الجنوب.
ولفت التقرير إلى تكلفة "القبة الحديدية"، حيث أن كل صاروخ يكلف نحو 50 ألف دولار، مع الإشارة إلى أن الجيش قد نفذ نحو 200 عملية اعتراض، وهي ممولة بواسطة الولايات المتحدة. كما استخدم سلاح الطيران صواريخ "باتريوت" التي تصل تكلفة الواحد منها إلى 2 مليون دولار.
وأضاف التقرير أنه حتى يوم أمس، الثلاثاء، قدمت 662 دعوى للحصول على تعويضات مقابل أضرار في المباني والمركبات والأراضي الزراعية. ينضاف إليها دعاوى ستقدم مستقبلا بشأن الخسائر التي يفترض على إسرائيل أن تدفعها لأصحاب المصالح في المستوطنات التي أعلن عنها كـ"مناطق محاذية" على بعد 7 كيلومترات من الحدود مع قطاع غزة.
وبحسب التقرير فإن الخسائر في الزراعة تقدر بعشرات الملايين من الشواقل.
في المقابل، تقدر الخسائر في السياحة، بما في ذلك الخسائر المستقبلية، بنحو نصف مليار دولار. وبين التقرير أن خسائر الفنادق نتيجة إلغاء الحجوزات وصلت إلى 290 مليون دولار، ينضاف إليها 40 مليون شيكل نتيجة إلغاء حجوزات من قبل إسرائيليين. وتقدر خسائر مكاتب السفر بنحو 60 مليون دولار، أما خسائر شركات الطيران الإسرائيلية "إلعال" و"يسرائير" و"أركيع" فتقدر بـ 80 مليون دولار.
أما الأضرار التي نجمت للبنى التحتية للشوارع حتى اليوم فتقدر قيمتها ببضعة ملايين من الشواقل، كما تسببت الآليات المجنزرة، مثل الدبابات والمدرعات بأضرار شديدة في الشوارع المحيطة بقطاع غزة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها