تباينت التحليلات الصحفية، على ضوء الأحداث المتصاعدة في الأيام الأخيرة، وخاصة داخل الأخضر، وسعى محللون إلى تناول التطورات بسياقها المرحلي فيما بقي محللون، خصوصا من اليمين الإسرائيلي، على موقفهم المعادي للفلسطينيين، تماما مثل موقف رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو.
وكتب المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، شمعون شيفر، اليوم الأحد، أنه "أخطأ من اعتقد أننا انتقلنا إلى الصفحة التالية في كتب التاريخ. فأحداث نهاية الأسبوع الماضي في البلدات العربية (داخل الخط الأخضر)، إلى جانب الهبّات في شرقي القدس وإطلاق الصواريخ على الجنوب، هي تذكير محزن: حرب التحرير لم تنتهِ".
وأضاف شيفر أنه "سواء كان أولئك عرب إسرائيل الذين يهاجمون سائقين يهود قرب قلنسوة أو كان أولئك مطلقي الصواريخ من قطاع غزة، فإن الرسالة واحدة وواضحة: إما أنتم أو نحن. ووفقا للصيغة الأكثر تعقيدا، فإن العرب ببساطة فقدوا الأمل، سواء لناحية تقرير المصير في الضفة الغربية وقطاع غزة أو لناحية تحقيق المساواة داخل الخط الأخضر".
واعتبر شيفر أن رئيس حكومة إسرائيل الأسبق، أريئيل شارون، كان آخر رئيس حكومة أجرى حوارا مع العرب في إسرائيل، وأنه "اعترف بمسؤولية الدولة لتحقيق المساواة" وما إلى ذلك، ولكنه كان يوضح أمام "ممثلي الجمهور العربي" دائما أن عليهم احترام القانون وأنه لن يتساهل في ذلك.
وأضاف شيفر أن "نتنياهو، مقابل شارون، يواجه الواقع الأمن الحاصل من حولنا وكأنه مجموعة عفوية من الأحداث: يرسل إنذارا أجوفا نحو قيادة حماس في غزة، التي لم تخف واستمرت في إطلاق الصواريخ على الجنوب؛ يرسل قوات الأمن لمواجهة مثيري أعمال الشغب في القدس؛ يعلن عن تأييده لاستقلال الأكراد بدلا من طرح حل شامل للمواجهة بيننا وبين الفلسطينيين؛ ويبرر قراره ببناء سور بيننا وبين الأردن. ولا توجد لدى نتنياهو إجابة على السؤال كيف سنتمكن من مواصلة العيش هنا بهذه الصورة، فيما نحن محاطون بأسوار والقبة الحديدية ومنظومات أخرى لاعتراض الصواريخ".
وأشار شيفر إلى أن المشاهد الآن تعيد إلى الذاكرة الأحداث التي بدأت بها الانتفاضة الثانية في العام 2000، وعندها "أطاح الجمهور الإسرائيلي بايهود باراك عن كرسي رئاسة الحكومة".
وأردف المحلل أنه "اليوم، بعد 14 عاما، يجلس نتنياهو على هذا الكرسي، وهو الذي سيبلور الحدود المقبلة للدولة وشكل العلاقات مع عرب إسرائيل والكيانين الفلسطينيين في الضفة والقطاع. وعمليا سيكون نتنياهو المسؤول عن نتائج حرب التحرير هذه – لنا ولهم".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها