أمر قائد شرطة إسرائيل، الجنرال يوحنان دانينيو، بإقالة أربعة ضباط شرطة برتبة عقيد وعميد، بالاضافة إلى عدد من رجال الشرطة العاملة على البدالة رقم "100"- وذلك في ما يسمى "لواء يهودا والسامرة في شرطة إسرائيل"، على خلفية الفشل في التعامل مع المكالمة الهاتفية لأحد المستوطنين الذين اختفوا قبل حوالي 20 يوما.
وقدمت لجنة التحقيق التي عينها مفتش عام الشرطة الإسرائيلية امس نتائجها فيما يتعلق بقضية الاتصال الذي تلقاه مركز الطوارئ التابع للشرطة من احد المختفين بعد دقائق معدودة من عملية "الاختطاف".
واتضح من نتائج التحقيق أن الشرطة في مركز الطوارئ "100" حاولوا 8 مرات الاتصال مجددا بالهاتف الخلوي التابع للمستوطن الذي اتصل بهم وهمس بكلمة "أنا مخطوف" لكنهم يئسوا في آخر المطاف وأهملوا الموضوع.
وسلمت اللجنة استنتاجاتها وتوصياتها إلى مفتش الشرطة العام مشيرة بدورها إلى فشل ذريع في أداء مركز الطوارئ التابع لما يسمى "لواء يهودا والسامرة" فيما يتعلق بمعالجة الاتصال الهاتفي الذي تلقاه المركز من احد المخطوفين وان الفشل تجاوز أفراد الشرطة العاديين ليطال ضباطا وقادة على علاقة بالأمر.
وتضمن تقرير نتائج فحص اللجنة استنتاجات على مستوى الافراد وايضا مهنية ذات العلاقة في جهاز الشرطة وبما يشمل عمل واداء القيمين على بدالة الشرطة المركزية في اللواء مع العلم على ان رئيس اللجنة الداخلية كان قد قام مؤخرا بابلاغ عائلات الشبان "المخطوفين" حول نتائج تقرير الفحص مؤكدا مواصلة العمل الواسع الحثيث والمشترك حتى التوصل اليهم واعادتهم لذويهم.
إضافة لذلك، يشار إلى ان مفتش الشرطة العام قرر فيما قرر تبني جوهر التوصيات التي قدمتها اللجنة مع رفع شدة قسم آخر من ضمنها، القسم الخاص بأفراد الشرطة وذلك نظرا الى خطورة الفشل، موعزا باتخاذ اجراءات قيادية بالغة ضد القادة، الضباط وأفراد الشرطة الضالعين في موضوع المكالمة الهاتفية التي تم استلامها بالبدالة 100 ان كان ذلك لدورهم الشخصي المباشر او عائد الى المسؤولية القيادية الملقاة عليهم مع ايعازه بالاقصاء في الحال عن وظائفهم ضباط رفيعي الرتب، مثل ضابط هيئة النشاطات العملية في لواء "يهودا والسامرة" مع تقييد ملاحظة في سجله الشرطي وذلك لمسؤوليته كقائد على مركز السيطرة اللوائي الشرطي بينما اوعز بتقييد ملاحظة في سجل رئيس قسم العمليات في لواء "يهودا والسامره" نظرا لادائه السيئ وفشله في اداء مهامه بالشكل المطلوب كونه القائد المسؤول عن مركز السيطرة الذي تمت التوصية باقصائه عن وظيفته في الحال مع تقييد ملاحظة بسجله الشرطي كمسؤول عن قيادة وحدة مركز السيطرة وعن الفشل الذي تجلى في الأداء، إضافة للتوصية بعدم تعيينه في منصب قيادي لمدة 3 سنوات مقبلة كما وأوعز باقصاء مسؤول الوردية بالبدالة المركزية عن وظيفته في الحال مع فحص مواصلة خدمته في سلك الشرطة، وكذلك الامر بالنسبة الى المسؤولة في البدالة المركزية 100 بلواء "يهودا والسامرة"، حسب البيان الذي وصل من الناطقة بلسان شرطة إسرائيل للإعلام العربي، لوبا السمري.
ونوه التقرير الى انه "وعلى ضوء نتائج اللجنة الداخلية اوعز مفتش الشرطة العام بالتعمق في عدد من الجوانب التي طفت بالتقرير بخصوص موضوع مراكز السيطرة في الشرطة، حيث عين نائبه الميجر جنرال نيسيم مور رئيسا لطاقم قطري مقرر تشكيله لتولي مهام فحص وبحث الطرق اللازمة لتطبيق توصيات اللجنة بكل ما يخص بدالات الشرطة المركزية رقم 100 مع تقديم توصياته".
وأكد المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يوحنان دانينو، في تعقيبه على نتائج فحص اللجنة على أن "الحديث يدور حول فشل ذريع بالغ الخطورة، مرده الى معالجة خاطئة لنداء استغاثة مواطن مع توجهه إلى بدالة الشرطة رقم 100، الأمر الذي لا يستهان به وبالتالي لا يمكن التهاون أو التغاضي عنه بتاتا وبالذات لما له من دور اساسي مركزي في الحفاظ على حياة وسلامة المواطنين، وبالتالي دعم الثقة المتبادلة التي تشكل حجرا أساسيا في عمل الشرطة ككل"، مؤكدا "شمولية الفحص وبالتالي استخلاص العبر اللازمة مع تصحيح اللازم وفقا للمقتضى".