بحضور عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد ورئيس الهيئة الوطنية المركزية للمتقاعدين اللواء صلاح شديد، وسفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور وامين سر الساحة اللبنانية فتحي ابو العردات  وتحت عنوان" مؤتمر العودة " عقدت الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين الفلسطينيين – فرع لبنان، مؤتمرها الثاني، في سفارة دولة فلسطين في لبنان، الجمعة 27 -6-2014

كما شارك في الجلسة الافتتاحية ممثل عن السفارة الايرانية، ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، عضو المجلس الثوري آمنة جبريل، مسؤول الاقاليم العربية الدكتور سمير الرفاعي، امين سر اقليم حركة فتح في لبنان الحاج رفعت شناعة واعضاء الاقليم، اعضاء قيادة الساحة، وقيادات حركة فتح من كافة المناطق اللبنانية، وحشد هائل من المتقاعدين.

بعد الوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، وبعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، القى مشرف الساحة عزام الاحمد كلمة جسدت المشهد السياسي والامني الفلسطيني في الداخل، والوضع اللبناني والمخيمات الفلسطينية، وموضوع المصالحة وقضية إختفاء المستوطنين الاسرائيليين والوضع العربي. وبدأ كلامه فقال:

لا شك انكم تتابعون ما تتعرض له حالياً الساحة الفلسطينية من تحديات ومصاعب، مترافقة مع صلابة موقفنا، ربما الاشهر الاخيرة شهدت اولاً انسداد طريق المفاوضات مع اسرائيل نتيجة التعنت الاسرائيلي واستمرار حكومة اليمين الاسرائيلي بالتنكر للالتزامات ولقرارات الشرعية الدولية، وارادوا ان يستغلوا الاوضاع المتردية في منطقتنا ليفرضوا علينا استسلاماً، ولكن رغم كل الصعاب سواء داخل الساحة في فترة الانقسام او على الصعيد العربي وحالة التشرذم والفوضى التي زرعوا جذورها من سنوات طويلة تحت شعار الفوضى الخلاقة وبدأوا بتقسيم المنطقة، كل هذه الحالات لن تجعلنا ننحي ونرضخ لإملاءاتهم، تمسكنا بحق شعبنا بانهاء الاحتلال وببرنامجنا الوطني الذي اقر عام 1988 الا وهو اقامة دولة مستقلة على اراضي 1967 والقدس عاصمة هذه الدولة، وحل عادل يضمن عودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية المتمثلة بالقرار 194.

وتابع: حاولوا الالتفاف والضغط علينا بالتراجع وحليفتهم الولايات المتحدة التي كانت ترعى المفاوضات باسم اللجنة الرباعية الدولية مستغلة هيمنة الادارة الامريكية على القرار الدولي ولم تحقق اي نتائج وعدم اطلاق سراح الاسرى القدامى، الدفعة الرابعة، فكان قرارانا بالتوجه للامم المتحدة ومؤسساتها واتفاقياتها، وتوقفت اسرائيل عن المفاوضات عندما شعرت انه لا يمكنها ان تجعل المفاوض الفلسطيني يرضخ.

وتوصلنا حالياً الى اتفاق للبدء بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقاً في المصالحة الفلسطينية وبالفعل نجحنا بالخطوة الاساسية الاولى وهي تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي تعني انهاء الانقسام البغيض سياسياً وقانونياً امام المجتمع الدولي وعشتم ردة الفعل الاسرائيلية العنيفة التي بدأها باجراءات عقابية، جزء منها تمكنت من تطبيقه على الارض وشل قدرتنا على التحرك بين اراضي الضفه وغزة.

ثم جاءت قضية اختفاء المستوطنين الثلاثة وهذا لغز يحتاج الى حل ومعرفة الحقيقة حيث حصلت عملية الاختفاء في احدى تجمعات الكتل الاستيطانية التي تسعى اسرائيل لضمها الى دولة اسرائيل وهي بين بيت لحم والخليل، ومنذ اللحظة الاولى وحتى هذا الصباح نتنياهو يردد جملة واحدة " انه يجب على الرئيس عباس ان يتخلى عن اتفاق المصالحة" كأن الهدف اصبح فقط انهاء المصالحة واستمرار الانقسام لأنهم يدركوا ان انهاء الانقسام سيقوي الطرف الفلسطيني رغم اختلاف القوى العسكرية.

نحن ندرك ان معالجة اثار الانقسام حتى لو كان هناك البعض يريد  الاستمرار به، ندرك ان اثار الانقسام بحاجة الى وقت اطول وذلك بسبب اسرائيل واجراءاتها التعسفية، كان من المفترض البدء بالخطوة التالية وهي تفعيل لجنة م.ت.ف وسعينا ولكن حتى هذه اللحظة لم نتمكن من تحديد موعد لهذه اللجنة بسبب الظروف التي تمر بها مصر والاخوان المسلمين، وحماس جزء منها. نأمل ان نتمكن من حل الخلافات وان لا تكون حماس جزءاً من خلافات حركة الاخوان المسلمين لكي لا تتأثر قضيتنا بهذه الخلافات رغم كل الصعاب، لكننا عندما نحصل على 138 صوتاً في الامم المتحدة وقبول فلسطين عضو مراقب على طريق تحويل هذه العضوية من دولة تحت الاحتلال، نستخدم قوانين الشرعية الدولية لمساعدة هذه الدولة وان تنهي الاحتلال وتتيح لنا سلاحاً جديداً.

اما على الصعيد العربي قال الاحمد: ان الظروف العربية الصعبة وخاصة الاسبوع الساخن في لبنان هو انعكاس لظروف المنطقة العربية الذي بدأ بتقسيم المنطقة العربية. ولعل نجاح التقسيم في السودان ربما تقسيم يخص دول المشرق العربي وهو تحذير لكل شعوب العالم العربي بكل اقطارها ونأمل ان نتغلب على هذه المؤامرة ونعيد تنظيم صفوفنا على الصعيد العربي حتى نتصدى لهذه المؤامرة والتقسيم والتجزئة والحروب الاهلية تحت شعارات ومسميات طائفية وحزبية.

وعن الوضع اللبناني قال: ولاشقائنا اللبنانيين الذين احتضنوا الشعب الفلسطيني عام 1948 واحتضنوا الثورة الفلسطينية المعاصرة والتي لولا احتضانهم لها لما نجحنا في اعادة الهوية الفلسطينية والتكوين السياسي. وبدأنا نجسد بها الفلسطيني اقول" لا تلتفتوا الى فزاعة التوطين الفلسطيني لا في لبنان او غير لبنان، الفلسطيني لن يقبل بوطن بديل عن فلسطين، واننا ضيوف في لبنان وبقية المناطق التي استقبلت لاجئين الى ان نتمكن من تحقيق حرية شعبنا واقامة دولتنا وحق عودتنا الى فلسطين" حفظ الله لبنان وامنه وشعبه واستقراراه وحتماً سنكون سنداً لشعب لبنان وقيادته ونحن تحت السلطة ومع السيادة اللبنانية كاملة.

وتوجّه سعادة السفير اشرف دبور بكلمة الى المتقاعدين قائلاً:

ايها المناضلون يا من زرعتم فكرة اصبحت اعظم ثورة خرجت من رماد النكبة الجمرة المقاومة والى فكرة الدولة، زرعتم فكرة النضال اثمرت جيلاّ كاملاً مناضلاً ثائراً ملتزماً بالمشروع الوطني الفلسطيني وبفلسطين، مرحباً بكم في مؤتمر العودة مناضلون، فالنضال ممارسة والمسؤولية تكليف ، نعم اخوة مناضلون مستمرون بعطائهم في الثورة ففي الثورة الفلسطينية لا يوجد شيء  اسمه تقاعد بل استمرارية في النضال ونحن بحاجة لكم جميعاً.

فالثورة هي المدرسة المزروعة داخل كل واحد منا أيها المناضلون، واطلق عليكم مناضلون فهي اعظم واشرف كلمة تطلق على اي انسى ضحى وقدم في سبيل قضيته.

نعم، معكم مستمرون حتى تحقيق كامل اهدافنا وانجاز استقلالنا الكامل بالحرية والعودة، ان تجمعكم هنا اليوم هو استمرارية ونحن نتعلم منكم معنى كلمة نضال نتعلم منكم معنى الالتزام بالمشروع الوطني الفلسطيني، كنتم وما زلتم ومنكم نستمد عزيمتنا وستبقون بوجوهكم النيرة بمسيرة مستمرة بأبنائكم الذين تخرجوا بالأمس في دورة العودة حقيقة، كان ابناؤنا بها عنوان للاستمرارية، هم ابناؤكم وتم تأهليهم بالامس، هم من سيحملون الراية من بعدنا، راية المشروع الوطني الفلسطيني ورابة حماية امننا وامن مخيماتنا الفلسطينية، راية الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية وراية الاخوة بينننا وبين اخوتنا اللبنانيين وعلى السلم الاهلي في لبنان وعلى السياسة التي اقرها الرئيس ابومازن والتزمنا بها وهي عدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني وسنبقى الداعمين والملتزمين في السلم الاهلي اللبناني، لهم منا عهداً بأن نكون محافظين على حسن الاستقبال والضيافة.

والقى ابو العردات كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، فقال:

ان المؤتمر الثاني للمتقاعدين جاء اليوم ليؤكد ان هذه المحطة الهامة للمتقاعدين العسكريين في لبنان تأتي في اطار استحقاق وطني ديمقراطي انتخابي وكمحطة من اجل التقييم وتبادل الافكار والخروج بتوصيات نأمل ان تحسن من اوضاع المتقاعدين اولاً وان تتيح المجال لهم للمساهمة في دورهم الوطني من اجل القضية الفلسطينية واجل مصلحة الشعب الفلسطيني في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وتحدث ابو العردات عن ثلاث عناوين اساسية :

  • تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية فالوحدة الوطنية ليست شعار يرفع انما عمل يمارس من اجل تحقيق هذه الوحدة ورأينا ثمارها اليوم بحكومة الوفاق الوطني ورأينا حجم  الذعر الذي دبّ في صفوف الاحتلال الصهيوني عندما تم السير بالخطوات العملية من اجل تنفيذ هذه الخطوة
  • وحدة النضال بين الداخل والخارج ونحن اليوم بيننا عضو اللجنة المركزية ومشرف الساحة اللبنانية عزام الاحمد ومسؤول هيئة المتقاعدين في فلسطين اللواء صلاح شديد هذا يعني اننا نتكامل ونتناوب في حمل الراية ما بين الوطن والشتات واننا جزء من هذا الشعب الصامد في الضفة وغزة، واننا عندما نرفع شعار يجب ان نطبقه من خلال المبادرة الفلسطينية ومن خلال وحدة الفصائل الفلسطينية واستطعنا ان نحمي الوجود الفلسطيني. وهذا شيئ يجب ان نتحدث عنه، استطعنا ان نتجاوز كل الالغام التي وضعت لنا في عين الحلوة وبيروت وكافة المخيمات في مرحلة تشهد تحولات كبرى وازمات متفجرة وتغيير للخرائط في بلدان مجاورة لنا. اننا نعمل كقيادة فلسطينية موحدة ومتواصلة مع قيادتنا، نبني سياسة فلسطينة واضحة المعالم مرسومة بقوة وهذا هو سر نجاح  الوحدة الوطنية والتكامل فيما بيننا كمكونات عمل فلسطيني، سفارة فلسطين و الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وانتم ايها المتقاعدون رواد في هذه الموضوع.
  • هناك تعاون كامل بيننا وبين الدولة اللبنانية وجو ايجابي في علاقتنا مع الاحزاب والقوى في كل مكوناتهم واتجاهاتها يجب ان نعمل لتدعيم وتعزيز هذه العلاقة.

 وهناك اتفاق جرى في مخيم اليرموك نحن ندعمه واصدرنا بياناً باسم منظمة وفصائل فلسطينية ونأمل ان يتم تطبيق بنوده وان يساهم في اعادة اخوتنا في مخيم اليرموك ونحن نشعر معهم لأنهم اهلنا وكرامتهم من كرامتنا. وندعو اليوم الى تأمين الاموال اللازمة لاعمار مخيم نهر البارد من خلال تحميل المجتمع الدولي والانروا المسؤولية.

ودعا ابو العردات الى دعم القوة الامنية في مخيم عين الحلوه  فهو مسؤولية على الجميع القيادة والشعب ويجب بذل جهودنا وان نتكاتف لنستطيع من خلالها ان نقول "نحن شعب نريد العودة ولا نريد التوطين ونطالب بحقنا بالعودة".

كلمة رئيس الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين صلاح شديد:

الاخوات المجيدات المتقاعدات يا مناضلات ونساء فلسطين وايها المقاتلات والمناضلات والاخوات لكن كل التحية والاحترام من كل مناضل فلسطيني على مر الثورة الفلسطينية وعلى ارض دولة فلسطين .

اخواني المتقاعدين العسكريين جذورالثورة الفلسطينية التي حملتموها الى ان اوصلتموها الى دولة فلسطين على ارض فلسطين العربية، دائماً نتحدث عن التوطين واريد ان اقول ان عنوان مؤتمرنا  "مؤتمر العودة "هذا هو التمسك الشرعي الفلسطيني للمناضلين الفلسطينيين في حق العودة الى ارض فلسطين وهو حق لن نتنازل عنه تحميه قيادته الفلسطينية.

ان من اولى اهداف دولة الاحتلال هي اقامة الدولة اليهودية في فلسطين العربية وانتم تعلمون انه لن يكون هناك دولة يهودية الا اذا كات دويلات للمذاهب والكونيات في عالمنا العربي. وشعارنا دائماً في حركة فتح اننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ولكن عليهم ايضاً ان يعرفوا اننا شركاء في الامن القومي العربي ان امن لبنان هو في امن فلسطين وامن الاردن وهو في امن لبنان فلسطين.

باسم جميع اخواني المتقاعدين العسكريين في الوطن وعلى ارض الشتات وفي مخيمات البطولة في لبنان وسوريا وكل بلد عربي استضاف شعبنا الفلسطيني في نكبته الفلسطينية العربية اليهودية، (لان شعبنا لم يعد يحتمل الشعب الفلسطيني يذبح في فلسطين على يدي الاحتلال وشعوب عربية تذبح على يد ما يسمى او ما نطلق عليه الارهاب ولم نجد صوتاً عربياً يخرج للذم او للاحتجاج)، باسمكم جميعاً وباسم المتقاعدين اتوجه الى رجال القومية العربية في عالمنا العربي الى مصر الشقيقة لاننا نرى هناك بصيص من النور العربي القومي ينبع من مصر كما كان سابقاً.

بعد الإنتهاء من الجلسة الأولى، بدأت أعمال المؤتمر، فتم  انتخاب رئيس للجلسة ونائب رئيس وعضوين مقررين.

وبعد ان تلا رئيس الهيئة الادارية السابق حسن شاكرالتقرير الادبي ومناقشته من قبل اعضاء المؤتمر، وبعد انتهاء المداخلات والتوصيات، بدأت عملية الترشُّح والانتخاب حسب الاصول التنظيمية والمعمول بها بنظام المؤتمرات الحركية.

وقد بلغ عدد المرشحين ( 41 ) مرشحاً، فاز منهم احدى عشرة عضواً وعضوتان من الاخوات، حسب الكوتا النسائية.