المالح (الأغوار الفلسطينية) ٦-٦-٢٠١٤وفا- جميل ضبابات

بعيدا جدا عن ضجيج أرقام الوحدات الاستيطانية الجديدة التي أعلنت إسرائيل قبل أقل من ٢٤ ساعة مباشرة العمل على إقامتها في عمق الضفة الغربية، يجهد عمال في وضع أساسات لمساكن خرسانية جديدة في شرق الضفة الغربية.

وفوق نحو ٣٣٠٠ وحدة جديدة في التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يمكن بالعين المجردة مشاهدة كيف تتم عملية البناء على الأرض بدون حتى الإشارة لذلك بلوحات تعريفية جديدة في كثير من مستوطنات الضفة الغربية.

واقفين فوق مسطح بناية جديدة في مستوطنة 'مسكيوت' شمال شرق الضفة الغربية، يتابع مستوطنون بناء مبان جديدة، لم تشر إليها الإعلانات الحكومية الإسرائيلية.

والنتيجة، أن الأرقام التي أعلن عنها خلال الأيام الماضية اقل بكثير مما يجري على ارض الواقع. وقال مسؤول إعلامي كبير في الحكومة الفلسطينية لوكالة 'وفا'، إن إسرائيل تقوض أسس الدولة الفلسطينية.

يردد المعنى ذاته مسؤولون ومستشارون سياسيون فلسطينيون.

في شمال شرقي الضفة الغربية، لا تظهر أي علامة من علامات الدولة الفلسطينية غير بعض السكان المنتشرين في مآوي من الخيش، لكن علامات تقويض أي حلم لإقامة بنى تحتية فلسطينية قائمة.

فالمستوطنات تتوسع بشكل كبير بخلاف الأرقام التي يتداولها السياسيون.

من اعلي تلة تشرف على جبل بيوض الذي تتوسع على صهوته 'مسكيوت' يمكن مشاهدة كيف انتقلت عمليات البناء إلي خارج السياج.

ولم تصدر من قبل أي إعلانات حكومية إسرائيلية لهذا البناء، لكن ذلك يبدو ليس مفاجئا للسكان الفلسطينيين الذين يراقبون عمليات البناء ليلا نهارا.

وطبقا لشهادات يدلى بها مواطنون في الضفة الغربية، فان عمليات البناء غير المعلن عنها، تجرى في عموم الضفة الغربية. في 'مسكيوت' وثلاثة مستوطنات قريبة منها، أمكن مشاهدة عمليات البناء في ساعات الصباح الباكر دون أي إشارة رسمية لذلك. ويجزم مراقبون فلسطينيون أن عملية خداع واسعة تقوم بها إسرائيل للرأي العام الدولي عبر طرح أرقام متناثرة لعدد الوحدات السكنية، فيما تتم عملية البناء بشكل واسع.

ويشرح سكان في منطقة عين الحلوة القريبة من 'مسكيوت' كيف تمت عملية البناء الجديدة في المستوطنة بصمت. قال احد السكان في المنطقة 'حفروا القواعد وتركوها، وبعد عدة أسابيع وضعوا الاسمنت فيها(...) انتظروا أسابيع أخرى وشرعوا بالبناء'.

في المستوطنة التي تسيطر على مساحات واسعة من الأرض، تعلوا المباني شيئا فشيئا. ويمكن مشاهدة كيف انتقل المستوطنون للسيطرة على واحدة من اعلي قمم المنطقة.

'وضعوا علما قبل أسابيع. وقبل أيام بنوا هيكلا حديديا' قال احد الرعاة في المنطقة. وتغطي سحابة من الغبار الأفق أمام الرعاة لتحجب عمق المستوطنة الذي يشهد عمليات بناء أيضا. لكن الاقتراب أكثر من السياج يكشف إلى أي مدى يمكن أن تحجب التصريحات السياسية الإسرائيلية الحقيقة عن أعين العالم.

وفي مقابلة مع مراسل 'وفا'، قال الناطق باسم حكومة التوافق الفلسطينية إيهاب بسيسو، 'الأرقام التي نسمعها في وسائل الإعلام لا تعكس ما يجرى على ارض الواقع(..) ندعو العالم لكشف هذه الحقيقة'.

وأضاف بسيسو 'ندعو إلى مراقبة لجان دولية لما يجرى تمهيدا لوقف البناء في المستوطنات وإزالتها. الاستيطان يبتلع الضفة الغربية ويحولها إلى كنتونات'.

وقال' هناك تباين بين ما يتم الإعلان عنه وبين ما يجرى على ارض الواقع'.

على أرض الواقع يظهر التباين في أعماق المستوطنات عبر فقط عدسات الكاميرات ذات الأبعاد الطويلة. بالعين المجردة يمكن أيضا اكتشاف كيف تتم عمليات البناء داخل السياج.

وقال بسيسو 'القيادة الفلسطينية تعمل بكل جهد من أجل وضع الصورة أمام الرأي العام الدولي. ما تقوم به إسرائيل يقوض كل جهود مبذولة للتقدم.(...) إنهم يعرقلون جهود الإدارة الأميركية'.

ويمكن أن يستغل المستوطنون في مناطق كثيرة الليل ليحجبوا الصورة تماما. قال عارف دراغمة وهو رئيس مجلس محلي منطقة المالح الذي تقع مستوطنة 'مسكيوت' في أراضيها 'كانوا يعملون في الليل هنا قبل أشهر. في الصباح كانوا انتهوا من تأسيس المباني'.

وليس معروفا كيف سيرد الفلسطينيون على أضخم عطاءات البناء الاستيطاني التي يقود العمل على انجازها رئيس الحكومة الإسرائيلية شخصيا، لكن ليس معروف بالضبط شكل الرد الفلسطيني علي الإجراءات الإسرائيلية الجديدة.

نبيل  أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة قال 'إن عطاءات الاستيطان الجديدة تأتي في الوقت الذي أعلن فيه العالم عن دعم حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني'.

وأضاف 'على إسرائيل أن تدرك أن سياستها الاستيطانية مرفوضة، محذرا من أن القيادة الفلسطينية سترد بشكل غير مسبوق على هذه الخطوة'.