قال الرئيس محمود عباس، إن الجانب الإسرائيلي أبلغنا، بأنه سيقوم بمقاطعتنا فور تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي ستعلن يوم الاثنين القادم، ونحن نقول، إن لكل خطوة إسرائيلية رد فعل فلسطيني مناسب لها.
وأضاف سيادته، خلال استقبال 73 متضامنا فرنسيا مع شعبنا، مساء يوم السبت، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، نحن سنأخذ الأمور خطوة خطوة، ولن نكون البادئين في الرد، ولكن نقول، إن أي خطوة إسرائيلية سيكون لها رد من جانبنا.
وتابع الرئيس، أن إسرائيل تريد أن تعاقبنا لأننا اتفقنا مع حركة حماس على تحقيق المصالحة التي سعينا دائما لها، وتشكيل حكومة الوفاق التي ستضم وزراء مستقلين 'تكنوقراط' ليس لهم علاقة بأي فصيل سواء فتح أو حماس أو غيرهما.
وأشار سيادته إلى أن الحكومة ستتبنى برنامجه وسياسته، وهي الاعتراف بدولة إسرائيل، ونبذ الإرهاب والاعتراف بالشرعية الدولية.=
وقال الرئيس، كذلك موقفنا الرسمي هو أننا مستعدون للعودة إلى طاولة المفاوضات لمدة تسعة أشهر أخرى، إذا وافقت إسرائيل على إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، والتركيز على ملف الحدود خلال الأشهر الثلاثة الأولى من المفاوضات، وأن تتوقف إسرائيل عن الاستيطان خلال هذه الفترة.
وأضاف سيادته، هذه كلها مطالب شرعية وقانونية وهي ليست شروطا مسبقة، فالدفعة الرابعة هي اتفاق يجب تنفيذه، وترسيم الحدود ضروري لنعرف حدود دولتنا وحدود دولتهم، وكذلك وقف الاستيطان هو مطلب دولي، فالولايات المتحدة الأميركية تقول إن الاستيطان غير شرعي، وأوروبا تقاطع الاستيطان، وكل العالم يعتبره غير شرعي.
وتساءل الرئيس، بأي حق تقوم إسرائيل بحجز أموال الضرائب الفلسطينية، فهذه أموال فلسطينية تقوم بجبايتها وتأخذ 3% من قيمتها مقابل ذلك، ورغم ذلك يقومون باحتجازها فلماذا.
وقال سيادته، نحن نريد إقامة دولتنا المستقلة، لذلك نقول لهم 'الاسرائيليون'، أين حدودكم، فإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها حدودا واضحة.
وأضاف الرئيس، لذلك نقول، إننا نريد الاتفاق على ترسيم الحدود عند استئناف المفاوضات لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بأمن واستقرار.
وتابع سيادته أن السلام مع دولة فلسطين، سيأتي لإسرائيل بالسلام مع 57 دولة عربية وإسلامية، ولكن إسرائيل مصرة على الاحتلال والاستيطان والقتل واعتداءات المستوطنين اليومية.
وقال الرئيس، نحن سنتحمل كل هذه الظروف، ولكن على إسرائيل أن تفهم أن الظلم لن يدوم.
واستعرض سيادته، ملف المفاوضات التي جرت مع الجانب الإسرائيلي، قائلا، لقد بدأنا مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي من خلال الجانب الأميركي، واتفقنا على أن يكون الانسحاب من الأراضي التي احتلت عام 1967 أساساً لهذه المفاوضات التي ستستمر لمدة تسعة أشهر.
وأضاف الرئيس، في هذه الأثناء عقدنا اتفاقا آخر، وهو مختلف عن الاتفاق الأول، ويتعلق بتأجيل ذهابنا إلى المنظمات والمعاهدات والمواثيق الدولية لمدة تسعة أشهر مقابل الإفراج عن أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، وبالفعل أطلقت إسرائيل سراح الدفعات الأولى والثانية والثالثة، ولكنها رفضت الإفراج عن الدفعة الرابعة بدون أي سبب.
وتابع سيادته، لذلك قررنا التوجه والانضمام إلى 15 معاهدة دولية، من ضمنها اتفاقيات جنيف الأولى والثانية والثالثة والرابعة، كرد على كسر إسرائيل الاتفاق الخاص بالأسرى.
وجدد الرئيس ترحيبه بوفد التضامن الفرنسي مع شعبنا، قائلا، فرصة نادرة وعظيمة لنلتقي بأصدقاء حقيقيين جاؤوا ليقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وليعبروا عن تقديرهم لنضاله، ويحذوا حذو المناضل الكبير الأممي فيرنو تويل الذي قضى حياته من أجل حرية الشعوب ونضالها، خاصة نضال شعبنا.
وقال الرئيس، أصر الراحل تويل على أن يدفن في الأرض الفلسطينية، وبين اللاجئين وآلامهم ، وأصر على أن يكون بينهم ومعهم في ساحة الفينيق، لذلك عندما ستحرر فلسطين، سنذهب إلى قبر المناضل الكبير لنقول له، 'الآن تحققت أمنيتك، وجهدك العظيم من أجل فلسطين وشعبها لم يذهب سدى، فنم قرير العين هنيئا مطمئنا بأن كل ما فعلته سيتحقق، وذلك سيكون قريبا'.
وأضاف سيادته، نستقبلكم بكل ترحيب ونشد على أياديكم، وبكم ومعكم سننتصر لأن الشعب الفلسطيني ليس لوحده مادامت هذه القامات تقف معه.
وتابع الرئيس، تكريما للشهيد تويل، سمينا شارعاً في مدينة رام الله باسمه، وهذا اقل ما يمكن ان نقدمه تعبيرا عن مشاعرنا تجاه هذه النوعية من الرجال التي تقف مع الحق الفلسطيني ليصل شعبنا إلى مبتغاه بإقامة دولته المستقلة.
وقال سيادته، نشكر اللجنة الشعبية لمخيم الدهيشة على كل هذا النشاط والجهد الذي تقوم به، وسلام لروح الشهيد تويل الأبية الذي عاش مناضلاً من أجل السلام، ورحل حراً ليدفن تحت شجرة الزيتون الفلسطينية المباركة على أرض مخيم الأبطال والصمود مخيم الدهيشة، وستبقى ذكراه فينا خالدة، وفي كل مخيماتنا، خاصة في مخيمات لبنان التي تعاني الويلات، فتحية لعائلته وأصدقائه.
ومنح سيادته، زوجة الفقد تويل السيدة ايزابيل تورجمان شهادة مواطنة الشرف الفلسطينية تكريما وتقديرا لروح زوجها الشهيد المناضل في سبيل تحرير فلسطين.
وكانت جرت مساء أمس الجمعة، مراسم دفن رماد المناضل الأممي الفرنسي فرناند تويل تحت شجرة زيتون في حديقة مركز الفينيق في مخيم الدهيشة للاجئين ببيت لحم، وفقا لوصيته، في احتفال تأبيني غير مسبوق.
وحضر الحفل التأبيني حشد كبير من ممثلي القوى والمؤسسات الوطنية والشعبية بمحافظة بيت لحم، ووفد فرنسي كبير يمثل بلديات وجامعات ومؤسسات إعلامية ونقابية وشعبية فرنسية تابعة للحزب الشيوعي الفرنسي، وممثل عن القنصل الفرنسي العام، وبحضور زوجته وأبنائه، وسط أجواء حزينة مختلطة بمشاعر الفخر والاعتزاز للأفكار والمواقف التي كان يعتنقها وناضل من أجلها تويل.
يشار إلى المناضل الأممي تويل ولد في تونس عام 1950، وارتحل إلى فرنسا حيث انتمى في ريعان شبابه الى الحزب الشيوعي الفرنسي، وواصل نضاله في صفوفه ليصبح أبرز قياداته، وكرس عقودا في خدمة قضية الشعب الفلسطيني وقضية اللاجئين وكان من أصلب وأشد المطالبين بحق عودتهم.
وتوفي تويل أواخر شهر كانون أول الماضي إثر صراع مع مرض السرطان، وقد أوصى وهو على فراش الموت بضرورة دفن رماده تحت شجرة في مخيم الدهيشة، وها هو رماده أحضر من فرنسا لتتحقق وصيته التي تعتبر فخرا لكل فلسطيني وعربي وحر في هذا العالم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها