تحت رعاية دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ممثلاً بالدكتور ايوب حميد وبمناسبة الذكرى السادسة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني نظمت سفارة دولة فلسطين في لبنان والحركة الثقافية في لبنان، الثلاثاء20-5-3014 في قصر الاونيسكو معرض معرض ثقافي وحضاري، تحت عنوان " طبع في فلسطين من اعداد وتنسيق الدكتور جهاد بنوت.
يهدف المعرض الى القاء الضوء على حركة الطباعة والنشر التي عرفتها فلسطين وبالتالي التأكيد على حيوية الشعب الفلسطيني قبل النكبة في مجال الطباعة على أنواعها الأدبية والتجارية، كمكمل للحياة الفكرية والاجتماعية في فلسطين ورفض مقولة " اعطاء أرض بلا شعب، لشعب بلا ارض".
والفترة الزمنية التي يغطيها المعرض تمتد من منتصف القرن التاسع عشر وحتى ايار عام 1948 في الأراضي التي احتلها الصهاينة ذاك العام وحتى العام 1967 في الأراضي التي خسرها العرب في حزيران عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، و يعكس المعرض صورة الحياة الطبيعية التي عاشها السكان المواطنون خلال تلك الحقبة، حين ان الطباعة بمختلف انواعها دليل واضح على نشاط الشعب الفلسطيني لاسيما على مستوى الثقافة والعلم والمعرفة وتتوزع المعروضات على العناوين الاتية: الكتب /الصحف/ المجلات/البيانات على انواعها/ مستندات المعاملات تجارية/ الوثائق الحكومية/ مطبوعات على الألة الكاتبة ذات اهمية معرفية/ بطاقات بريدية، ودعوات في المناسبات.
حضر الافتتاح الى جانب ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري، معالي الوزير السابق الدكتور عبد الرحيم مراد، سفير دولة فلسطين اشرف دبور، ، عضو المكتب السياسي لحركة امل النائب محمد الجباوي ،النائب مروان فارس، رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة، امين سر حركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل، وعدد من الاعلاميين والثقافيين.
بدأ المعرض بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ثم كلمة لجهاد بنوت جاء فيها: " ان هذا المعرض يهدف التأكيد لكل العالم، ان شعباً حيوياً نشيطاً واعياً كان يملأ ديار فلسطين بالعمل والحياة، وان على هذه الارض كان يحيا ناس طيبون، ككل الناس يحرثون الحقول، يزرعون ويحصدون، يبنون البيوت والمصانع يفرحون في اعراسهم ويهزجون في مناسباتهم يطبعون وينشرون في مختلف المعارف شعراً وأدباً وصحافة وعلماً وقاماتهم مزروعة في الارض ولذلك كله قاوموا وما يزالون."
مضيفاً "وخدمة للقضية الفلسطينية المزروعة في نفوسنا كما الدم في العروق أضع معرضي في خدمة من يرغب باستضافته في لبنان وفي اي بلد ما زال يحترم حقوق فلسطين والفلسطينيين."
ثم القى سفير دولة فلسطين كلمة بدأها بعرض صورة تحدثت عن نفسها، هي صورة صكوك فلسطينية قديمة، قدمها رئيس مجلس النواب نبيه بري لسيادة الرئيس محمود عباس خلال زيارته الاخيرة الى لبنان وهذا دليل حرص دولته على اثبات الذاكرة الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني.
واستطرد قائلاً: اليوم في هذا المعرض بجهد وإعداد وتنسيق الدكتور جهاد بنوت، نحيي ذكرى النكبة التي نهض من رمادها المارد الفلسطيني، نهض إلى جمرة المقاومة وأعادها إلى الخارطة الدولية، وثبّتها دولة على أرضها بعاصمتها القدس زهرة المدائن، مدينة الأنبياء والرسل حاضنة الأقصى وكنيسة القيامة، مستمرّ بنضاله لتحقيق الأهداف وتثبيتها سيّدة حرّة مستقلّة.
متابعاً: فلسطين وعلى الرغم ممّا حصل ويحصل في منطقتنا العربيّة إلاّ أنّها وبشجاعة وحكمة قيادتها وتضحيات شعبها العظيم، ومساندة الأحرار، أصبحت على رأس جدول إهتمام العالم كقضيّة تحرر وطني وإستقلال لشعبٍ عريق تحمّل الآلام وإستمرّ بنضاله، وأفشل كلّ المخططات والمشاريع الرامية لتحويله إلى حالة إنسانية بحاجة للمساعدة ولاجىء بلا وطن وبلا هويّة، والشعب الفلسطيني العظيم يحقّ له أن يفاخر، ويفتخر بتضحيات شهدائه الأبرار ومفجّر ثورته الشهيد الرّمز أبو عمّار وقادته ومناضليه وأسراه البواسل، جنرالات الصبر، وجرحاه والتي لولا تضحياتهم وعزيمتهم وإرادتهم القويّة لتحققت أمنيات المحتلّ الإسرائيلي: الكبار يموتون والصغار ينسون...
واشار السفير دبور" بعد مرور ستة وستون عاماً على الإحتلال، وصلت الأوضاع في القدس، عاصمة دولة فلسطين إلى خطرٍ حقيقي، وتتعرّض لأعتى عمليّة إستيطان وتهويد وصلت إلى المسجد الأقصى، والهدف هو تقسيمه زمانياً ومكانياً. ولمواجهة هذا المخطط الرهيب والممارسات الصهيونية على الأرض، لا بدّ من وقفةٍ جادّة في دعم صمودها وتضافر الجهد على كافّة الصعد وفي كافّة المحافل الدولية لإفشال ما يراد تنفيذه وإنّ الصمت على كلّ تلك الممارسات يشجع الصهاينة الإستمرار بمخططاتهم".
وتطرق دبور الى موضوع الإنقسام قائلاً: الإنقسام هو أخطر ما تعرّضت له فلسطين، بذكرى جرحها، يجب علينا إنهائه فوراً وإستعادة الوحدة، وبشائرها تجلّت في حكمة القيادة الفلسطينية وما توصلّت إليه من تنفيذ ما كان قد أتُفِق عليه سابقاً والبدء في المشاورات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وختم دبور: "التحيّة والتقدير للبنان المحتضن للقضية، وللشعب الفلسطيني المصمم على العودة الى وطنه، والرافض للتوطين. العهد بأن نبقى محافظين على العلاقات الأخوية التي تجمعنا مع اشقائنا اللبنانيين، والداعمين للأمن والسلم الأهلي في البلد الحبيب وعدم الإنجرار إلى المخططات الشيطانية التي تريد إدخال مخيّماتنا في آتون الصراعاتٍ، فموقفنا واضح وصريح بإحترام سيادة لبنان وبأننا ضيوف مؤقتون لحين العودة إلى وطننا فلسطين. لبنان أمنه من امننا، قوته قوة لنا، سلامه وازدهاره سند لقضيتنا، ولنا به كل الثقة بالعمل على رفع المعاناة عن شعبنا الفلسطيني واحقاق حقوقه الانسانية و الحياتية وانهاء حياة البؤس والحرمان التي يعيشها في المخيمات .
والقى كلمة دولة الرئيس نبيه بري الدكتور ايوب حميد جاء فيها: ان ارتباط لبنان وفلسطين ليس ارتباط الارض والسماء والبحر فحسب بل هو ارتباط القضية الواحدة التي تعلمناها في مدرسة الامام موسى الصدر والمعلم الشهيد ابو عمار، في وحدة الدم اللبناني والفلسطيني من اجل فلسطين ولبنان ومن اجل قضية حق على مستوى العالم. اننا في هذه الايام ونحن نعبر الذكرى الآليمة لإقامة الدولة الاسرائيلية الغاشمة، والذكرى الاليمة لإقتلاع ابناء فلسطين من ارضهم وتشتيتهم على مستوى العالم ، تمر بنا هذه الذكرى الأليمة، ولكنها في آن معاً تفتح الأعين على الانتصار الكبير الذي حققه هذا الشعب في استعادة ارضه السليبة والمغتصبة في جنوب لبنان وازالة الاحتلال دون ان يدفع لبنان اثماناً سياسية لهذا الانسحاب الاسرائيلي رغم ما قدمه شعبنا على مستوى لبنان، اننا حينما نمر في ذكرى الانتصار الكبير في 25 من ايار ليحضننا الامل الكبير بان فلسطين وان طال الزمن ستعود حرة لاهلها، سيعود ابناء فلسطين الى ارضهم بالمقاومة وبالممانعة وبالدبلوماسية والوحدة، هذه الوحدة التي نستبشر خيراً بها من خلال المصالحة الوطنية الفلسطينية والتي اقلقت الصهاينة وجعلت بعض قادته يقوم بزيارات لبعض الدول لمنع المساعدات لمنظمة التحرير ولدولة فلسطين. هذه الوحدة التي نرجوها بداية لانتخابات نيابة على مستوى فلسطين وعلى مستوى تحقيق الاماني لشعب فلسطين، وعلى مستوى السعي الدؤوب لاطلاق كل الاسرى والمعذبين في سجون الاحتلال والتي نرى فيها بادرة امل لكي يكون الاصرار على حق العودة كما هو دأب القيادات الفلسطينية حق مشروع لا تنازل عنه.
ان هذا المعرض هو عينة من عينات المقاومة والنضال ولتكريس الذاكرة الحيّة لان فلسطين لا يمكن ان تنسى مهما طال الزمن.
بعدها جال الحضور في ارجاء المعرض للإطلاع على المعروضات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها