فتح ميديا/لبنان،مع انتهاء شهر رمضان المبارك وقدوم عيد الفطر السعيد وفي مثل هذا اليوم من كل عام وتكريماً لشهدائنا الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن القرار الفلسطيني المستقل، تتوافد القيادات الفلسطينية واللبنانية إلى زيارة مقابر الشهداء في كافة المخيمات وفاء لهم ولتضحياتهم الجسام التي سطرت للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية أسمى آيات النضال ورسمت معالم طريق الحرية والاستقلال. وشملت أنشطة هذه الفعاليات مسيراتٍ وزياراتٍ لتقديم واجب التهنئة على صعيد المناطق كافة أدتها صبيحة عيد الفطر السعيد الذي أهل على الأمة العربية والإسلامية الأحد في 19/8/2012.
ففي بيروت قام كلٌ من سفير دولة فلسطين في لبنان عضو المجلس الثوري أشرف دبور، وعضو المجلس الثوري آمنة جبريل وقيادة حركة "فتح" في بيروت، ومنسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق معن بشور، وممثلو فصائل "م.ت.ف"، وقوى التحالف الفلسطينية بزيارة مقابر الشهداء في مخيمي برج البراجنة وصبرا وشاتيلا وأضرحة الشهداء عند مستديرة شاتيلا، حيث وضعت أكاليل باسم الرئيس محمود عباس وسفارة دولة فلسطين في لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح"، وشؤون أُسر الشهداء على الأضرحة ومنهم أعضاء اللجنة المركزية وشهداء مخيم تل الزعتر.
وفي إطار المناسبة جدد دبور العهد والوفاء للشهداء الذين هم أكرم منا جميعاً وعلى رأسهم رمز القضية الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات، معاهداً الاستمرار بالنضال على طريق الشهداء حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ومن جهته أشار بشور إلى أنَّ أمةً تتذكر شهداءها أمةٌ لا بدَّ أن تنتصر، مؤكداً أنَّ مع كل شهيد سقط في هذه الثورة هناك محطة من المحطات النضالية لهذا الشعب العظيم، موجهاً التحية لكل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن عروبة لبنان وفلسطين والأمة العربية، ومؤكداً أنَّ دماءهم الزكية لن تذهب هدراً.
بدوره حيا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل جميع الشهداء الذين سطروا بدمائهم أروع ملاحم البطولة، ورسموا معالم الطريق إلى فلسطين، مشيراً إلى ضرورة إنهاء الانقسام لأنَّه وصمة عار في تاريخ القضية الفلسطينية من جهة، وانجاز الوحدة الوطنية بأسرع وقت ممكن من جهة أُخرى.
كما زار وفدٌ من قيادة حركة "فتح" في بيروت برئاسة أمين سرها سمير أبو عفش رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية الحاج محمد سعيد الخنسا في مقر بلدية الغبيري لتقديم التهنئة والتبريكات بعيد الفطر السعيد مقدمين له درع القدس وفاء وعربون تقدير لجهود البلدية ومجلسها تجاه المخيمات الفلسطينية.
أمَّا في مخيم الرشيدية ومنطقة صور، فنظمت حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" مسيرة في مخيم الرشيدية، حيث جابت شوارع المخيم وصولاً إلى مقبرة المخيم، يتقدمها أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة، وأمين سر منطقة صور توفيق عبد الله، وقيادة الحركة التنظيمية والعسكرية، وحشد من أهالي المخيم.
وبعد وضع الأكاليل على ضريح الجندي المجهول، ألقى الحاج رفعت كلمة هنَّأ فيها المسلمين عامة والفلسطينيين في الداخل والشتات بحلول عيد الفطر، مشيراً إلى أنَّ هذا العيد يأتي في خضم مرور الأمة العربية والإسلامية بمرحلة صعبة وظروفٍ قاسية، ولافتاً إلى أنَّ القضية الفلسطينية تحتاج إلى توحيد كافة الجهود لمواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يستمر في بناء المستوطنات وسياسة التدمير والتهويد والاعتقال.
وأكد شناعة ضرورة إعادة اللُحمة إلى الجسم الفلسطيني وإتمام المصالحة للوصول إلى وحدة وطنية فلسطينية للتفرغ لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يتمادى في همجيته وعدوانه، لأنَّه يعرف تماماً أنه طالما هناك انقسام فهو المستفيد الوحيد.
ثم زار الحاج رفعت شناعة يرافقه توفيق عبد الله وقيادة المنطقة آل الشهيد محمود سالم الذي استُشهد في مارون الراس. وهنَّأ شناعة في كلمة له آل الشهيد بقدوم العيد، مستذكراً الشهيد الشاب الذي لم يقف الشتات حاجزاً بينه وبين فلسطين، فقدَّم روحه فداء للوطن والانتماء لفلسطين، وقدَّم بذلك درساً بأنَّ أبناء فلسطين لن ينسوا وطنهم مهما طال اللجوء والشتات، ومن ثم توجه الوفد إلى شعبة البص مهنئاً بقدوم العيد.
كما قام وفد من منطقة صور برئاسة عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال قشمر، بزيارة أضرحة الشهداء في مقبرة مخيم الرشيدية ومخيم البرج الشمالي وتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء، وقد ضم الوفد مسؤول منطقة عمار بن ياسر وأعضاء من قيادة المنطقة، حيثُ وجه قشمر ومسؤول منطقة عمار بن ياسر التهنئة بالعيد للشعبين الفلسطيني واللبناني.
وفي البرج الشمالي، قام وفد من شعبة مخيم البرج الشمالي لحركة "فتح" بزيارة ضريح الجندي المجهول وضريح الشهيد عمر عبد الكريم في مخيم الرشيدية لوضع أكاليل من الزهر على الضريحين وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء جميعاً. وبعد ذلك توجه الوفد إلى زيارة ضريح الجندي المجهول في جبانة المعشوق حيث وضع الوفد إكليلاً من الزهر على الضريح وثمَّ توجَّه إلى مخيم البرج الشمالي لوضع أكاليل على ضريح الجندي المجهول في مقبرة المخيم وضريح مجزرة النجدة والنصب التذكاري لشهداء مجزرة نادي الحولة الذين سقطوا عام 1982 بسبب القصف الجوي من قبل العدو الإسرائيلي.
كما توجه وفد من حركة "فتح" إلى منزل الشهيد محمد سمير الصالح في مخيم البرج الشمالي وضم الوفد أمين سر إقليم حركة فتح في لبنان رفعت شناعة، وأمين سر منطقة صور الحاج توفيق عبدالله، وأعضاء من المنطقة ووفد عن شعبة مخيم البرج الشمالي، وكانت عائلة الشهيد في استقبال الوفد وأبدت العائلة سعادتها بهذه الزيارة، حيثُ أكد شناعة التزام حركة "فتح" بهؤلاء الشهداء الستة الذين سقطوا في مارون الرأس، لأنهم اثبتوا أن لا بديل عن فلسطين، وأنَّ التوطين وهم والشباب الفلسطيني يتربى على حب الوطن والتضحية لأجله وان عيدنا يوم عودتنا إلى فلسطين.
كما قام الوفد بزيارة أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان ومسؤول إعلامها الحاج رفعت شناعة لتهنئته بعيد الفطر. وقدَّم الوفد للحاج رفعت صورة للشهيد القائد ياسر عرفات ونقلوا إليه تحيات أمين سر شعبة البرج الشمالي أبو باسل، وشكر شناعة شعبة مخيم البرج الشمالي على هذه اللفتة الكريمة شارحاً للوفد آخر التطورات السياسية في المنطقة، متمنياً أن يكون العيد القادم في فلسطين.
أمَّا في التجمعات الساحلية، فضمت المسيرة وفداً على رأسه عضو قيادة المنطقة محمد بقاعي وأعضاء الشعبة في جم جيم، وعضو قيادة المنطقة أبو فادي منور، والدكتور خليل نصار في مخيم القاسمية.
وفي صيدا، جال وفد من حركة "فتح" تقدمه أمين سر الساحة اللبنانية الحاج فتحي أبو العردات، وقنصل فلسطين في لبنان الحاج محمود الأسدي، وعضو قيادة الساحة منذر حمزة، وقائد قوات الأمن الوطني اللواء صبحي أبو عرب، وأمين سر منطقة صيدا العميد محمود العجوري، على قيادات صيدا الوطنية والإسلامية لتهنئتهم بحلول عيد الفطر السعيد. فالتقى الوفد ضمن جولة التهاني رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، والنائب بهية الحريري، والنائب السابق أسامة سعد، وعبد الرحمن البزري، ومفتي صيدا فضيلة الشيخ سليم سوسان، وسماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي، مقدمين لهم التهاني بحلول عيد الفطر السعيد باسم الرئيس محمود عباس وشعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات وباسم قيادة وكوادر وأبناء حركة "فتح"، متمنين من الله أن يكون عيدنا القادم في فلسطين وفي رحاب المسجد الأقصى وقد تحرر من دنس الاحتلال الصهيوني.
وكانت قيادة حركة "فتح"، منذ ساعات صباح العيد الأولى، قد وضعت أكاليل الزهور باسم الرئيس محمود عباس و"م.ت.ف" وحركة "فتح" ومؤسسة شؤون الشهداء على أضرحة الشهداء في مقبرة الشهداء في درب السيم ومقبرة شهداء الاجتياح 1982 في وسط مدينة صيدا وعلى ضريح الشهيد القائد معروف سعد.
كما وأدت قيادة "فتح" صلاة العيد التي أمَّها مفتي صيدا فضيلة الشيخ سليم سوسان في الجامع العمري الكبير في صيدا، بمشاركة قيادات صيدا الوطنية وفي مقدمهم النائب السابق أسامة سعد، إلى جانب مشاركتها الصيداويين زفة عيد الفطر في حارات صيدا القديمة.
وفي مخيم البداوي، انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة نظمتها حركة "فتح"، شارك فيها ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وفعاليات من مخيمَي البداوي والبارد حيث انطلقت من مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات جائبةً الشوارع الرئيسية في المخيم، يتقدمها ثلة من حرس الشرف الوطني وحملة الأكاليل، وانتهت المسيرة عند مقبرة الشهداء حيث وُضعت أكاليل باسم قيادة الساحة، وقيادة حركة "فتح" في منطقة الشمال وقيادة قوات الأمن الوطني في الشمال، تلاها قراءة سورة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، وبعد ذلك ألقى عضو قيادة منطقة الشمال خالد عبود كلمةً هنَّأ فيها أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، متمنياً أن يعيده الله وقد أقيمت الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ثمَّ تطرق عبود إلى ما تتعرض له مدينة القدس من تهويد ومحاولات طمس لمعالمها الإسلامية والمسيحية من قِبَل عصابات جيش الاحتلال الصهيوني، لافتاً إلى معاناة أهلنا النازحين الفلسطينيين من سوريا الذين تُركوا لمواجهة أعباء الإقامة في مخيمات لبنان دون أن تلتفت إليهم الأونروا أو مؤسسات المجتمع المحلي لمساعدتهم ودعمهم لحين عودتهم حين تستقر الأوضاع في سوريا، ومشيراً إلى ضرورة الاستفادة من الأجواء الإيمانية لتمتين أواصر الإخوة ولتفعيل وإتمام المصالحة الوطنية وتجسيد الوحدة الفلسطينية على الأرض لمواجهة كل الأخطار المحدقة بأبناء شعبنا وقيادتنا الفلسطينية.
كما وضعت قيادة حركة "فتح" في مخيم نهر البارد أكاليل من الزهر على أضرحة الشهداء في مقبرة خالد بن الوليد باسم شعبة البارد وقيادة منطقة الشمال.
أمَّا في البقاع، فنظمت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل التحالف الفلسطيني واللجان الشعبية مسيرةً باتجاه مدافن الشهداء في مخيم الجليل بعلبك، بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني وقائد الأمن الوطني الفلسطيني، وممثل الهلال الأحمر الفلسطيني، ووجهاء المخيم. وبعد الوصول إلى المدافن تقدَّم كلٌ من الأخ أبو أسامة محمد بدران لوضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري باسم الرئيس محمود عباس، تلاه مسؤول حركة "فتح" في بعلبك أبو حلمي يعاونه الدكتور فايز محمد حيث وضعا إكليلاً من الزهر باسم حركة "فتح" قيادة لبنان، ثمَّ قام ممثلو الفصائل واللجان الشعبية بوضع إكليل من الزهر باسم كافة فصائل المقاومة الفلسطينية.
وبعد قراءة الفاتحة، تحدث الأخ قاسم مطالباً بالوحدة الفلسطينية وتذليل الصعاب التي تواجه القضية الفلسطينية متمنياً للقيادة النجاح بكل المساعي التي تعمل عليها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها