ارسلصديقي من دولة عربية يسألني عن غزة..كيف هي؟ وكيف تعيشون؟ وكيف هي الاوضاع الان؟
رسالتيارسلتها له، لكنها كانت لي، ولكم جميعا..
غزةتفتح وريدها..
وثمةحزمة رصاص على خصرها
الغزيون،هؤلاء المعذبون، يلتقطون اللحظة الفاصلة بين الليل والنهار
تنغرساقدامهم في ردغة الليل، والعيون ترنو الى اشراقة اللقاء
يذهبونالى المعابر كعاشق في موعده الاول
فيعودونادراجهم، فالحبيبة لم تأت
تشابهتعليهم مواعيد المطر والقنابل والاعراس
عقاربالوقت صاخبة كـ 'مولدات' الكهرباء
البحرمن هناك اخضر مخمور بنشوة الانضباط
هنا..فراشاتتصعد للقمر عبر سلم الامنيات
الراعي–هنا- يجز صوف خرافه في كل حصار
الراعييصعد المنصة كمنشد في مأتم
وهي-الحاضرةغزة- مثل مسيح بلا حواريين
ابواقسيارات..صراخ الباعة المتجولين..صوت الاذان
حفلةموسيقية عارمة..بائع الخضار.. واسطوانات الغاز..وبوق الإسعاف
ضوضاء'الزنانات'..و 'طوشة' يشتد وطيسها بالسباب
دويلقصف جوي ترتج منه سقوف البيوت المرهقة..ضجيج 'الكسارات'
فحيحالصيف وارتطام رطوبته في الحلوق الجافة
صوتالمذياع 'المستقل' وهو يستنكر 'تحرش' الطرفين بعورات الاستقامة
ثم توغلغزة في شيخوخة الحلم
هنا ياصديقي تضيع الطريق، والأصوات، ولون الحقيقة، ورائحة الحب
ولاتطلب المأساة اذنا للمرور،او تلميحا عابرا للفجيعة
هنا..السيف يبدو زنديقا هاربا من المعركة
وحقيبةالسفر مجهزة للهلع
هنا–أيضا- تجد الوجع الحاضر بلا انتهاء
تجدالفارس والقوس الجارح
والحزنالمقبل، والسكينة المدبرة
هناالذين استبدلوا سرج خيولهم بوثير كراسي عربات كورية الصنع
هنانقطف زهور الربيع العربي صبرا
تغضبناامريكا، يبكينا الدم في بابا عمرو
نضربرؤوسنا يأسا من ذبح المسلمين في بورما
نحبسانفاسنا في مسابقات الليجا الاسبانية
هنا..ضحكاتالاطفال كرفرفة اجنحة السنونو
وامسياتالرفاق في عرائش النخيل
هنا..الخيمة تستحي من الاقامة الطويلة
هنا..الحالمون، والثائرون، والمتاجرون، وامراء الحرب، والطيبون، والمتحمسون، والسارقون،والتائهون، والمضللون، والعاشقون
هنا..هنا نحن يا صديقي
هنابذرة كلما اقتطعتها من جذورها
مدتجذورها الى ابعد نقطة في المستحيل
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها