(جريدة الصباح:10/7)
صادمةالتصريحات التي أطلقها القيادي في حماس الدكتور محمود الزهّار في حق الجزائر،بقوله أن الحكومة الجزائرية لا تعترف بحماس وأنها لا تساعدها وأن قيادات حماسلاتجد من يستقبلها إذا زارت الجزائر، وأنه هو شخصيا رفض المسؤولون الجزائريوناستقباله وأحالوه على نائب في البرلمان، ما يراه الزهّار إهانة له ولحركته وعدماعتراف بها..
ولسناندري ماذا تغير في المعادلة حتى يتغير موقف الزهّار، الذي كان قبل أشهر يثني علىموقف الجزائر شعبا وحكومة، حاله حال كل قيادات حماس وفتح وكل الفصائل الأخرى، التيتلقى نفس الترحاب والمساعدة في الجزائر، ماذا تغير بالنسبة للزهار حتى تصبحالجزائر بلدا غير متعاون وغير معترف بحماس، وهو الذي استضافته "الشروق"مرارا وتكرارا وكان في كل مرة يضع موقف الحكومة الجزائرية موضع قبول وتثمين،معترفا أنه وإخوانه في حماس لا يجدون تلك الروح والإيجابية في مواقف باقي الحكوماتالعربية.
سأقولللدكتور الزهّار، ما الذي تغير حتى ينقلب على البلد الذي رحب به وبإخوانه ولايزاليساعدهم بكل الوسائل.. إنه الاعتقاد الخاطئ لدى الدكتور وكل قيادات حماس أن صعودمحمود مرسي، كرئيس لمصر سوف يغني حماس عن تعاون وتعاطف ومساعدة باقي الحكوماتالعربية..
ويعتقدالزهّار أن سقوط مبارك وصعود مرسي وحده كافيا لتصبح حماس في مواقع قوة، مستغنية عنأي نظام عربي، وحتي في علاقتها مع فتح والسلطة الفلسطينية يعتقد هذا الدكتور أنالفرصة سانحة للإجهاز على الفصائل الفلسطينية الأخرى والاستحواذ على كامل مفاصلالقضية الفلسطينية، التي عاشت وتقوت واشتد عودها بقوة كل الفصائل والتيارات وليسبفصيل واحد مهما كانت هيمنته..
نعمتظن قيادات حماس أن واجب التحفظ قد سقط ولا داعي لعبارات المجاملة التي كانتتصدرها تجاه الحكومة الجزائرية وباقي الحكومات، على عكس حبل الود الذي لا يزاليربط الحركة بالسفّاح بشار الأسد، ببساطة لأن رقاب قيادات الحركة لا تزال في يدالأسد، ولذلك وجب استمرار مسلسل المجاملات إلى حين انفراج الوضع. والمشكلة أنالخطاب الجديد لقيادات حماس بعد صعود مرسي فيه تغول شديد حتى ضد السلطة الفلسطينيةوفيه نسف لجهود المصالحة، وفيه رغبة للسطو على المصالحة الفلسطنية التي نعتقد أنهاالضمان الوحيد لعودة القضية إلى سكتها، وليس منطق الإقصاء والتهميش والاستحواذ.
لسناهنا بصدد القول أن موقف الجزائر شعبا وحكومة من القضية الفلسطينية هو إيجابي 100%، أو ندّعي أن الجزائر تقوم بكل واجباتها حيال فلسطين، ولا يمكن أن نقول ذلك إلاعندما تتحرر بيت المقدس من آخر إسرائيلي. ولكن ألا يحق لنا أن نذكر الدكتورالزهّار وقيادات حماس والعالم أجمع، أن الجزائر أول بلد عربي ملتزم بدفع اشتراكاتهالخاصة في كل تقاريرها؟ ألا يذكر الزهّار أن الجزائر هي البلد العربي الوحيد الذيحرص آن تصل مساعداته واشتراكاته إلى طرفي الصراع حماس وفتح، بشهادة إسماعيل هنيةالذي التقاه الرئيس بوتفليقة، في قمة دمشق وسأله عن المعونات الجزائرية هل تصل إلىأهل غزة أم تحول دونها لوبيات السلطة الفلسطينية؟
هلينسى الدكتور الزهّار وقيادات حماس أنهم يزورون الجزائر أكثر من زيارتهم باقيالبلدان العربية، وفي كل مرة يجمعون من التبرعات ما تقر عيونهم، ثم يخرجونها منمطار هواري بومدين دون أن تعترض طريقهم السلطات الأمنية؟
ودونأن تكون لدينا أية ضمانات أن تلك الأموال تصل فعلا إلى الفلسطينين ولا تصرف على"العاملين عليها!".. هل ينكر قادة حماس أن قوافل الجزائريين إلى غزة هيأكثر القوافل على الإطلاق عربيا وإسلاميا، وأن التبرعات محظورة في مساجدالجزائريين إلا للقضية الفلسطنية؟! ثم لماذا يركز الدكتور الزهّار ورفاقه علىالشكليات ويتغاضون عن الجوهر يهمهم أن يستقبلهم فلان من المسؤولين أو علان، وهممرحب بهم في الشارع وفي الصالونات ويفعلون في عرض البلاد وطولها ما يريدون دونأدنى اعتراض من السلطات.. وإذا كان ثمة إيجابية واحدة في النظام الجزائري، فهيالمساندة المطلقة للقضية الفلسطينية وأن الجزائر تقف على مسافة واحدة من جميعالفصائل الفلسطينية عكس بعض الدول صاحبة المصالح على حساب القضية الفلسطينية.
نعمعلى الحكومة الجزائرية أن تكون أكثر إيجابية في التعاطي مع القضية الفلسطينية، لكنالمهم على قادة حماس أن لا يغرهم صعود محمد مرسي رئيسا لمصر فيعتقدون أنهم ليسوافي حاجة إلى إخوانهم العرب، أو يظنوا أن مشاكلهم سوف تحل بصعود الإخوان المسلمينهنا وهناك، لأن القدس قضية الجميع ولا أحد يعلم من أين ستزحف إليها رايات النصر..هل من شرق الأرض أم من غربها..
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها