ان تقوم قناة الجزيرة بتجشم عناء الكشف عن سر استشهادالخالد أبو عمار فهذا يحسب لها ايجابا ، متمنين ان تكون النوايا الحسنة ومحبة ابو عماروالشعب الفلسطيني وقضيته هي المحفز لهذا العمل الذي كلف مبالغ كبيرة وجهدا للوصول للحقيقة.
لا شك ان لجنة التحقيق في مقتل الرئيس عرفات الفلسطينيةلم تمتلك قدرات الدولة التي تتمتع بها قناة الجزيرة المدعومة من دولة قطر ، ولا شكأن آخر اعلان عن سبب الاستشهاد الذي اشار لتسميمه دون كشف الوسيلة كان كافيا للكثيرينفي الشعب الفلسطيني والعالم ما جعل اللجنة توقف عملها.
ان كشف الطريقة التي توفي فيها ابو عمار عمل فني تخصصيمحض، البعض أثنى عليه والبعض شكك به وبالنتائج التي خلصت لها الجزيرة، ولكنه يسجل للقناةالمعروفة بفرقعاتها الاعلامية مجهولة الأسباب أحيانا، والمهدفة سياسيا أحيانا أخرى،وذات الطابع المقترن بالسبق الصحفي حينا آخر، وبجميع الأحوال نتمنى ان تكون القناةهذه المرة تتجه الاتجاه الصحيح.
ودون اطالة، سأتجه مباشرة لما قاله الكاتب ياسر الزعاترةوردد مثله فضائيات حماس وجريدة الرسالة التابعة أيضا لحماس وهو باعتقادي مربط الفرسأي اتهام القيادة الفلسطينية بقتل الخالد ياسر عرفات او التواطؤ في ذلك كما قال.
لا يقبل عقل فلسطيني واحد -باستثناء من يعدون على الأصابع-ان يقدم أي فرد كان من شعبنا العظيم على التسبب بقتل أي طفل او رجل أو امرأة ، فمابالكم بقتل رمز الجهاد والنضال العالمي ياسر عرفات ؟ ان هذا الشعب العظيم ليس من طبائعهأو شيمه الخيانة أبدا، وعليه فان (نكش) القضية وما فيه من ايجابيات تحويلها لقضية مرفوعةلمحكمة الجنايات الدولية فيه أيضا من السلبيات ان يتحفز المعادون الابديون للقيادةالفلسطينية ويطلقون سهامهم الخائبة متهمين (فلسطينيين) بالمساهمة في قتل الرمز عرفاتأو على الأقل اثارة الغبار وخلق التناقضات والتشكيكات الملهية عن العدو الرئيس.
قال ياسر الزعاترة من الاخوان المسلمين في الاردن ان(المجموعة التي استخدمتها اميركا و «إسرائيل» من اجل الانقلاب على ياسر عرفات هم مناغتالوا عرفات سياسيا قبل اغتياله بالسم) ومحددا بالاسم محمد دحلان ، وناقلا على لسانابو اللطف ما تفوه به مخطئا حين اختلافه مع القيادة الفلسطينية غامزا من قناة الرئيسبشكل متعمد ، ومتناسيا ان ابا اللطف قد راجع نفسه وعدل موقفه الاتهامي ذا الطابع السياسيالتنظيمي ، وكما كان واضحا في لقائه الاخير على الجزيرة حين اتهم شارون مباشرة بذلك.
القضية هي خلق البلبلة المتعمدة بذكر أنصاف الحقائقوبسوء استغلال الحدث بالطعن الدائم والمتواتر بالقيادة الفلسطينية ودوما من أطراف فيحماس وخارجها، وحيث يقول الزعاترة أيضا (يجب ان يكون هناك مراجعة داخل حركة فتح ويلتفتوالهؤلاء الذين تآمروا على عرفات وانقلبوا عليه ، والذين وفروا الاجواء لاغتيال الرئيسعرفات )، ويثير الكثيرون كثرة استخدامه لكلمة «انقلاب» دون الاشارة الى انقلاب حماسالدموي في غزة وهو في الحقيقة اول انقلاب فلسطيني ونتمنى ان يكون الاخير ، وكأن الزعاترةوالقلة لا يدركون بوضوح معنى الاختلاف – وفي تاريخ حركة فتح مراحل اختلاف كثيرة - علىقاعدة التعددية التي تميزت فيها حركة فتح وسارت عليها برحابة التقبل للجميع، دون حماساو أفكار الذين يتصورون في ذاتهم القداسة والعصمة.
ان الذي قتل ياسر عرفات هم الاسرائيليون كما صرح شارونعلنا عام 2004 بأنه لم يعد يحترم تعهده بأن لا يؤذي الرئيس عرفات ، وبما قاله (يوريافنيري) وبسام أبوشريف وغيرهم محذرين المرحوم عرفات من اغتياله من شارون وغيرها منالشواهد. والإسرائيليون لا يعدمون الوسيلة لقتله وعشرات بل مئات المتضامنين ومنهم الاسرائيليونكانوا يؤمون المقاطعة حيث الرئيس محاصر.
ان العيب وغير اللائق اخلاقيا وسياسيا ان تتجه الاتهاماتللداخل الفلسطيني، وبلا أي دليل كما استغلت ذلك بعض اصوات حماس الممانعة للمصالحة وغيرهاامثال الصحافي شاكر الجوهري بدلا من جعلها قضية عالمية ضد الاسرائيليين.
اننا بهذا الاستغلال السياسي والتنظيمي واللاأخلاقيالبشع وغير المهني نقتل ياسر عرفات يوميا بدلا من ان نضع المخرز في عين العدو.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها