مرت بالأمس ذكرى تأسيس وولادة منظمة التحرير،الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني، وهي ذكرى عزيزة على عقولالفلسطينيين جميعا وقلوبهم باستثناء اعداء الشعب والمصالح العليا الخاصة به.
اهمية الذكرى هذا العام تتمثل في بعدين الاول داخليوالثاني خارجي. تأتي الذكرى والمصالحة الوطنية تتقدم ببطء شديد بسبب العثراتوالعراقيل من قوى الانقلاب على الشرعية. غير ان المصالحة والدفع بها حاجة ماسةللقوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بمختلف تلاوينها ومشاربها،لانها مصلحة خاصة وعامة، وتعزيزها يصب في إعادة الاعتبار للممثل الشرعي والوحيدللشعب الفلسطيني. والعمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تفاهمات آذار مارس 2005.التي باتت جزءا من برنامج المصالحة، وواحدة من ملفاته الاساسية، لا سيما وان هناكقوى مطلوب دمجها وتمثيلها في إطار المنظمة، وهي حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي»ذات الثقل في الساحة، كما ان إصلاح المنظمة وتطويرها للتوافق مع المصالح العلياللشعب الفلسطيني ضرورة وطنية. خاصة وان المنظمة تعاني من عوامل تكلس ويشوب هياكلهاثغرات ونواقص فضلا عن الامراض، التي تعاني منها. وكل ذلك يستدعي العمل على النهوضبالمنظمة كي تتمكن من لعب دورها المركزي كمرجعية سياسية عليا للشعب في تمثيلمصالحه واهدافه.
البعد الخارجي يكمن في تربص القوى المعاديةالداخلية والاسرائيلية والدولية بالمنظمة ودورها ومكانتها. حيث تعمل القوىالمستهدفة المنظمة على الجبهات المختلفة لتقزيم دورها، وحصره في التمثيل الشكلي،ومنح السلطة الدور المركزي كبديل عنها؛ وكما اشير في زاوية الامس قوى في الكونغرستهدف الى شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي عمليا تريد ان تضرب دور المنظمةكممثل شرعي ووحيد لعموم الفلسطينيين في ارجاء الدنيا كلها، في الداخل وداخل الداخلوالشتات. وحصر التمثيل في الفلسطينيين المقيميين في الاراضي المحتلة عام 1967،وعمليا لا داعي لوجود منظمة التحرير؟! غير ان الشعب وقيادته السياسية متمسكانبمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني في انحاء الدنيا، وهي المرجعية الاولى والاساسيةللشعب الفلسطيني، الامر الذي يعني رفض الفلسطينيين لتقزيم دورها او شطب مكانتهاوالالتفاف عليها.
منذ العام 1964 والمنظمة تلعب الدور الريادي فيتمثيل مصالح الشعب الفلسطيني العليا. وستبقى تمثل هذه المصالح حتى تحقيق الاهدافالوطنية كاملة غير منقوصة، وستتمكن بفضل جهود ابناء الشعب الفلسطيني في الوطنوالشتات وداخل الداخل من تخطي كل العقبات والعراقيل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها