لمناسبة يوم الأرض، نظَّمت لجنة "مسيرة العودة إلى فلسطين" ورشة عمل إعلامية بعنوان "أنا عربي فلسطيني"، في فندق "غولدن توليب" الاثنين 2014/3/31، بحضور أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنا رفعت شناعة، وممثّل الرئيس الدكتور سليم الحص، والمستشار رفعت بدوي، وعدد من مسؤولي الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية، والجمعيات والهيئات الأهلية وعدد كبير من رموز الإعلام المرئي والمسموع.

وبدأت الورشة بالنشيدَين الوطنييَن اللبناني والفلسطيني، ثمَّ كانت كلمة لكمال خلف شدَّد فيها على أن "فلسطين لا تزال القضية الأولى، وعلى وسائل الإعلام إعادتها إلى واجهة الاهتمام".

وتلا ذلك كلمة لجنة مسيرة العودة، ألقتها السيدة سمية التكجي، حيثُ قالت: "إن الكيان الغاصب يعيش ربيع الاستيطان والمقدّسات تُنتَهك وسط صمت عربي ودولي. إن هذه الحملة انبثقت من حقنا بالعودة فكان الشهداء الذين قضوا برصاص العدو الإسرائيلي في مارون الراس قبل عامين".

وأشادت التكجي بـ"تصاعد نشاط المجتمع المدني في غير مكان لمقاطعة إسرائيل"، منبّهة من "سعي البعض إلى الزج بالفلسطينيين في لبنان في أتون الصراعات"، مشيرة إلى أن "حملة أنا عربي فلسطيني هدفها عدم تحميل الفلسطينيين وزر ما يرتكبه أي فرد أو جماعة". وناشدت وسائل الإعلام "أداء دورها الموضوعي، وإقامة جسور التواصل والثقة على الصعيدَين اللبناني والفلسطيني".

أمَّا مدير المركز الدولي للإعلام الإعلامي رفيق نصر الله، فقال: "إن فلسطين كانت تعطي جنسيتها لكل عربي في الجهاد والشعر والأدب، ونأسف لغيابها مؤخّرًا عن الشاشات العربية، وقد وصلنا إلى أن يكون لكل منا فلسطينه يضعها في جيبه ساعة يشاء ويخرجها ساعة يشاء ويتصرف بها كيفما يريد".

وأضاف نصر الله "لقد اعتمدنا مصطلحات في عملنا في بعض وسائل الإعلام ورفضنا إظهار العلم الإسرائيلي على الشاشة واستضافة أي مسؤول إسرائيلي. ونأسَف لبعض وسائل الإعلام العربية التي تستضيف مسؤولين إسرائيليين وتمهّد لنشوء ثقافة لولادة الشرق الأوسط الجديد واستخدام مصطلح الناشط الفلسطيني بدلاً من كلمة فدائي، فهذا انقلاب جذري في المصطلحات الإعلامية. ثم بدأنا نستشعر بغزو الميديا التي قادتها بعض الجهات العربية والسيطرة على الأقمار الاصطناعية وبالتالي على وسائل الإعلام".

وتابع نصر الله "إن موقع القضية الفلسطينية لم يعد في أولوية نشرات أخبار الإعلام العربي، إنما حلّت في المرتبة التاسعة كخبر إضافة إلى شيطنة الفرد الفلسطيني. من هنا تأتي هذه الحملة كرد على محاولات إبعاد الفلسطيني عن هويته".

وتساءل نصر الله عن "غياب دور الإعلام الفلسطيني، وحتى في المخيمات"، منتقدًا "تقصيره في زمن الغزو الفكري والإعلامي"، مؤكّدًا أن "المؤامرة قائمة على المقاومة الفلسطينية والمقاومة في لبنان".

ثمَّ كانت الكلمة للإعلامية فاديا بزي، فقالت: "الدور المحوري الفلسطيني في لبنان والمنطقة، مرورًا بالانتصارات والانتكاسات التي مرّت بها، وصولاً إلى الانتفاضتين وتصويب الفلسطيني بندقيته نحو القدس"، مشيرةً إلى "إدخال الفلسطيني طرفًا فاعلاً في أحداث لبنان وسوريا ومصر وغيرها منذ العام 2008، وخاصة عندما فكّ أحد الأطراف الرئيسة في الفصائل الفلسطينية تحالفه مع سوريا التي أمدته بالمال والسلاح".

ولفتت بزي إلى "زج بعض الشباب الفلسطيني في عمليات انتحارية، مما ولّد خوفًا من أن يكون هذا الشباب جزءًا من صراع سني - شيعي، في ابتعاد البوصلة لديه عن فلسطين".

في حين رأى مدير الأخبار في قناة "المنار" الإعلامي علي الحاج يوسف أنه "بقدر ما تكون قريبًا من فلسطين فأنت فلسطيني"، ساخرًا من مقولة "البعض الذين يتنبّؤون بانقراض حلم تحرير فلسطين".

وتحدّث الحاج يوسف عن "المنار" وانطلاقتها "قناة للمقاومة وفلسطين"، مشيرًا إلى ما تعرّضت له من "منع عبر الأقمار الاصطناعية بسبب موقفها المؤيد لفلسطين".

وتطرق إلى "الإرهاب التكفيري"، متسائلاً عن "سبب اختيار فلسطيني لتنفيذ عملية انتحارية إرهابية"، عادًا أن "المقصود من ذلك تشويه صورة الفلسطيني"، لافتًا إلى أن "هناك 3500 تكفيريًا انتحاريًا بينهم 1800 في العراق 35 بالمئة منهم فلسطينيون"، مشدّدًا على "ضرورة محاصرة التكفيريين الذين تدعمهم أميركا وإسرائيل في المنطقة".

أمَّا المدير العام لمجلة "القدس" رفعت شناعة فرأى أن "دور الإعلام وسطوته تفوق أحيانًا السطوة العسكرية"، لافتا إلى "التداخل المؤثر سلبا وإيجابا بين الإعلام والإشاعة التي لطالما استندت إلى معلومات استخبارية هدفها إشعال الفتن".

وقال شناعة: "إن التوطين خطر كبير على فلسطين قبل لبنان وهذا ما يشغل بالنا، هناك مشاريع سياسية وأمنية في المنطقة هدفها تصديع الجبهات الداخلية في لبنان وفلسطين وغيرها، وحمل الأطراف المعنية على الرضوخ للمشاريع الاستسلامية".

واقترح مجموعة مبادئ لضبط الإعلام، مشيرا إلى "الأزمات المعيشية التي يعانيها ابن المخيم وحرمانه من العمل مما يسبب حالة احتقان داخلي"، داعيا وسائل الإعلام إلى "عدم الاستناد في تحقيقاتها إلى المصادر غير الصحيحة"، وطالبها ب"إعطاء فلسطين أولوية اهتماماتها".

وأكّد "حرص القيادات والقوى الفلسطينية على عدم حصول أحداث أمنية في المخيمات التي تعاني أوضاعًا اقتصادية صعبة وكثافة سكانية عالية".

وتحدث عدد من السياسيين والإعلاميين مشددين على أن فلسطين تبقى هي البوصلة والاتجاه الصحيح، وعلينا واجب أن نُدخل ثقافة المقاومة والذاكرة الفلسطينية إلى المخيمات كي تعود صورة المخيم صورة المخيم الثوري الذي يعمل للعودة إلى فلسطين، وضرورة الاندماج الكامل بين أحلام المخيم وأحلام محيط المخيم التي هي واحدة في مواجهة المشروع الصهيوني الأميركي ومتفرعاته من مشاريع فتنوية وتكفيرية.