خرج محمود الزهار من غزةإبان العدوان الأخير لاقناع مصر ببذل المزيد من الجهد لوقف الاعتداء الاسرائيلي.. ثمتوجه الى ايران في نطاق المهمة ذاتها. فالوضع في غزة أفلت من يد حركة حماس لأن قادةميدانيين في الجهاد أفلتوا ايضاً من قبضة قيادتهم الخارجية ومدوا خطوطا تسليحية وماليةمع طهران مثلما خرجت حماس من قبضة خالد مشعل وفتحت خطوطا تمويلية وتسليحية مباشرة معايران متجاوزة خازن بيت المال التقليدي خالد مشعل. فحركة الجهاد اساسا تنظيم مقاتللا يمارس السياسة التقليدية.. وهو متمسك بشعاره منذ انطلاقته وسبق حركة حماس في العملالعسكري وكانت عمليات الجهاد في غزة احد المحفزات الاساس لاندلاع الانتفاضة الاولى.وحاولت حركة حماس في اطار مساعيها لاحكام سيطرتها على غزة ملاحقة عناصر الجهاد واعتقالهمومهاجمة مساجدهم لكنها لم تفلح في قمع هذا التنظيم العسكري ثم عرضت الاندماج الكليإلا أن مساعيها قوبلت بحذر وفي جولة القتال الأخيرة كان للجهاد النصيب الأكبر من الشهداءوالصواريخ الصادرة او الواردة وتمكن مقاتلو الجهاد من استيعاب عناصر القسام الرافضينلنهج التهدئة مثلما استوعبت حماس مقاتلين وقادة من فتح في السابق بل استخدمت الجهادعربات صواريخ من القسام في جولة القتال الأخيرة. وفي صلب زيارة الزهار لطهران تهدئةالجهاد عن طريق المسلح والممول الايراني الذي كان ذات يوم الممول والمسلح لحماس فيمواجهة فتح. فالابطال تبادلوا الادوار.. لكن الزهار يريد الابقاء على خيوطه مع طهرانوازالة آثار خطابات منافسه اسماعيل هنية الذي قلب ظهر المجن لطهران بعد زيارته الأخيرةواطلق تصريحات معارضة للحليف السوري. فيما ان خالد مشعل مارس سياسة حذرة بدبلوماسيةزئبقية ولم يندفع ضد ايران او ضد دمشق. لكن الزهار أراد لعب الورقة الايرانية بالكاملوظل على موقفه سواء من سوريا او ايران. فنحن الآن امام تيارات ثلاثة في حماس الاولتيار مشعل الذي انغمس في اللعب السياسي مع الكبار اي مع دول كقطر وتركيا والاردن ومصروالسلطة الوطنية في الطريق نحو واشنطن. فيما حاول هنية مجاراته بجولاته الخارجية لكنهفشل في عرض نفسه كزعيم لحماس.. بل كخطيب مسجد كما يصفه الزهار نفسه. أما الزهار فهويتزعم التيار المتشدد في حماس ويطرح نفسه بديلا قياديا لمشعل وهنية.
إذاً على هامش القتال الدامي في غزة يبرز الصراع بينحماس والجهاد.. وبين جهاد الداخل وجهاد الخارج وبين تيارات حماس نفسها ولن يحسم هذاكله قريبا وبالتالي تبقى غزة مرشحة لتكون فريسة الاستفراد الاسرائيلي في غياب توافقداخلي- داخلي في غزة وفي غياب توافق فلسطيني أوسع.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها