رئيس الوزراء: الجريمة في الوسط العربي – غرب متوحش

اسرائيل اليوم – من جدعون الون:14/2

دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس الجمهور العربي في البلاد للتجند الى الخدمة المدنية (والتي في اطارها سيلزم اناس الوسط على الانخراط في جملة واسعة من النشاطات لمصلحة الجمهور) وكذا للانخراط العام في الجهد الوطني لمكافحة الجريمة المتصاعدة في الوسط العربي.

في نقاش أجرته لجنة التحقيق البرلمانية لفحص تشغيل عاملين عرب في الخدمة العامة، قال نتنياهو للنواب العرب: "ساندوا الخدمة المدنية. هذه أداة غير عادية لصب أساسات متينة من المساعدة في الجمهور". وأضاف نتنياهو بانه يجب اشراك النواب، رؤساء السلطات وزعماء الدين في الوسط لتصعيد فرض القانون في البلدات العربية. وعلى حد قوله، يوجد تطلع لدى الجمهور العربي لتحريره من الارهاب المدني.

وشدد نتنياهو على أنه في الجمهور الاسرائيلي العام يوجد انخفاض في حجوم الجريمة، ولكن في الوسط العربي يوجد ارتفاع في حجوم الجريمة والعنف. الوسط بدأ يعيش حياة لا تطاق من ناحية الجريمة، القتل، قتل النساء، السلب والنهب، التحرشات، السطو وغيرها. أكثر من 40 في المائة يخافون بان يصابوا باذى ونحن ملتزمون بالعمل على تغيير هذا الامر، ولكن لا يمكن تصعيد فرض القانون دون الزيادة الكبيرة في انخراط عرب اسرائيل في سوق العمل، المبادرات الاقتصادية والتعليم العالي. ميل الانخراط في المجتمع الاسرائيلي سيبدد الكثير من التوترات"، قال نتنياهو.

واضاف رئيس الكنيست روبين ريفلين في النقاش يقول ان "معظم النساء اللواتي يفقدن حياتهن، هن لاسفنا من الوسط العربي".

وزير الامن الداخلي أسحق اهرنوفتش اشار الى أنه "من اصل 141 حدث قتل وقع في الدولة، 62 من هذه الاحداث وقع في الوسط العربي. كما أن الكثير جدا من أحداث الجريمة في الوسط – لا يبلغ عنها".

 

 

التخوف: هذه مجرد البداية

معاريف – من ايلي بردنشتاين وآخرين:14/2

رفعت وزارة الخارجية مستوى التأهب في السفارات الاسرائيلية في ارجاء العالم الى المستوى الاعلى، وذلك في ضوء التخوف من أن يكون الهجوم المزدوج أمس في نيودلهي وتبليسي هو مجرد بداية موجة ارهاب.

الهجوم على السفارتين في الهند وجورجيا لم يكن ناجحا على نحو خاص في جانبه العملياتي ولكن يبدو ان من يقف خلفه أغلب الظن، ايران وحزب الله، رغب في اطلاق اشارة لاسرائيل: الثأر في أعقاب تصفية عماد مغنية، وكذا لعلماء الذرة الايرانيين، لا بد سيأتي.

وجسدت العمليتان مرة اخرى الحرب الخفية الجارية منذ سنوات عديدة، بعيدا عن حدود اسرائيل، بين قوات الامن الاسرائيلية وبين قوة "القدس" التابعة للحرس الثوري الايراني، بمشاركة محافل من حزب الله.

وفي الحدث أمس أيضا فان فرضية العمل هي ان لايران وحزب الله ضلعا مباشرا. عبوة ناسفة احبطت في تبليسي كانت صغيرة نسبيا وكان هدفها المس بالسيارة فقط. في ضوء حقيقة أن سيارة عامل السفارة اوقفت في موقف خارجي، يبدو أن هناك زرعت العبوة.

رغم أنه لا توجد معلومات استخبارية مركزة، فقد تقرر بان تعمل في اليوم التالي كل السفارات الاسرائيلية في الخارج حسب قواعد متشددة، وبعد ذلك، في الايام القريبة القادمة ستعمل حسب تدرج الحراسة بما يتلاءم مع المنطقة التي توجد فيها.

في اطار ذاك "التشدد في الاجراءات" وجهت وزارة الخارجية معظم السفراء الاسرائيليين في العالم للكف عن استخدام سياراتهم الفاخرة. وتتضمن التعليمات ايضا باقي الدبلوماسيين الاسرائيليين والعاملين المحليين في السفارات. وسيصل الممثلون في السفارات في سيارات خاصة يرافقهم حراس السفارة.

ليس واضحا بعد الى متى سينطبق التشدد في الاجراءات التي كانت حتى الان ايضا متشددة جدا من ناحية ممثلي اسرائيل وابناء عائلاتهم. وروت زوجة أحد السفراء الاسرائيليين الكبار لـ "معاريف" امس فقالت: "نحن نشعر بضغط كبير. الوضع مخيف حقا. هذه أول مرة منذ أن دخل زوجي السلك الدبلوماسي نشعر بالملاحقة وانه يمكن لهم أن يلصقوا في كل لحظة عبوة في السيارة التي نسافر فيها. وأنت لا تعرف ببساطة من أين سيأتيك هذا ومتى سيقتلوك".

وروى سفير آخر يقول: "اردنا أن نمثل اسرائيل، ولهذا فقد ارسلنا الى الاماكن التي نخدم فيها. كنا دوما في الجبهة، ولكن لم يسبق للوضع ان كان مثلما هو عليه الان".

كما تقرر أيضا ان تبقى الممثليات مفتوحة، ولكن ساعات فتحها وحجم العاملين سيتقلص.

العملية أمس في الهند ومحاولة العملية في جورجيا أدخلتا وزارة الخارجية في هزة شديدة. صحيح أن الوزارة نقلت في الايام الاخيرة تعليمات لكل الممثليات بتشديد اليقظة قبيل يوم الذكرى لتصفية عماد مغنية، ولكن رغم ذلك فقد أمسكت العمليتان بالوزارة في مفاجأة تامة.

وعقد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أمس اجتماعا لكبار مسؤولي وزارته للبحث في السبل لتشديد الحراسة في ممثليات اسرائيل في العالم.

 

بردو فحص في الولايات المتحدة كيف سترد اذا هاجمت اسرائيل ايران

هآرتس – من باراك رابيد:14/2

زيارة رئيس الموساد تمير بردو الى واشنطن قبل نحو اسبوعين كانت تستهدف فحص رد فعل الولايات المتحدة اذا ما قررت اسرائيل من طرف واحد مهاجمة المنشآت النووية في ايران. هذا ما كشف النقاب عنه عنوان رئيس في مجلة "نيوزويك".

ونقل عن مسؤول أمريكي في التقرير قوله ان بردو وصل الى واشنطن كي "يجس نبض" ادارة اوباما والتأكد بأي مدى تعارض واشنطن الهجوم الاسرائيلي. وطرح بردو في محادثاته مع مسؤولي الادارة، حسب التقرير، سلسلة من الاسئلة بما فيها "ما هي الاستعداد الامريكي حيال ايران، هل توجد جاهزية أمريكية لمهاجمة ايران، هل الولايات المتحدة معنية بالهجوم على ايران، وماذا سيكون معنى قيام اسرائيل بذلك بنفسها.

وقد كشف النقاب عن أمر زيارة بردو بالصدفة في اثناء استماع في مجلس الشيوخ في نهاية كانون الثاني. فقد اشار رئيس السي.اي.ايه دافيد بتراوس الى أنه التقى مع بردو في اثناء زيارته، وذلك ردا على ما قالته رئيسة لجنة الاستخبارات، السناتورة ديان فينشتاين التي قالت انها التقت ايضا مع رئيس الموساد وسألت اذا كانت اسرائيل توشك على الهجوم على ايران.

وجاء في تقرير أمس ايضا أن اسرائيل طلبت من الرئيس براك اوباما عدة مرات الحصول على ضمانات في أنه اذا ما فشلت العقوبات – فان الولايات المتحدة ستهاجم المنشآت النووية، ولكن الادارة لم توافق حتى الان على توفير مثل هذا التعهد. وحسب التقرير، فان رفض اوباما ضمان عملية عسكرية في حالة فشل العقوبات هو الذي دفع اسرائيل الى بلورة موقفها الحالي – رفض ضمان كبح الجماح في كل ما يتعلق بايران او حتى اعطاء الولايات المتحدة اخطار مسبق قبل الهجوم.

وأفاد التقرير ايضا انه في النصف الثاني من العام 2011 أوقفت اسرائيل اشراك واشنطن في استعداداتها لهجوم محتمل في ايران. وحسب التقرير، كان للامريكيين في اشهر حزيران – تشرين الاول "ثقب اسود" في كل ما يتعلق بالاستعداد الاسرائيلي حيال ايران. والسبب في أن اسرائيل اوقفت مشاركة ادارة اوباما بالمعلومات هو التوتر بين الطرفين الذي نشأ بعد خطاب الرئيس الامريكي في ايار 2011، والذي دعا فيه اسرائيل الى اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين على اساس خطوط 67 مع تبادل للاراضي. ونقل عن مصدر امريكي رفيع في التقرير أنه قال "عرفنا بانهم غاضبون عندما توقفوا عن الحديث. قلنا: عندنا مشكلة؟".

وأشار مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية أجرت "نيوزويك" مقابلات معهم الى انه بين اسرائيل والولايات المتحدة كانت أيضا خلافا في كل ما يتعلق بتصفية علماء الذرة الايرانيين. فقد رفضت الولايات المتحدة المشاركة في اغتيالات العلماء وعملت فقط ضد المنشآت النووية، احيانا لوحدها واحيانا اخرى بالتعاون مع اسرائيل.

ونفذ الامريكيون فحوصات كي يتأكدوا من أن المعلومات الاستخبارية التي ينقلوها الى اسرائيل في الموضوع الايراني لا تستخدمها اسرائيل لغرض تنفيذ تصفيات، الامر المحظور حسب القانون في الولايات المتحدة. وقال مصدر في وزارة الدفاع الامريكية لـ "نيوزويك" اننا "كنا دوما حذرين بالنسبة لما قلناه للاسرائيليين وهم يعرفون لماذا. أخفينا امورا مثل صور جوية وأنواع اخرى من المعلومات كان يمكنها أن تساعدهم في العمليات".

كما كشف التقرير ايضا النقاب عن أنه عندما تسلم اوباما مهام منصبه كرئيس، تخوف مسؤولو اسرة الاستخبارات الامريكية من أنه يوشك على وقف كل الاعمال السرية ضد ايران كي لا تتضرر مساعيه لفتح حوار مع طهران. ويدور الحديث عن أعمال ترمي الى تأخير البرنامج النووي الايراني، مثل توريد قطع غيار مخلولة لمنشآت تخصيب اليورانيوم، ادخال فيروسات في المنظومة الايرانية وغيرها.

بعد وقت قصير من تسلم اوباما لمهام منصبه التقاه نائب رئيس الاركان الامريكي جيمس كرترايت، ونائب رئيس السي.اي.ايه ستيف كافس وطلبا منه مواصلة الاعمال السرية. وفكر اوباما في طلبهما حيال رغبته في ادارة الحوار مع ايران وفي النهاية حسم بان تستمر الاعمال السرية بالتوازي مع الحوار، الامر الذي كان كفيلا بان يمنحه زمنا آخر للدبلوماسية.

وتطرق رئيس الموساد بشكل علني الى الموضوع في محاضرة القاها قبل نحو شهر ونصف أمام السفراء الاسرائيليين، المح فيها بانه لا يعتقد بان ايران نووية ستكون بالضرورة تهديدا وجوديا على اسرائيل. وعلى حد قول سفراء حضروا المحاضرة، شدد بردو على أن "ايران هي تهديد"، ولكنه أشار الى "انهم يقولون ان قنبلة نووية في يدها هي تهديد وجودي، إذن معنى الامر انه يجب اغلاق الحانوت والذهاب الى البيت. هذا ليس الوضع".

في نهاية الاسبوع قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انه في الايام القريبة القادمة ستعرض الدولة "انجازات هامة" بالنسبة لبرنامجها النووي.