يبذل المبعوث الأميركي مارتن إنديك، الجهود الأخيرة لمنع انهيار المفاوضات، وبعد لقائه مع وفد فلسطيني، التقى وزيرة القضاء الإسرائيلية، ومسؤولة ملف المفاوضات، تسيبي ليفني. ويسعى إنديك إلى التوصل إلى اتفاق حول تمديد المفاوضات مع أو دون "اتفاق الإطار" الأميركي. ويثير الافراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الاسرى نهاية الاسبوع المقبل غضبا شديدا داخل حكومة بنيامين نتنياهو، ما يهدد مستقبل المفاوضات، وعدم اطلاق سراح هؤلاء الأسرى انهاء المفاوضات ايضا، ولتجاوز هذه المسألة، افادت الاذاعة الاسرائيلية أمس ان واشنطن قد تلجأ الى الافراج عن الجاسوس الاسرائيلي المسجون لديها جوناثان بولارد في محاولة لانقاذ المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المتعثرة. وفي ظل الجهود الاميركية لانقاذ المفاوضات، تستعد اسرائيل لطرح عطاءات لبناء مئات الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية، بالتزامن مع تنفيذ المرحلة الرابعة من الافراج عن أسرى ما قبل أوسلو، وجرى اعداد هذه العطاءات بالتوافق بين رئيس الوزراء ووزير الاسكان، وفقا لما نشره موقع صحيفة "معاريف" امس .

ونقلت الاذاعة عن مصادر دبلوماسية غربية قولها ان مسؤولين في ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لم يستبعدوا الافراج عن بولارد مقابل الحصول على ضوء اخضر من نتنياهو للافراج عن عدد من عرب اسرائيل متهمين "بأعمال ارهابية".

ومن المفترض ان تفرج اسرائيل عن الدفعة الرابعة والاخيرة من الاسرى الفلسطينيين في 29 او 30 آذار الحالي.

وتطالب السلطة الفلسطينية ان تضم المجموعة الرابعة المؤلفة من 26 أسيرا عددا من داخل الخط الأخضر والقدس الشرقية المحتلة ويحملون الهوية الاسرائيلية. وترفض حكومة نتنياهو هذه الخطوة ما من شأنه ان يعرقل المحادثات التي من المفترض ان تختتم في 29 نيسان المقبل بعد انتهاء المهلة المحددة لها بتسعة اشهر بحسب اتفاق تم التوصل اليه بين اسرائيل والفلسطينيين برعاية اميركية.

وبحسب الاذاعة الاسرائيلية، فان الافراج عن بولارد، وهو أمر تطالب به الحكومات الاسرائيلية المتلاحقة منذ سنوات عدة، قد يساهم في تغيير رأي نتنياهو في وقت يبدو ان المحادثات مهددة بالانهيار. واشارت الاذاعة الى انه ليس مؤكدا ان يوافق اوباما على الافراج عن بولارد، فهو امر رفض ان يفعله حتى الآن.

وتثير مسألة الافراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى غضبا شديدا داخل حكومة بنيامين نتنياهو، ما يهدد مستقبل المفاوضات. واكد وزير الامن الداخلي اسحق اهارونوفيتش امس معارضته التامة لهذا الطلب.

وفي تصريح للاذاعة الاسرائيلية العامة قال اهارونوفيتش، عضو حزب "اسرائيل بيتنا" القومي المتشدد الذي يتزعمه وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، "سنتصدى، انا وحزبي، بأي ثمن لاطلاق سراح ارهابيين من عرب اسرائيل".

واضاف اهارونوفيتش وهو من الوزراء الخمسة الاعضاء في اللجنة المكلفة بالمصادقة على الافراج عن المعتقلين "لم يتخذ اي قرار حتى الآن" من قبل الحكومة في حين انه من المقرر مبدئيا الافراج في 29 آذار عن 26 معتقلا وضع الفلسطينيون قائمة باسمائهم.

وكان نائب وزير الجيش داني دانون وهو من صقور الليكود (يمين قومي) حذر بالفعل من انه سيستقيل "فورا" اذا شملت قائمة المعتقلين عربا اسرائيليين. وداني دانون من معارضي رئيس الوزراء داخل الليكود.

كما هدد حزب البيت اليهودي القومي الديني المتشدد والمدافع بقوة عن الاستيطان، بالانسحاب من حكومة نتنياهو اذا ما تم الافراج عن عرب اسرائيليين او عن فلسطينيين من القدس الشرقية.

وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان الولايات المتحدة ستحاول جاهدة التوصل الى "حل مبتكر" لتفادي وصول المفاوضات، المتعثرة بالفعل، الى طريق مسدود نهائي.

في هذا الاطار التقى المبعوث الاميركي الخاص مارتن انديك مساء السبت في القدس ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين والتي تعتبر العنصر الاكثر اعتدالا في حكومة نتنياهو.

كما التقى انديك السبت كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والتقى امس الرئيس عباس في رام الله دون ان يؤدي ذلك الى حلحلة الوضع كما يبدو.

والخلاف على المعتقلين ابعد من ان يكون حجر العثرة الوحيد الذي يهدد عملية السلام. اذ ان الفلسطينيين يشعرون بالغضب الشديد للاعلانات الاسرائيلية المتزايدة عن مشاريع بناء استيطانية، ادانها المجتمع الدولي بما فيه واشنطن، ومقتل تسعة فلسطينيين برصاص القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية منذ مطلع العام.

وتستعد اسرائيل لطرح عطاءات لبناء مئات الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية ، بالتزامن مع تنفيذ المرحلة الرابعة من الافراج عن أسرى ما قبل أوسلو ، وجرى اعداد هذه العطاءات بالتوافق بين رئيس الوزراء ووزير الاسكان.

وأشار موقع "معاريف" الى أنه جرى التوافق بين نتنياهو ووزير الاسكان اوري اريئيل ومسؤولين آخرين ، لطرح مئات الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية ومستوطنات الضفة الغربية بالتزامن مع تنفيذ المرحلة الرابعة من الافراج عن الأسرى الفلسطينيين ، في حال تمت وفقا لما هو مقرر نهاية هذا الشهر .

وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان هناك حالة من اليأس في الجانب الأميركي ازاء مستقبل المفاوضات. ففي أعقاب لقاء القمة بين الرئيسين محمود عباس وباراك اوباما ، والذي وصف بأنه كان صعبا وثاقبا، قالت مصادر اميركية انها تواصل العمل بكل جهد في محاولة للتوصل الى اتفاق حول ورقة الاطار، لكنه اذا واصل الجانبان التحصن خلف مواقفهما، ولم يتقبلا الورقة الأميركية، سيضطر كيري الى سحب يده من المفاوضات. وفي هذه الحالة سيقول الاميركيون انهم حاولوا وبذلوا كل الجهود دون فائدة.

وترى الصحيفة ان قد يكون في هذا الموقف محاولة للضغط على الجانبين كي يخففا من مواقفهما. وقالت المصادر الاميركية ان كيري قد يعرض وثيقته ويخاطر برفضها من قبل احد الجانبين او كليهما، فيما قالت مصادر اسرائيلية ان إسرائيل لن ترفض الورقة بشكل قاطع، وستقول "نعم ولكن"، وتعرض تحفظاتها، بينما تعتبر الوثيقة بالنسبة للفلسطينيين جوزة قاسية لا يمكن كسرها بسبب رفضهم الاعتراف بيهودية اسرائيل والتخلي عن حق العودة واعلان انتهاء الصراع.

وقال وزير شؤون البيئة الاسرائيلي عمير بيرتس، في برنامج "سبت الثقافة" في نس تسيونا: "اننا نتواجد قبل النقطة الأكثر حاسمة في المفاوضات السياسية، عشية موعد الافراج عن المجموعة الرابعة من الأسرى. كنت افضل تجميد البناء، لكن رئيس الحكومة قرر اطلاق سراح الأسرى، واذا طرح الموضوع للتصويت في الحكومة فلم اكن من يضع عصا في عجلة العملية السلمية. أريد النظر الى عيون الجمهور والقول اننا فعلنا كل شيء من أجل التوصل الى اتفاق".