فتح ميديا/ لبنان، بدأت فكرة تأسيس منظمة كفاحية فلسطينية تتوارد في رأس ياسر عرفات في سنة 1956، أي بعد العدوان الثلاثي على مصر. وقد شاركه في بلورة الأفكار خليل الوزير (ابو جهاد)، وفي ما بعد صلاح خلف (ابو اياد ). والواضح ان مؤسسي حركة "فتح"، في معظمهم، هم من اللاجئين الذين وفدوا الى قطاع غزة بعد سنة 1948 أمثال محمد يوسف النجار (ابو يوسف)وسليم الزعنون ( أبو الأديب) وخليل الوزير (ابو جهاد) ويحيى عاشور ( حمدان) وصلاح خلف (ابو اياد) وفتحي البلعاوي وآخرين.

 

أسس الإخوان المسلمون في غزة مجموعة عسكرية لجذب الشبان الفلسطينيين اليهم هي "كتيبة الحق"، وكان من بين أعضائها خليل الوزير (أبو جهاد). لكن قيادة الأخوان المسلمين في القاهرة، لرغبتها في عدم تخريب علاقتها بمجلس قيادة الثورة الذي تسلم السلطة بعد ثورة 23 يوليو 1952 أوعزت إلى أعضائها في غزة بوقف التسلل إلى المستوطنات الإسرائيلية. فضاق خليل الوزير الذي كان التحق بالإخوان المسلمين سنة 1951، ذرعاً بهذا الموقف، وبادر إلى تأسيس مجموعات مستقلة قليلة العدد شرعت في التدرب على السلاح في معسكرات بدائية أقيمت سراً في ضواحي مدينة العريش سنة 1952. وكان معه في هذه المجموعات حمد العايدي (أبو رمزي) وكمال عدوان ومحمد الافرنجي وعبدالله صيام ونصر عبد الجليل.ثم انضم اليهم لاحقاً سليمان الشرفا (ابو طارق) ومعاذ عابد (ابو سامي) وسعيد المسحال ومنهل شديد وسعيد المزين وغالب الوزير.

بدأت هذه المجموعات تنفيذ عمليات تسلل وإغارة على المواقع الاسرائيلية منذ اواخر العام 1954 مستخدمة اسم "كتيبة الحق"، ولم يكن للاخوان المسلمين اي شأن في نشاط هذه الكتيبة. وما كادت سنة 1956 تطل حتى اضطر خليل الوزير الى مغادرة قطاع غزة للالتحاق بجامعة القاهرة. وفي القاهرة توثقت علاقته بياسر عرفات الذي كان التقاه في غزة سابقاً. لكنه لم يتابع دراسته وسافر الى السعودية ليعمل في سلك التعليم. غير انه لم يتمكن من البقاء أكثر من ثلاثة أشهر فيها فجاء الى الكويت ليلتقي ياسر عرفات مجدداً.

 

المرحلة التأسيسية:

كانت الكويت منشأ الخلية الأولى لحركة "فتح"، وفيها تمكن ياسر عرفات من الحصول على دعم الأثرياء الفلسطينيين أمثال طلعت الغصين وهاني القدومي وعبد المحسن القطان وهاني ابو السعود. وضمت الخلية الأولى لحركة "فتح" كلاً من: ياسر عرفات وأبو جهاد وعادل عبد الكريم (مفتش مادة الرياضيات في مدارس الكويت) وتوفيق شديد ويوسف عميرة وعبدالله الدنان. وهؤلاء صاغوا "بيان الحركة" ووضعوا كراس" هيكل البناء الثوري" واتفقوا على اسم "فتح" ثم بدأوا الاتصال برفاقهم القدامى في غزة وسورية، فانضم اليهم صلاح خلف وكمال عدوان في سنة 1959. ولم تكد تلك السنة تنصرم حتى كان عدد اعضاء الحركة قد فاق الخمسمئة.

أسست هذه الخلية منبراً اعلامياً في لبنان باسم  "فلسطيننا – نداء الحياة". وصدرت هذه المجلة في تشرين الأول /اكتوبر 1959 باشراف كل من الحاج توفيق حوري والسيد هاني فاخوري. وكان توفيق حوري معلماً في مدارس المقاصد وينتمي الى جماعة " عباد الرحمن" الاسلامية وظلت هذه المجلة توالي الصدور حتى سنة 1964.وكان ابو جهاد يشرف عليها، ويكتب مع ياسر عرفات معظم مقالاتها. وعملت "فلسطيننا" على ترسيخ الاتصال بين أعضاء حركة "فتح"، فكانت مثل صندوق البريد لهم ويظهر من مقالات هذه المجلة التي كتب ياسر عرفات كثيراً من مقالاتها تشديدها على تحرير فلسطين بالكفاح المسلح، وعلى الاستقلال التنظيمي عن الاحزاب العربية، وعلى عدم التدخل في شؤون الدول العربية.

في سنة 1960 باتت "فتح" قوة حقيقية في الوسط الفلسطيني، فانضم اليها كل من عبد الفتاح حمود (ابو صلاح) وماجد ابو شرار واحمد قريع (ابو علاء)  وفاروق القدومي (أبو اللطف) وخالد الحسن ( أبو السعيد) وهايل عبد الحميد (ابو الهول) وهاني الحسن ومحمود عباس (ابو مازن) ثم زكريا عبد الرحيم في سنة 1963 وخالد اليشرطي وهكذا توزع أعضاء حركة فتح الأوائل على مختلف العواصم العربية. ففي الكويت كان ياسر عرفات وعبد الفتاح حمود ونمر صالح (ابو صالح) وخالد الحسن وعبدالله الدنان ويوسف عميرة وعادل عبد الكريم وكمال عدوان وزهير العلمي وتوفيق شديد وفاروق القدومي( ابو اللطف)؛ وفي قطر كان محمود عباس ومحمد يوسف النجار ومحمود المغربي؛ وفي السعودية صلاح خلف ووليد أحمد نمر الحسين (ابو علي اياد) وممدوح صيدم ورفيق النتشة؛ وفي الجزائر خليل الوزير ثم منهل شديد؛ وفي غزة سليم الزعنون؛ وفي دمشق محمود الخالدي؛ وفي ليبيا محمود أبو الفخر.

 

العقلاء والمجانين

منذ البداية، ظهر في حركة فتح تياران: الأول كان يرى ضرورة التروي والتهيئة المدروسة قبل البدء في العمليات العسكرية، وسُمّيَ أصحاب هذا التيار بـِ "العقلانيين"، وكان من بينهم خالد الحسن وعادل عبد الكريم وعبدالله الدنان. أما الثاني فكان يرى أن من الضروري شن الكفاح المسلح فوراً. ودُعيَ أصحاب هذا التيار بـِ "المجانين"، وكان منهم ياسر عرفات وخليل الوزير. وتغلب "المجانين" على "العقلانيين"، وأقر إعلان بيان العمليات العسكرية باسم "قوات العاصفة". ومنذ بداية تأسيس الهيكل التنظيمي لحركة فتح تولى ياسر عرفات قيادة المجلس العسكري، وتولى محمد يوسف النجار القيادة العامة لقوات العاصفة. وكان القادة الفعليون للحركة حتى سنة 1963 ياسر عرفات وخليل الوزير وعادل عبد الكريم ويوسف عميرة وآخرين. لكن خبرة ياسر عرفات ومزاياه الشخصية ومثابرته جعلته الرأس الموجه لهم جميعاً.

كان الاتفاق قد جرى على اعلان انطلاقة الكفاح المسلح في اوائل أيلول / سبتمبر 1964 قبيل مؤتمر القمة العربية لكن المجلس العسكري أرجأ ذلك، لأنهم كانوا مازالوا يحتاجون الى نحو 500 قطعة سلاح ونحو 50 ألف دينار كويتي لهذه الغاية، الأمر الذي لم يكن متوافراً في ذلك التاريخ. كان ياسر عرفات جالساً مع أبو يوسف النجار على شاطئ مدينة الكويت يفكران في هذا العائق. وفجأة تطلع ياسر عرفات الى ابو يوسف النجار قائلاً له: عندما قابلت هواري بومدين وزير الدفاع الجزائري وطلبت منه المساعدة قال لي: إذهب واطلق رصاصة ثم عد اليّ. الآن ما رأيك أن تقوم أنت بعملية عسكرية، فإذا نجحت العملية تتبناها فتح. وإذا فشلت يكون الذين قاموا بها مجموعة من الشبان المتحمسين ليس أكثر، ونتابع نحن الاستعداد للانطلاقة.وجاء ابو جهاد من الجزائر، واجتمع المجلس العسكري، ووافق على الفكرة.

وهكذا بدأ المسير نحو لحظة انطلاقة الرصاصة الأولى التي انطلقت بالفعل في 1/1/1965.

 

الدعم العربي

أول دعم سياسي لحركة فتح جاء من الجزائر. والبداية كانت في القاهرة حيث كان جمال القدوة (ابو رؤوف)، الشقيق الأكبر لياسر عرفات،، يرئس مكتب المغرب العربي في مقر الهيئة العليا التي كان يتزعمها الحاج أمين الحسيني. وهناك التقى ابو رؤوف محمد خيفر احد قادة الثورة الجزائرية، الذي دعا حركة فتح الى حضور الاحتفال الأول باستقلال الجزائر في سنة 1962. فسافر ياسر عرفات الى الجزائر والتقى الرئيس احمد بن بلة  واتفقا على افتتاح مكتب لحركة فتح في الجزائر. وتولى ابو جهاد مسؤولية هذا المكتب في 23/9/1663، وكان اسمه الحركي آنذاك "علال محمد". لكن أول دعم عسكري تلقته فتح جاء من سورية. ففي 7/5/1963 وصل الى دمشق اول وفد رسمي من حركة "فتح" يقوم بزيارة سورية، فاستقبلهم وزير الدفاع اللواء حمد عبيد وأعطى توجيهاته بالموافقة على استخدام الاراضي السورية في الاعداد العسكري للعمل الفدائي الفلسطيني. ثم جرى اتفاق بين ياسر عرفات واللواء احمد سويداني، رئيس أركان الجيش السوري آنذاك على تقديم الخبرات التدريبية لفدائيي "العاصفة" الذين انتشروا على امتداد خط الجبهة مع اسرائيل، ولاسيما في المناطق المطلة على بحيرة طبرية مثل قرى البطيحة والنقيب وكفر حارب والتوافق. وافتتح اول مكتب علني لفتح في دمشق في شارع الباكستان، ثم افتتح مكتب ثانٍ في بلدة دُمّر القريبة من دمشق. وجرى انشاء معسكر للتدريب في منطقة حرستا بعدما وافق على ذلك الرئيس السوري آنذاك الفريق أمين الحافظ ورئيس الاركان صلاح جديد. وأنشئ معسكر ثانٍ في بلده يبرود في منطقة القلمون، ومعسكر آخر في مصياف. ولاحقاً هبطت أول شحنة سلاح لفتح في مطار المزة العسكري في آذار 1965 وكان العقيد الطاهر الزبيري رئيس أركان الجيش الجزائري ارسلها الى فتح بحضور ممثل حركة فتح محمد ابو ميزر (ابو حاتم). وكانت أول قاعدة عسكرية لفتح في سورية قد ظهرت في سنة  1965 في منطقة البساتين الواقعة الى الشرق من مخيم اليرموك. ثم افتتح معسكر جديد في منطقة ميسلون القريبة من الحدود اللبنانية... وهكذا. وكانت جميع هذه الانجازات تجري من خلال المتابعة الدؤوبة والالحاح المستمر من ياسر عرفات وابو جهاد ومحمد يوسف النجار.

 

الانطلاقة الثانية

استمرت حال العمل العسكري طوال الفترة الممتدة بين مطلع العام 1965 و أيار / مايو 1976 على ما هي عليه من تسلل وإغارة وزرع ألغام وبناء القواعد السرية وترسيخ هيكلية تنظيم فتح في البلدان العربية. لكن مع وقوع حرب الخامس من حزيران / يونيو 1967 واحتلال اسرائيل غزة والضفة الغربية والقدس والجولان بدأت مرحلة  جديدة من مراحل الصراع العربي – الصهيوني، وصار ما قبل هذا التاريخ تاريخاً، وما بعده تاريخاً آخر.

أوجد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة وضعاً جديداً تماماً وخلف مشكلات لم تكن في الحسبان البتة، الأمر الذي اجبر حركة فتح على الانتقال الفوري من مرحلة التأسيس وبناء القواعد السرية الى مرحلة بناء قواعد الاسناد الثابتة ولا سيما في الاردن. وفور توقف الاعمال القتالية في حرب حزيران /يونيو 1967 قاد ياسر عرفات فريقاً صغيراً قوامه عبد العزيز شاهين (ابو علي) وعبد الحميد القدسي، وتسللوا الى الضفة الغربية لاعادة تنظيم خلايا فتح في الداخل وشن عمليات عسكرية ضد الاحتلال. وفي 1/8/1967 أقام ياسر عرفات مقر قيادته في مدينة نابلس، وشرع مع محمود مِسْوَدَة (ابو عبيدة) ونمر صالح (أبو صالح ) في تـأسيس الخلايا العسكرية المقاتلة، وكلِّف خليل الوزير تنظيم شبكة الامداد وقواعد الاسناد السرية في الاردن. وجرى تنشيط معسكر الهامة القريب من دمشق. وفي 28/8/1967 بدأ شن العمليات العسكرية في ما اعتُبر الانطلاقة الثانية لحركة فتح. وتتالت الدورات التدريبية في الخارج، وبالتحديد في الصين. وعاد المتدربون في نهاية العام 1967 الى الاردن ليباشروا بناء قواعد الاسناد والتنظيم المحلي. وفي هذه الاثناء كان ياسر عرفات ينشط في الضفة الغربية لتمتين بنية الخلايا السرية لحركة فتح، ويتنقل بسرية تامة من مكان الى آخر، وكادت القوات الاسرائيلية تعتقله أكثر من مرة. مع تصاعد العمليات القتالية راح العمل الفدائي يكسب سمعة عالية جداً من الاحترام في صفوف المواطنين العرب، ولا سيما ان الجيوش العربية كانت قد مُرِّغت بالهزيمة وظهر ان العمل الفدائي بات يتحول، بالتدريج، الى عمل منظم ذي فاعلية، وما عاد مجرد أعمال تسلل وتحرش وزرع ألغام. وهذا الأمر أقلق القيادة الصهيونية كثيراً، فتوهمت ان في امكانها القضاء على الفدائيين بعملية عسكرية كبيرة ومنسقة. فقامت في 21/3/1968 بالهجوم الشامل على بلدة "الكرامة" في الاردن حيث كانت تنتشر قواعد الفدائيين وكان عدد  الفدائيين على النحو التالي 250 مقاتلاً من حركة فتح 80 عنصراًمن قوات التحرير الشعبية؛ 30 عنصراً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة احمد جبريل انسحبوا جميعاً بأوامر من قياداتهم الى خارج منطقة القتال قبل بدء العمليات. وعندما بدأ تقدم آليات الجيش الاسرائيلي أصدر اللواء مشهور حديثة القائد العسكري الاردني لمنطقة نهر الاردن اوامره الى المدفعية الاردنية بقصف الدبابات الاسرائيلية المتقدمة من دون انتظار اوامر هيئة الاركان. وجرت معركة كبيرة بجميع المقاييس قادها ياسر عرفات بنفسه، وأسفرت عن انسحاب الجيش الاسرائيلي الى مواقعه السابقة بعدما تكبد 28 قتيلاً و 90 جريحاً، ودُمَّرت له 4 دبابات و 5 عربات وطائرة واحدة. ومع ان خسائر الجيش الفدائيين والجيش الاردني كانت كبيرة إلا ان  النتائج السياسية لمعركة الكرامة فاقت اي توقع. فتدفق آلاف المتطوعين الفلسطينيين والعرب على قواعد حركة فتح في الاردن، وعلى مكاتبها في العواصم العربية وقامت بعض المجموعات الفدائية الصغيرة بحل تشكيلاتها والانضمام الى فتح أمثال "جبهة التحرير الوطني الفلسطيني" (جـ.ت.ف) التي كان شفيق الحوت ونقولا الدر وسميرة عزام وراجي صهيون وخالد اليشرطي من مؤسسيها؛ و"جبهة ثوار فلسطين".

في كانون الأول /ديسمبر 1968 صدرت مجلة "التايم" الاميركية وعلى غلافها صورة ياسر عرفات، وقالت عنه انه سيكون واحداً من أخطر الرجال في الشرق الأوسط، وربما في العالم. وهكذا خطت حركة فتح بقيادة ياسر عرفات خطوة جبارة نقلتها من حركة مقاومة الى حركة تحرر وطني، بل الى احدى أبرز  حركات التحرر الوطني في العالم الثالث. وفي هذا الميدان عرضت فتح في سنة 1968 افكارها عن "الدولة الديمقراطية " في فلسطين التاريخية التي يعيش فيها العرب (مسلمون ومسيحيون) واليهود في مساواة تامة في إطار دولة ديمقراطية.

بدأت حركة فتح تنسج علاقاتها العربية والدولية منذ اوائل ستينات القرن العشرين، فزار ياسر عرفات الجزائر والتقى الرئيس احمد بن بلة ، ثم قام خليل الوزير بجولة في الصين وفيتنام وكوريا، وتطورت علاقات الآباء المؤسسين مع أمراء الكويت والسعودية. ومع ذلك لم تسنح الفرصة لياسر عرفات للقاء جمال عبد الناصر، بصفته قائداً لحركة فتح، الا هي تشرين الثاني 1967 عقب هزيمة حزيران بعد وساطات متعددة شارك فيها كمال جنبلاط ومحمد حسنين هيكل. فالقيادة المصرية قبل هزيمة حزيران اعتقدت ان فتح في واجهة لجماعة الاخوان المسلمين، أو هي اداة في يد القيادة السورية التي دأبت على معارضة جمال عبد الناصر على قاعدة الخلاف البعثي – الناصري الموروث منذ زمن الوحدة المصرية – السورية ومنذ الانفصال معاً. ولم يتبدد هذا التصور الا بعد حرب حزيران 1967 حينما اقترب جمال عبد الناصر أكثر من الثورة الفلسطينية، وما عاد يعتمد على تقارير اجهزته الاستخبارية وحدها.

حضر اللقاء الأول مع جمال عبد الناصر صلاح خلف وفاروق القدومي. وأبدت القيادة المصرية تحفظها عن سلوك بعض المنظمات الفدائية، وكانت تخشى ان تقوم فتح بتوريط مصر في معارك غير محسوبة. ومهما يكن الأمر، فقد خرج الجميع من اللقاء الأول وقد وضعوا اقدامهم على عتبة جديدة من العلاقات الوثيقة، وكُلِّف محمد حسنين هيكل بمتابعة هذه العلاقات، الأمر الذي كان يعني ابعاد مدير المخابرات العامة المصرية صلاح نصر عن هذا الشأن. ومن النتائج العملية لهذه العلاقات الجديدة ان الرئيس عبد الناصر اصطحب ياسر عرفات معه الى موسكو في زيارة سرية وبجواز سفر مصري باسم "محسن امين" وكانت تلك الزيارة فاتحة العلاقات الفلسطينية – السوفياتية.... وهكذا تحولت "فتح" من منظمة فدائية الى حركة تحرر وطني للشعب الفلسطيني.