بقلم: محمد سرور

رجاءً .......

أجِّلوا موتها قليلاً

إنكم على الحياة قُساة

فعطر النحرِ شغوفٌ بالقمر

وآهة البوح أضناها الضجر

أمهلوها

لكي ينضج غيم الابتهال

وتغتسل الأشلاءُ بالأنين

وردُها

نائمٌ على زنود القصيدة

والدفلى على ضفاف دمها

لم يبلغ أوان الفطام

عبرات حزنها لم تُغنِّ

ولا كتبت بعد سيرتها

في حواكيرها تسرح القطعان

جذلى..

دون رعاة

أجِّلوا موتها قليلاً

رغم جوعها

لم تتثاءب مواويل عشاقِها

والصِّبية يركضون.. يركضون

وراء الرغيف.. حُفاة

على تخوم جُرحها

غدٌ مداه الأرق

ولكنه عمياء تهذي

هبلُ الوَثنِ عاد منتشياً

والزادُ.. أفيون المقام

والومضُ المتدلي في الفناء

قناديل عمر.. باغتها العتاة.

أمهلوها قليلاً

جفن أساهالم يكتحلْ

مرثاتها.. لم تزل برعماً

رمّان قلبها.... لم يشتعلْ

والجمر في أعالي البلاء

دنسٌ ماكرٌ

سلوا حناجر الدعاة.

صغار الزهر نذورٌ

وناب الشرق جائع

متى وجبة الموت البهي

متى ومتى. سلامُ الأضاحي..

متى يتوبُ الغزاة؟

ناسوتُ جهالةٍ

إمامٌ هو الآن.. الآن

يقيم عرس الظلام

عرسهُ

طقسُ الهباءِ المقدَّس

والرملُ..

رمل صحاري الشرقِ

يغار من ألقِ الجذور

يغار من نشيد الحياة.

نامي على أشلائك فلسطين

عانقي الآهات أكثر

على موتك الجميل.. نامي

وتناسي رايتهم

أمراءُ النحر.. منشغلون بأعناقنا

نامي كثيراً..

فلا القدسُ لهم قبلةٌ

ولا يدرونَ ما حطين..

نامي فلسطين

فالمحبَّة في دينهم كفرٌ

غريبٌ عن معاجمهم صلاحُ الدين

غريبٌ عن معاجمهم صلاحُ الدين.