تستعد إسرائيل لاستئناف الحرب على غزة، بعدما رفضت مواصلة المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي انتهت مرحلته الأولى يوم السبت الماضي، وأكدت تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال المرحلة الأولى، أنه لا يعتزم التقدم إلى المرحلة الثانية، التي تقضي أيضًا ببدء انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وإنهاء الحرب، ويهدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة في حال وقف الحرب.
ويدعي نتنياهو أن إسرائيل وافقت على مقترح قدمه المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، ويقضي باستمرار وقف إطلاق النار طوال شهر رمضان وحتى عيد الفصح اليهودي، ويشمل دفعتي تبادل الأسرى، الأولى في بداية هذه المرحلة ويتم خلالها الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين، والثانية في نهاية هذه المرحلة بالإفراج عن نصفهم الآخر، وأن يتم تحرير الأسرى الفلسطينيين في كلتا الدفعتين، ولا يشمل مقترح ويتكوف إنهاء الحرب، ورفضت الفصائل الفلسطينية هذا المقترح.
وذكرت "القناة 12"، يوم أمس الثلاثاء 2025/03/04، أن التقديرات في إسرائيل هي أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق حول مقترح ويتكوف، فإن الحرب ستُستأنف خلال عشرة أيام، وأن الجيش الإسرائيلي يستعد لاستئناف الحرب، بادعاء "استكمال الإنجازات العسكرية الإسرائيلية في القطاع".
وأضافت: "قبل انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، كانت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي في حالة جهوزية عالية وتم الإيعاز للجنود بالاستعداد لاستئناف الحرب، من خلال بلاغ قصير الأمد أيضًا".
وأشارت إلى أن فرقتين عسكريتين إسرائيليتين تنتشران حول القطاع، الفرقة 252 في شمال القطاع والفرقة 143 في جنوبه، وتنتشر قوات كبيرة في رفح، وفي الأيام الأخيرة تم نقل عدة كتائب لتنتشر حول القطاع.
وأجرت القوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة ما يوصف بأنه "إجراءات قتال" بهدف الاستعداد لتنفيذ عمليات عسكرية برية وجوية وبحرية، ويخطط الجيش الإسرائيلي إلى احتلال سريع لمناطق في القطاع، وخاصة تلك التي انسحب منها الجيش في بداية وقف إطلاق النار، وبضمنها محور "نيتساريم".
وحسب القناة، فإنه تجري دراسة إمكانية تحريك السكان المدنيين الذين عادوا إلى شمال القطاع نحو جنوبه مرة أخرى، وأن عملية كهذه تتطلب استعدادات واسعة للجيش.
ونقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي مطلع قوله: إن "ما سيتطور في غزة سيحدد بقدر كبير كيف سيبدو شهر رمضان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) والقدس، وإذا أدركنا أن هذا هو التوقيت للعودة إلى القتال والفصائل الفلسطينية باقية على موقفها، فلن نتردد بتنفيذ ذلك قريبًا جدًا".
وخلال مداولات أمنية عقدها نتنياهو، السبت، تقرر وقف إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، وتهدد إسرائيل بوقف تزويد القطاع بالكهرباء والماء وعدم إدخال بيوت متنقلة وأليات هندسية لإخلاء الركام.
ونقلت القناة عن مسؤول أمني رفيع قوله، خلال المداولات التي عقدها نتنياهو، إنه "توجد ضائقة حقيقية في غزة، والفصائل الفلسطينية لم تنجح في ترسيخ سيطرتها لأنه ليس لدى الغزيين مكان يسكنون فيه، وعشرات النسب المئوية من السكان شاهدوا الدمار في الشمال وعادوا إلى الجنوب".
وحسب القناة، فإن الحكومة الإسرائيلية تنتظر بدء ولاية رئيس أركان الجيش المعين إيال زامير، وزيارة ويتكوف للمنطقة.
وذكر موقع "واللا" الإلكتروني، أن الجيش الإسرائيلي نقل إلى منطقة قطاع غزة، في الأيام الأخيرة، مركبات عسكرية خاصة "لتقديم خدمات للجنود"، مثل إصلاح بنادق، تصحيح منظار بنادق، حياكة وإصلاح دروع واقية وملابس وكافة عتاد الجنود.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها