كرر رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال كلمة له في "الكنيست"، يوم أمس الإثنين 2025/03/03، رفضه القاطع لتشكيل لجنة تحقيق رسمية مستقلة بشأن أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مشددًا على أن حكومته لن تقبل بلجنة "منحازة سياسيًا".
وفي سياق حديثه عن الحرب، أعلن أن إسرائيل تستعد لـ"المراحل المقبلة من معركة الجبهات السبع"، متعهدًا بمواصلة الحرب حتى تحقيق أهدافها، وكرر حديثه عن "النصر المطلق"، وتحقيق أهداف الحرب بما يشمل "تدمير الفصائل الفلسطينية، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا آخر لإسرائيل".
يأتي في إطار جلسة الـ 40 توقيعًا التي طالبت بها المعارضة، علمًا بأن نتنياهو كان ملزمًا بحضور الجلسة والرد على تساؤلات بشأن رفضه حتى الآن تشكيل لجنة تحقيق رسمية مستقلة، رغم مرور 17 شهرًا على هجوم 7 أكتوبر وما تلاه من حرب إبادة على غزة.
وتطرق نتنياهو إلى الأسرى الذين أُطلق سراحهم في صفقات التبادل، مشددًا على أن هناك من شكك في إمكانية استعادة أي منهم، وقال: "كان هناك من لم يصدق أننا سننجح في إعادة ولو أسير واحد"، علمًا بأنه لا يزال هناك "59" أسيرًا إسرائيليًا في الأسر، وفقًا للمعطيات الإسرائيلية.
واجه نتنياهو مقاطعات متكررة من أعضاء المعارضة خلال خطابه، إذ اعترض النائب غلعاد كاريف من حزب "العمل" على مخاطبته لعائلات الاسرى، وصاح قائلًا: "إنها عائلات ثكلى! حتى أنك لا تعرف ما يعنيه ذلك"، فرد نتنياهو: "أنا أعرف جيدًا ماذا تعني العائلات الثكلى".
واتهم نتنياهو الفصائل الفلسطينية بالتعنت في المفاوضات، وزعم أن الفصائل "أصرّت على موقفها السلبي بعد أن تبنت إسرائيل مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف"، والذي تنصل من الاتفاق وما ينص عليه من الانتقال للمرحلة الثانية وحاول طرح بدائل تصب في مصلحة حكومة نتنياهو.
وقال: إن "هناك فجوة كبيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بشأن المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى، وإذا لم تطلقوا سراحهم ستكون هناك تبعات لن تكونوا قادرين على تحملها"، واعتبر أن ما قامت به إسرائيل منذ هجوم السابع من أكتوبر "غيّر وجه الشرق الأوسط".
وردًا على انتقادات بشأن انتهاك إسرائيل للاتفاق، قال نتنياهو: "لدينا خيار العودة إلى القتال اعتبارًا من اليوم الـ42 إذا استنتجنا أن المفاوضات غير مجدية"، ووجه تهديدًا مباشرًا للفصائل، قائلًا: "إذا لم تُفرجوا عن أسرانا، فستدفعون ثمنًا لا يمكنكم حتى تخيله".
كما أشار إلى الاستعدادات العسكرية المستقبلية بدعم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال: إنه "بدعم من الرئيس الأميركي، نحن نجهز للمراحل التالية من المعركة، بطبيعة الحال، ليس كل شيء يُكشف للعلن".
وشدد نتنياهو على أن إسرائيل تستعد "للمراحل المقبلة من حرب الانبعاث ذات الجبهات السبع"، وقال: إن "العمليات العسكرية لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها بالكامل، ولن نتوقف حتى نحقق جميع أهداف النصر: إعادة جميع الاسرى، القضاء على قوة العدو، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا آخر لإسرائيل".
وشن نتنياهو هجومًا حادًا على المعارضة، متهمًا إياها بالإضرار بالجهود الحربية، وقال: "بينما ندير الحرب، علينا التعامل مع من يحفرون ثقوبًا في السفينة القومية من الداخل"، ورد رئيس المعارضة يائير لبيد يرد على نتنياهو، واعتبر أنه "ليس من الجيد رؤية رئيس الحكومة يفقد أعصابه على منصة الكنيست".
واتهم نتنياهو وسائل الإعلام بنشر "أكاذيب ممنهجة"، وقال: "سمعنا الأكاذيب حول عملية البيجرات (التي استهدفت أجهزة اتصال الجبهة الشمالية في أيلول/ سبتمبر الماضي)، واجتياح رفح، واغتيال امين عام الجبهة الشمالية، من كان مترددًا ومعارضًا يُصوَّر الآن على أنه القائد الحاسم".
ورفض نتنياهو مجددًا تشكيل لجنة تحقيق رسمية كما تطالب المعارضة، مشددًا على أن حكومته تريد لجنة "موضوعية"، وقال: "نطالب بلجنة تحقيق متوازنة، غير منحازة سياسيًا، لا تكون نتائجها معروفة مسبقًا، ولا يهيمن عليها طرف واحد من الطيف السياسي".
وتابع مهاجمًا المعارضة: "هل تعتقدون أننا أطفال؟ أنتم تقولون "رسمية" فتظنون أن هذا كافٍ لجعلها شرعية؟ نحن نريد لجنة تحقق في كل شيء، لجنة تحقيق حقيقية، ويومًا بعد يوم، نسمع صدى دعاية العدو، بينما يستمر أعضاء المعارضة في التحريض بأبشع الطرق".
واختتم نتنياهو كلمته بالمطالبة بالتحقيق في "التسريبات والتحريض" من جانب المعارضة بدلًا من التركيز على قضايا المقربين منه، وقال: "بالمناسبة، بما أننا نتحدث عن التحقيقات، أطالب بالتحقيق في التحريض على التمرد الذي يقوده يائير غولان (رئيس حزب الديمقراطيين)".
كما طالب نتنياهو بالتحقيق "في التسريب من لجنة الخارجية والأمن إلى النائب كاريف، وفي الفيديو المسرب من قاعدة سدي تيمان، لماذا لا يتم التحقيق في هذه القضايا؟ ماذا يتم التحقيق فيه؟ اتهامات سخيفة ضد مقربين مني"، في إشارة إلى تورط مقربيه بتسريبات أمنية خطيرة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها