يواصل الاحتلال، اليوم الخميس 2025/02/06، عدوانه على المناطق والمخيمات في شمالي الضفة الغربية المحتلة، وسط تدمير واسع للبنى التحتية، وإحراق منازل، واعتقال العشرات من الفلسطينيين.

ففي طوباس، تواصل قوات الاحتلال اليوم، اقتحامها وحصارها لبلدة طمون ومخيم الفارعة- جنوب طوباس، لليوم الخامس على التوالي.

وتواصل الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مخيم الفارعة وبلدة طمون، مع استمرار إغلاق جميع مداخل المنطقتين وفرض حصار عليهما، وما زالت خطوط المياه منقطعة عن بلدة طمون ومخيم الفارعة لليوم الخامس، بعد قيام قوات الاحتلال بتجريف وتدمير في خطوط المياه والبنية التحتية، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء عن أجزاء من المنطقتين.

وواصلت مداهمة عشرات منازل المواطنين واعتقالهم في بلدة طمون، حيث اعتقلت أمس "11" مواطنًا، بالإضافة عمليات الاحتجاز والتحقيق الميداني، كما واصلت قوات الاحتلال مداهمة العديد من المنازل في مخيم الفارعة، وتخريب محتوياتها.

ومع استمرار الاقتحام والحصار ما زال عشرات المواطنين مجبرون على النزوح من منازلهم على أطراف بلدة طمون ومخيم الفارعة، حيث اتخذتها ثكنات عسكرية، ونفذت على مدار اليومين الماضيين عدة عمليات قصف عبر الطائرات المسيرة على مناطق مختلفة من بلدة طمون، لم تسفر عن وقوع إصابات، فيما فرضت عبر مكبرات الصوت، أمس، حظرًا للتجول في بلدة طمون حتى يوم الأحد المقبل، علمًا أن المواطنين لا يتمكنون أساسًا من الخروج من منازلهم منذ بداية الاقتحام.

وتواجه بلدة طمون خسائر زراعية متصاعدة منذ بداية الاقتحام بسبب عدم تمكن المزارعين من وصول أراضيهم وجني محاصيلهم والعناية بها، بالإضافة إلى ذلك لم يتمكن مربو المواشي والثروة الحيوانية من الوصول إلى مزارع المواشي والدواجن حتى الآن، علمًا أنها تحتاج لمتابعة وسقاية وأعلاف، وهو ما يهدد بنفوق أعداد كبيرة منها وحدوث خسائر كبيرة في هذا المجال.

كما تشهد البنية التحتية في بلدة طمون ومخيم الفارعة، أعمال تدمير كبيرة بواسطة الجرافات تزامنًا مع استمرار الاقتحام والحصار، وتواصل الطائرات المسيرة والمروحية تحليقها المكثف في أجواء محافظة طوباس، مع استمرار العدوان الذي تشارك فيه عشرات الدوريات بالإضافة إلى الجرافات والآليات الثقيلة ومئات الجنود، كما تواصل الدفع بتعزيزات عسكرية إلى طمون ومخيم الفارعة.

وفي طولكرم، واصلت قوات الاحتلال، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، لليوم ال 11 على التوالي، وسط دمار شامل ونزوح جماعي وتعزيزات عسكرية غير مسبوقة.

وأطلقت ما بعد ساعات الفجر الأولى الأعيرة النارية بشكل عشوائي وبكثافة، تجاه منازل المواطنين في مخيم طولكرم وشارع السكة القريب من ضاحية اكتابا.

وواصلت دفع بمزيد من التعزيزات العسكرية الاضافية خاصة المشاة من جهة معسكر "تسنعوز" العسكري غرب المدينة، مرورًا بشوارعها المؤدية الى المخيم، وتنتشر بشكل كثيف أمام مدخل المخيم الرئيسي الشمالي، وفي الأراضي الزراعية المقابلة له، وتجري عمليات تمشيط وتفتيش فيها، حيث تستولي على عدة مباني سكنية محيطة وكاشفة للمخيم، وحولتها لثكنات عسكرية.

ويتزامن هذا الانتشار مع التواجد الواسع لجنود الاحتلال داخل حارات المخيم وأزقته، مع نشر اعداد كبيرة من فرق القناصة داخل المنازل التي تتربص لكل شيء متحرك وتقوم بإطلاق النار عليه.

ويعيش المخيم وضعًا مأساويًا مع حصار مطبق تخلله مداهمات واسعة للمنازل من قبل قوات الاحتلال بشكل همجي وتخريبها وتكسيرها، وطرد من تواجد فيها وتهديدهم بالسلاح، مما ادى الى نزوح آلاف السكان، من كافة حاراته، ولم يتبقى سوى المئات ممن يقطنون على أطراف المخيم وتحديدًا حارة قاقون.

وألحق العدوان الإسرائيلي المتصاعد على المدينة ومخيمها دمارًا شاملاً وغير مسبوق في المخيم، طال كامل البنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والانترنت، إضافة الى تدمير كلي وجزئيي لعشرات المنازل والمحال التجارية والمؤسسات، وتعرضها للحرق والتفجير، مما عمق من معاناة المخيم ومن تبقى فيه من السكان.

ومنع طواقم جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، من الاستمرار في عملية توزيع المساعدات بحجة انتهاء المهلة التي حددها لهم، واجبرهم على المغادرة.

وانتشرت قوات المشاة بشكل كثيف في الحي الشرقي للمدينة، وتقوم بمداهمة المنازل تحديدًا تلك الكائنة عند مفرق أبو صفية المتاخم والقريب من المخيم، وسط تكسير وتخريب لمحتوياتها والتدقيق في هويات سكانها واخضاعهم للاستجواب، وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.

والليلة الماضية، أطلقت القوات المتمركزة في محيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي الأعيرة النارية بشكل كثيف باتجاه كاميرات البث المباشر الخاصة بتلفزيون "السلام" المحلي، اثناء تغطيتها للعدوان على المخيم، مما تسبب في انقطاع البث بشكل كامل.

واقتحمت قوة من جنود المشاة مبنى مدرسة العدوية للبنات القريبة من مستشفى الشهيد ثابت الحكومي ونشرت القناصة على نوافذها، في الوقت الذي تواصل حصارها على المستشفى، وتتخذ من مبنى العدوية التجاري المجاور له، ثكنة عسكرية وسط تواجد مكثف لجنود المشاة على مداخله، وعرقلتهم لعمل مركبات الاسعاف والطواقم الطبية. 

أمّا في جنين، يواصل الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم السابع عشر على التوالي، والذي أسفر عن عشرات الإصابات.

ووصل إجمالي النازحين من المخيم إلى 15 ألف مواطن، في حين دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي 180 منزلاً، وتسبب العدوان في قطع الخدمات الأساسية، وتوقف المدارس، وحرمان 4 مستشفيات من المياه، مؤكدة أن أهالي مدينة جنين يعانون ظروفًا مأساوية مع انقطاع المياه والكهرباء.

وتستمر الآليات في حصار مستشفى جنين الحكومي بعد تجريف مدخله والشارع الرئيس الواصل إليه، ولليوم الـ17 على التوالي، تعاني أقسام المستشفى نقصًا حادًا في المياه الصالحة للشرب، فيما تعمل بلدية جنين بالتعاون مع الدفاع المدني على محاولة إيصال المياه إلى المستشفى عن طريق الجرارات الزراعية الصغيرة، بسبب منع الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني من الدخول إلى المستشفى.

ومنعت طواقم بلدية جنين من إكمال إصلاح خطوط المياه في مناطق الهدف والأحياء الغربية من المدينة، ويستمر الاحلال في عمليات نسف المنازل وتدميرها في مخيم جنين، حيث سُمعت أصوات انفجارات من داخل المخيم ناجمة عن تفخيخ المنازل ونسفها، فيما تصاعدت أعمدة الدخان نتيجة إحراق منزل في المخيم، في حين يدفع بتعزيزات عسكرية مستمرة من حاجز الجلمة العسكري إلى محيطه.

واعتقلت أمس شابين بعد اقتحام منزليهما في حي الخروبة وحي صباح الخير في المدينة، واحتجزت مركبة واستجوبت سائقها وفتشت المركبة، كما فتشت مركبات المواطنين في محيط دوار الجلبوني في المدينة.

ثم في نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، المدينة باتجاه منطقة كروم عاشور، وفجرت جزءاً من منزل عائلة أسير، قبل انسحابها من المنطقة، كما اقتحمت مخيم بلاطة، وداهمت عدة منازل، واعتقلت شابًا من حارة الحشاشين.

كذلك اقتحمت برفقة جرافة عسكرية ،قرية روجيب -شرق نابلس، صباح اليوم، وشرعت بإغلاق طرق فرعية يسلكها المواطنون شرقًا، وأغلقت خلال الفترة الماضية، عددًا من الطرق الالتفافية والفرعية بهدف التضييق أكثر على المواطنين في تنقلاتهم بين المدن والقرى الفلسطينية.

وفي الأغوار، وضع المستعمرين معرشًا إلى الشرق من حاجز تياسير في الأغوار الشمالية، وأحضروا عددًا من رؤوس الأبقار إلى المنطقة، وسط تخوفات من أن تكون نواة لبؤرة استعمارية جديدة في الأغوار، وأصبح في الأغوار الشمالية أكثر من 8 بؤر استعمارية أغلبها يحمل الطابع الرعوي، يستولي من خلالها المستعمرون على آلاف الدونمات من الأراضي الرعوية.

وأصيب، فجر اليوم، ثلاثة مواطنين نتيجة اعتداء الاحتلال عليهم بالضرب عند حاجز الحمرا العسكري في الأغوار الشمالية، ويشهد الحاجز منذ عامين تشديدات عسكرية واغلاقات متكررة أمام تنقلات المواطنين.

وفي أريحا، أقدم مستعمرون، فجر اليوم، على قطع أسلاك كهربائية تغذي عددًا من مساكن المواطنين ومدرسة في تجمع عرب المليحات- شمال غرب مدينة أريحا، حيث أنهم يعتدون باستمرار على تجمع عرب المليحات في منطقة المعرجات، بهدف التضييق عليهم لإجبارهم على النزوح قسرًا من مناطق سكناهم.

واقتحمت عدة آليات عسكرية إسرائيلية شارع قصر هشام وسط المدينة.

بينما في رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال اليوم، بلدتي أبو قش وبيرزيت -شمال رام الله، دون أن يبلغ عن اعتقالات او مواجهات. 

وأيضًا في سلفيت، اقتحمت قوات الاحتلال، المنطقة الشمالية من المدينة، وداهمت منازل المواطنين واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة، بحجة وجود ثغرة داخل السياج الحديدي الفاصل عن مستعمرة "أرئيل".

كذلك في القدس، أغلقت قوات الاحتلال، المداخل المؤدية إلى بلدة حزما -شمال شرق القدس المحتلة، بحواجز عسكرية، ومنعت المواطنين من الخروج، وفتشت المركبات ودققت في بطاقات راكبيها، كما اقتحمت وسط البلدة وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام.

واعتقلت اليوم، شابًا من بلدة سلوان- جنوب المسجد الأقصى المبارك، بعد مداهمة منزله في حي عين اللوزة.

واستدعت مخابرات الاحتلال، أمين سر حركة "فتح" في القدس شادي مطور، للتحقيق، ويذكر أنها تمنع المطور من دخول الضفة الغربية بقرار عسكري منذ ستة أعوام، ويجدد بشكل دوري، ويتعرض المطور وأسرته لجملة من التضييقات ومنع من السفر، وهو أسير سابق.

واقتحم مستعمرون اليوم، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال، وأدى بعضهم طقوسًا تلمودية كـ"السجود الملحمي".