قال مسؤول أمني إسرائيلي واسع الاطلاع على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إن "المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق ستفشل قبل بدئها وخلال المرحلة الأولى الحالية"، وشدد على أن الحكومة الإسرائيلية تخفي مجمل تفاصيل الاتفاق عن الجمهور.

وأضاف: "عندما يتضح للعدو أنه لا يوجد مرحلة ثانية، لن يكون لديه أي محفز على إنهاء المرحلة الأولى، وبالتأكيد عدم الوصول إلى اليوم الـ42، الذي يفترض فيه أن يكون قد تحرر قرابة نصف الأسرى الأحياء"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء 2025/01/29.

وتابع: "نتنياهو يصدر روايات كثيرة من أجل أن يلائم بين ما وافق عليه، وبين ما أقسم أنه لن يوافق عليه أبدًا، مثل الانسحاب من نيتساريم وفيلادلفيا وتناقضات أخرى كهذه".

وأشار إلى أن "القرارات في المرحلة الثانية ستكون مصيرية أكثر بكثير، وستكون مناقضة للغاية لما تعهدت به الحكومة".

وينص الاتفاق على أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية بعد "16" يومًا من انطلاق المرحلة الأولى، أي يوم الإثنين المقبل، لكن المسؤول الأمني اعتبر أنه "يوجد العديد من المصاعب والتهديدات، وهي سياسية – حزبية بالأساس، التي لن تسمح لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بالتوقيع على صفقة، حتى لو كان معنيًا بذلك".

من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، اعتبارها أن كافة المسائل العالقة "قابلة للحل"، بادعاء أن المرحلة الثانية هي جزء من "عملية تاريخية شاملة، ستشمل تطبيع العلاقات مع السعودية، وإدخال قوة متعددة الجنسيات إلى قطاع غزة وستمنع استمرار حكم الفصائل الفلسطينية، وستسمح بإدخال جهات أخرى ستدعم وتمول إعادة إعمار القطاع".

في هذه الأثناء، وصل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب ستيف فيتكوف، إلى إسرائيل، أمس، قادمًا من السعودية، وسيجري محادثات حول المفاوضات على المرحلة الثانية، فيما أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أن نتنياهو سيلتقي مع ترامب في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء المقبل.

وجاء في الدعوة الرسمية التي وجهها ترامب لنتنياهو، أنه "أتوقع أن أبحث معك في كيفية إحضار السلام إلى إسرائيل وجاراتها، وفي الجهود لمواجهة خصوم مشتركين".

إلا أن المسؤول الأمني الإسرائيلي، لفت إلى أنه "لا يوجد شيء سوى كلام حاليًا، وعمليًا، المداولات في هذه المواضيع لا يمكنها أن تكون جزءاً من عناصر المرحلة الثانية، وفق ما حدده الجانبان مسبقًا".

وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي للصحيفة، إن "الفصائل الفلسطينية تعود إلى السيطرة في القطاع، ومن الجائز أنه توجد جهات في الفصائل الخارج التي تؤمن أنه ينبغي الموافقة على تسوية دولية كهذه، لكن يصعب جدًا تخيل أن الذي يقود الفصائل في غزة سيوافق على إدخال جهات أجنبية هدفها تهديد هيمنتها".

ووفقًا للصحيفة، فإن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، "فرضه نتنياهو واعتباراته السياسية الداخلية على الأطراف، وقد أوضح أنه لن يكون مستعدًا للتقدم إلا باتفاق توجد فيه مرحلة أولى "إنسانية" ولا يشمل إنهاء الحرب ومراحل أخرى، يكون بإمكانه القول حيالها لشركائه في الحكومة إنه لا يعتزم تنفيذها، وهذا الأمر إلى جانب الرغبة بالتقدم في تحرير قسم من المخطوفين على الأقل، تسببا بعدم وجود أي تفاهمات حول تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة".