إحياءً لذكرى إنطلاقتها الستين وتحت شعار "عهدنا صمود وثبات"، نظمت حركة "فتح" في مخيم البرج الشمالي إحتفالا جماهيريا بهذه الذكرى التي تُعدّ محطة مهمة لتجديد الولاء للقضية الفلسطينية ولتذكير الأجيال الجديدة بتضحيات الشهداء والمناضلين، وذلك أمام قاعة الشهيد عمر عبد الكريم في مخيم البرج الشمالي اليوم الثلاثاء ٣١-١٢-٢٠٢٤، بحضور أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله، وعدد من أعضاء الإقليم، وأعضاء قيادة وكوادر حركة "فتح" التنظيمية والعسكرية في منطقة صور وشعبة البرج الشمالي، وممثلو فصائل الثورة الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، والمكاتب الحركية والاتحادات والنقابات والأندية الرياضية واللجان الشعبية والشخصيات السياسية والبلدية والاعتبارية، وحشد من أبناء شعبنا.

البداية كانت بالوقوف دقيقة صمت، ثم تلاوة سورة الفاتحة لأرواح شهداء فلسطين ولبنان والأمة العربية والإسلامية وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، ومن ثم النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد العاصفة. 

وتحدث عريف المناسبة غسان السعدي حيث رحب بالحضور الكريم كل بإسمه وصفته وما يمثل وقال: برصاصة وعبوة، وفي الفاتح من يناير 65، أعلنت حركة "فتح" انطلاق الكفاح المسلح الفلسطيني في بيانها الأول، حيث نسفت نفق عيلبون وقدمت أول شهدائنا، أحمد موسى، الذي افتتح قافلة طويلة من الشهداء.

وأثبتت "فتح" على مر الأزمان أنها صمام الأمان للشعب الفلسطيني وثورته المعاصرة، فجمعت بين اثنين لا يفرقهما إلا التحرير والعودة (النصر أو الشهادة).

ومن ثم القى أمين سر حركة فتح في شعبة البرج الشمالي الأستاذ محمد خضر، كلمة حركة فتح والثورة الفلسطينية جاء فيها: إن حركة "فتح" لم تكن ديانة أو مذهبًا، لكنها سكنت النفوس وآمن بها الملايين. لم تكن قنبلةً لكنها أرعبت أعداءها، ولم تكن ذكرى بل ذاكرة شعبٍ وأمةٍ بأكملها. ولأن فتح أكبر من أن تُوصف، فإن صفحة واحدة لا تكفيها، وتجف أمامها أنهار الحبر.

وتابع: بعد 60 عامًا على انطلاقتها، تسير فتح بخطى ثابتة نحو هدفٍ واحد، متمسكة بالطريق الذي رسمه شهداؤها، ولدت فتح من أبناء مؤمنين بالحرية والنصر في وجه المؤامرات التي استهدفت فلسطين الوطن والهوية.

في ذكرى انطلاقتها، تبقى فتح الأعظم، المتجددة فوق الأرض وتحت السماء، الجبل الذي لا تهزه الرياح. ورغم الصعوبات، اشتد عودها بهمّة أبنائها، وهي اليوم تجدد شبابها، وتواصل الدفاع عن قضيتنا الفلسطينية. 

في عامها الستين، تقف فتح بعز وشموخ، متمسكة بثوابتها الوطنية. فمنذ طلقتها الأولى حتى اليوم، واجهت المؤامرات ورفضت الإملاءات، متسلحة بإرث مؤسسها ياسر عرفات وحامل الراية والامانة بعده، السيد الرئيس محمود عباس، الذي قال لأمريكا "لا" وأسقط صفقة القرن.

وختم قائلاً: "فتح ليست مجرد حركة؛ هي من فرضت فلسطين على الخارطة الدولية، وحافظت على الهوية الوطنية والنسيج الوطني، ستظل فتح حامية".