الفلسطينيون أمام مخطط إسرائيلي يستهدف كل مقومات الصمود الفلسطيني واستغلال الوضع العربي الراهن، المخطط الصهيوني يهدف إلى استكمال المخطط الاستيطاني وضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى الكيان الإسرائيلي لضمان عدم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، إن الاستراتجية الصهيونية ترتكز على إعادة الفوضى لتعم الشعب الفلسطيني والعودة إلى حالة الفلتان الأمني الفلسطيني، وذلك من خلال خطة إسرائيلية تهدف لشق وحدة الشعب الفلسطيني من خلال العمل على الصراع الذي يؤدي لحالة الاقتتال الفلسطيني، وأن ذلك يحقق لإسرائيل هدفها لإعادة بسط هيمنتها وسيطرتها العسكرية بالكامل على مناطق المستوطنات وعزل المناطق المصنفة (A) عن باقي المناطق في الضفة الغربية وهذا يسهل على حكومة نتنياهو تبرير عملية ضم أجزاء واسعة من الأراضي.
إن خطورة ما تقوم به قوات الاحتلال من اقتحام للمخيمات في طولكرم ونابلس وبيت لحم والقدس في الوقت الذي تعمل فيه السلطة الفلسطينية لاستعادة الأمن وفرض سيادة القانون الذي بدأ من جنين. وإن اقتحام مخيم طولكرم وبلاطه والعين هو استهداف للسلطة الفلسطينية بغاية إضعافها وفصلها عن القاعدة والحاضنة الشعبية وهو أمر خطير جدًا، هدفه خلق حالة من الفوضى والفلتان الأمني، لتجد إسرائيل غطاءً لاستكمال مخططها ضد المخيمات الفلسطينية. تحت ذرائع وحجج عجز السلطة الفلسطينية عن فرض السيطرة على المناطق الفلسطينية مما يتطلب بادعاء حكومة الائتلاف المتطرفة الإسرائيلية حق االتدخل واجتياح الضفة الغربية.
إن إسرائيل تسعى عبر حرب الإبادة الجماعية في غزة وتدمير المخيمات والبنى التحتية في الضفة الغربية، والتآمر على سوريا ولبنان والعراق واليمن والأمة العربية، لتحقيق هدفها في تصفية القضية الفلسطينية، ليسهل عليها الدفع بمخطط الترحيل القسري والطوعي وإفراغ الضفة الغربية وخاصة المخيمات من سكانها مستغلة في ذلك الصراعات في المنطقة، والتي تهدف لضرب مقومات الأمن القومي العربي وحرف أولوية الصراع مع إسرائيل، وإن غاية ما تسعى حكومة نتنياهو لتحقيقه على الساحة الفلسطينية، هو حرف الصراع، وخلق حالة من الفوضى والفلتان الأمني لتتمكن من تنصيب قيادة تتماشى مع مخططاتها وتؤتمر بأوامر إسرائيل لتنفيذ مخططها الهادف في استكمال عملية التهويد في القدس والضفة الغربية.
إن الضغوط التي تمارسها حكومة نتنياهو على الشعب الفلسطيني، هو ضمن مسعى لترسيخ الانقسام وتجسيد فصل قطاع غزة عن الضفة الغربيه والسماح بإقامة دويلة فلسطينية في غزة ضمن الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي من وراء ما تقوم به من حملة هستيرية في الضفة، وتدمير كل مقومات الحياة في غزة.
إن خطورة المشروع الصهيوني لحكومة نتنياهو يتطلب من الفلسطينيين جميعًا الترفع لمستوى المسؤولية، وإن تسارع الأحداث في الضفة، يتطلب توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني ويتطلب التوعية الجماهيرية لخطورة الهدف الاستراتيجي الصهيوني من وراء حملتها التي أصبحت مكشوفة وواضحة وتستهدف ضرب أية مقومات تقود لإقامة دوله فلسطينية مستقلة وموحدة جغرافيًا وعاصمتها القدس بحسب تعريف الأمم المتحدة، والذي أصبح لزامًا على القيادة الفلسطينية أن تعي خطورة المخطط الإسرائيلي، ومقتضيات الوضع الحالي تتطلب استراتجية فلسطينية لمواجهة المخطط الصهيوني لأحداث حالة من الفراغ الأمني وفرض حالة من الفلتان الأمني من خلال خلق حالة من الفوضى من خلال أضعاف المنظومة الأمنية وأضعافها لخلق البديل. والاتصالات التي تقوم بها إسرائيل مع بعض الشخصيات الاعتبارية والعشائر تعيدنا لمخطط روابط قرى جديدة وقيادة بديلة، وإن خطورة الاستباحة الإسرائيلية ومخالفتها لكافة القوانين والمواثيق الدولية تتطلب تحرك جاد على مختلف المستويات الدولية لإحباط المخطط الإسرائيلي.
حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة الإسرائيلية بمخططها تخرق القانون الدولي، وهي تضرب بعرض الحائط باتفاقية جنيف ولائحة لاهاي بشأن الإقليم المحتل وإن أعمالها وممارساتها تعرض حياة الفلسطينيين جميعهم للخطر كما أنها تعرض المعتقلين والأسرى الفلسطينيين للموت المحتم نتيجة خرق إسرائيل لاتفاقية جنيف الثالثة والرابعة بشأن الأسرى، وأن على المجتمع الدولي أن يعي لخطورة المخطط الصهيوني وخطورة ما يتعرض له الأمن الإقليمي بفعل استمرار إسرائيل بمخططها التهويدي وخلق حالة من الفلتان الأمني، وأصبح لزامًا على دول الجوار العربي وخاصة الأردن ومصر استشعار مخاطر المخطط الصهيوني الذي يستهدف أمن هذه البلدان مما يتطلب منهم جميعًا التحرك ودعم الموقف الفلسطيني للتصدي للمخطط الصهيوني لتصفية القضة الفلسطينية وفرض الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية العنصرية، إن حقيقة الواقع تتطلب من الفلسطينيين جميعًا بكافة انتماءاتهم التنبه لخطورة ما يستهدف الشعب الفلسطيني ويتطلب من الجميع التوقف عن لغة الخطاب الإعلامي التخويني واعتماد خطاب إعلامي وحدوي وتعبئة فكرية سياسية لتوجيه الشباب الفلسطيني الوجهة الحقيقية وتنبههم لمخاطر المرحلة وتحقيق التلاحم الفلسطيني كجسم فلسطيني موحد وحماية المكتسبات الوطنية الفلسطينية ومقارات السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظومة الأمن الفلسطيني والعمل للانضباط وعدم الانجرار لما تهدف إسرائيل وأعوانها لتحقيقه لخلق حالة من الفوضى والفلتان الأمني وفلسطنة الصراع بما يمكن حكومة الاحتلال من استكمال مخططها التهويدي وتنفيذ هدفها لإفشال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والموحدة جغرافيًا وعاصمتها القدس.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها