أكد مسؤول فلسطيني كبير أمس لوكالة فرانس برس ان الرئيس محمود عباس سيلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري غدا في باريس لبحث مفاوضات السلام مع اسرائيل.
وفيما رحب الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بتصريحات الرئيس عباس التي ادلى بها الأحد خلال لقائه طلابا اسرائيليين، جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالبته الفلسطينيين بالاعتراف بـ "يهودية اسرائيل" وأعلن رفضه لنشر قوة للحلف الأطلسي في اراضي الدولة الفلسطينية المقبلة.
وحذر وزير المالية الإسرائيلي يائير لبيد من وجود مؤشرات على أن العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة بدأ يسحب تأييده لإسرائيل وينفد صبره منها وأن المقاطعة ستعود بنتائج كارثية، في حين جدد وزير الصناعة الإسرائيلي نفتالي بينيت، رفضه للمفاوضات مع الفلسطينيين وزعم ان إسرائيل لا تحتل الضفة الغربية "لأنه لا يمكنك احتلال أرضك"؟
وفي التفاصيل قال المسؤول الفلسطيني الذي فضل عدم ذكر اسمه لفرانس برس ان الرئيس سيتوجه اليوم الى باريس حيث سيلتقي كيري غدا، موضحا ان الاجتماع الذي تقرر "لمناقشة تطورات المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي" جاء "بناء على طلب كيري".
وأشار هذا المسؤول الى "ان المواقف الفلسطينية معروفة وأكدنا عليها خلال كل اللقاءات مع كيري ومساعديه". وتابع "ان الرئيس عباس ارسل قبل اسبوعين رسالة الى الرئيس الأميركي باراك اوباما ووزير خارجيته كيري اوضح فيها كل المواقف الفلسطينية من الحل لكافة قضايا الوضع النهائي". لكنه اكد "ان الجانب الفلسطيني لا يعلم ماذا يحمل كيري خلال هذا الاجتماع من أفكار جديدة للحل".
وقال ردا على سؤال: "لا نعرف اذا كانت ورقة اتفاق الاطار جاهزة لعرضها علينا لكننا نؤكد مرة اخرى ان موقفنا واضح وما نقبله معروف وما نرفضه معروف وأولها رفض الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل".
واكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أمس اللقاء المقبل بين عباس وكيري موضحة ان المحادثات ستتناول "المفاوضات الحالية بين الفلسطينيين والاسرائيليين".
وكان كيري قدم اثناء اخر زيارة مكوكية له الى الشرق الأوسط الشهر الماضي الى الطرفين مشروع "اتفاق اطار" يتضمن الخطوط الكبرى لتسوية نهائية تتناول مسائل "الوضع النهائي" وهي : الحدود، الأمن، وضع القدس واللاجئون الفلسطينيون.
وشدد المسؤول الفلسطيني على "انه لا يمكن القبول بحل دون ان تكون القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 عاصمة لدولة فلسطين وحل كافة قضايا الوضع النهائي وخاصة قضية اللاجئين".
يشار الى اوباما سيستقبل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في واشنطن في الثالث من الشهر المقبل ليبحث معه خاصة موضوع ايران وعملية السلام في الشرق الأوسط كما اعلن البيت الأبيض.
واستقبل الرئيس بمقر الرئاسة في رام الله أمس السيناتور الأميركي عن الحزب الديمقراطي تيم كين، والسيناتور المستقل انجوس كينج، بحضور القنصل الأميركي العام مايكل راتني.
وأطلع الرئيس الوفد الضيف، على آخر مستجدات العملية السلمية، والجهود المبذولة لتحقيق السلام. وأشاد الرئيس، بالجهود التي يبذلها الجانب الأميركي لدفع عملية السلام، مؤكدا حرص الجانب الفلسطيني على إنجاحها لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس رفضه نشر قوة للحلف الأطلسي في اراضي الدولة الفلسطينية المقبلة، الأمر الذي كان عرضه الرئيس عباس.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن نتنياهو قوله ان "اسرائيل لن تساوم على أمنها"، في اشارة الى احتمال نشر قوة للأطلسي في اراضي الدولة الفلسطينية.
واضاف رئيس الوزراء امام مسؤولي ابرز المنظمات اليهودية الأميركية المجتمعين في القدس انه في حال التوصل الى اتفاق سلام من دون ضمان أمن اسرائيل "فان الاتفاق سينهار وكذلك السلطة الفلسطينية".
وقال نتنياهو إنه من دون الاعتراف الفلسطيني بيهودية دولة إسرائيل، لن يكون هناك سلام حقيقي. وأضاف: "يجب أن يعترف الفلسطينيون بيهودية دولة إسرائيل". وتابع: "لا حجة تمنعهم من ذلك في الوقت الذي يتوقعون فيه من إسرائيل الاعتراف بدولة الشعب الفلسطيني".
من جهة اخرى، دعا نتنياهو الى "مقاطعة جميع من يدعون الى مقاطعة اسرائيل، لأنه نوع جديد من معاداة السامية"، وفق ما نقلت عنه اذاعة الجيش الاسرائيلي.
ورحب الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس أمس بتصريحات الرئيس عباس حول قضية اللاجئين الفلسطينيين مؤكدا انها تظهر جديته في الوصول الى السلام.
ونقل مكتب بيريس قوله في مستهل اجتماعه مع نظيره البيروفي اولانتا هومالا "كنت سعيدا لسماعه" في اشارة الى تصريحات ادلى بها الرئس الأحد خلال لقاء مع 250 طالبا اسرائيليا في مقر الرئاسة برام الله.
وتناول لقاء بيريس مع نظيره البيروفي عملية السلام وزيادة التعاون الاقتصادي والعملي والزراعي بين البلدين، بحسب بيان صادر عن مكتب بيريس.
وتم قبول اسرائيل الاسبوع الماضي كعضو مراقب في تحالف المحيط الهادئ، وهو اتحاد تجاري يضم القوى الاقتصادية الاربع الاسرع نموا في اميركا اللاتينية تشيلي وكولومبيا والمكسيك والبيرو.
من جانبه قال وزير المالية الإسرائيلي يائير لبيد أن هناك مؤشرات على أن العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة بدأ يسحب تأييده لإسرائيل وينفد صبره منها، مؤكدا أن المقاطعة ستعود بنتائج كارثية. وقال لبيد في خطاب ألقاه في مؤتمر المنظمات اليهودية الأميركية المنعقد في القدس إن "إسرائيل لا يمكنها أن تضم إليها 4 ملايين فلسطيني". مضيفا: "إذا أردنا أن نعيش في دولة يهودية علينا الانفصال عنهم. ومن الناحية الأمنية فان الدفاع عن حدود متفق عليها أسهل بكثير الحفاظ على الأمن في منطقة مختلطة".
وأكد لبيد أنه مدرك بأن "الاتفاق سينطوي على ثمن مؤلم يتعين على إسرائيل دفعه". مضيفا أنه يأمل أن "يجد نتنياهو الشجاعة التاريخية المطلوبة لذلك". واضاف لبيد: من أجل التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين يتعين على رئيس الحكومة أن يقرر إذا ما كان يذهب للمحادثات من أجل المحادثات ذاتها أم من أجل التوصل لاتفاق".
وعن التحذيرات من مقاطعة إسرائيل قال لبيد إن "المقاطعة ستعود بنتائج كارثية على رفاهية المواطن في اسرائيل".
ويرى لبيد مؤشرات على فقدان إسرائيل للتأييد من جانب أوروبا والولايات المتحدة، وقال إن "تجاهل المجتمع الدولي لتحذيراتنا الخطيرة من المشروع النووي الإيراني يشير إلى أن العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة لا يفقد تأييده لنا فحسب بل ينفد صبره علينا ايضا"، معتبرا أن "لا شيء أكثر ضرورة لإسرائيل من علاقتها مع الولايات المتحدة".
من جانبه جدد وزير الصناعة الإسرائيلي نفتالي بنيت، رفضه للمفاوضات مع الفلسطينيين، معتبرا أنه في ظل "حالة الانهيار العربي ليس هناك داع أن تقوم إسرائيل بأي انسحاب من الضفة الغربية".
وقال بينيت في كلمة ألقاها في مؤتمر المنظمات اليهودية الأميركية "إن الدول العربية المحيطة بإسرائيل في حالة انهيار وليس هناك داع للانسحاب وخوض التجربة لمعرفة ماذا سيحصل إذا ما قامت دولة فلسطينية على بعد 10 دقائق سفر من القدس". واضاف أن انسحابا اسرائيليا من الضفة الغربية التي سماها (يهودا والسامرة) سيفضي الى نتائج مشابهة لنتائج الانسحاب من قطاع غزة. واضاف ان "إسرائيل لا تحتل (يهودا والسامرة)، لأنه لا يمكنك احتلال أرضك، وسيجد كل من يفتخ التوراة أن بيت إيل والخليل لنا منذ آلاف السنين" حسب زعمه. وشدد على أن "اليهود في الضفة الغرية لن ينتقلوا إلى أي مكان آخر، وبالمقابل العرب أيضا لن ينتقلوا".
وبالنسبة للعلاقات الأميركية الإسرائيلية، قال إن "الصداقة مع الولايات المتحدة صداقة استراتيجية، مع ذلك يمكن أن تكون هناك خلافات معها".
وقال ان التهديدات بفرض المقاطعة على اسرائيل هي "اللاسامية الجديدة"، مضيفا: "يجوز توجيه انتقادات الى اسرائيل الا ان فرض المقاطعة عليها ما هو إلا عمل معاد لليهود"، وزعم أن "إسرائيل لا تتصف بالكمال لكنها منارة في قلب العاصفة التي تشهدها المنطقة".