عشية الذكرى السادسة والثلاثين لإعلان الاستقلال خاطب سيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" أبناء شعبه الفلسطيني، منوهًا بأهمية هذا الإعلان، وبأنه لم يكن خطوة رمزية، بقدر ما كان تعبيرًا بليغًا عن الهدف المركزي للنضال الوطني الفلسطيني، وحيث أنه قدم فرصة تاريخية لتحقيق السلام، والأمن، والاستقرار، ونحن متمسكون بهذه الفرصة ونُصِر عليها، وفي الوقت ذاته في ذكرى هذا الإعلان أكد الرئيس أبو مازن في كلمته "أننا لن نحيد، ولن نتنازل، أو نساوم على حقوقنا، وثوابتنا الوطنية، إنها أمانة في أعناقنا، وهي الأهداف التي ضحى من أجلها عشرات الآلاف من الشهداء والأسرى البواسل".
وفي تنويه الرئيس أبو مازن لأهمية إعلان الاستقلال، نرى التوضيح لأهمية الحدث التاريخي الذي أنتج هذا الإعلان، ونعني طبعًا الانتفاضة الكبرى، انتفاضة الحجارة، التي أجبرت العالم على الانحناء تبجيلاً وتقديرًا، أمام هذا الفعل المقاوم، بالغ التحضر، والعناد الإنساني النبيل في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال.
لقد فعلت الانتفاضة الكبرى بالهتاف الوطني، وعلم فلسطين، وبالحجر لا بسواه، ما لم تستطع حتى الآن أن تفعله صواريخ المقاومة، ولا أحد يراها تستطيع. لم يكن هناك بين أطفال الحجارة ناطقًا رسميًا باسم الانتفاضة بل كانوا أيقونات دالة على جدوى المقاومة الشعبية السلمية وترسانتها لم تكن سوى هتاف، وعلم، وحجر.
لقد جاءت الانتفاضة الكبرى بإعلان الاستقلال، وجاء الإعلان باتفاق المبادئ، اتفاق "أوسلو" الذي أقام السلطة الوطنية، السلطة التي راحت تبني وتعلي البنيان في غزة، والضفة وبكل مؤسسات، ومقومات الدولة المستقلة، لكن اليمين العنصري الإسرائيلي تربص بالاتفاق، واغتال الموقع عليه إسحق رابين، وسعى إلى تدميره، فكان له ذلك، وقد ساعدته بكل وضوح، حركة "حماس" في ذلك، بعملياتها التفجيرية، بذريعة أنها ضد الاتفاق، لكنها جاءت فيما بعد إلى كرسي الحكم تحت يافطته.
وباختصار شديد، من بوسعه الآن، أن يتجاهل الفرق بين ما حققت انتفاضة الحجارة، وما حققه "طوفان الأقصى" حتى الآن، خاصة في قطاع غزة؟. لا نظن أن أحدًا لا يرى هذا الفرق، وحال القطاع الذبيح لا تسمح بأي عمى، ما يجعل الفرق بالغ الوضوح والألم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها