بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح - إقليم لبنان

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات.

يا ابناء شعبنا في مخيمات سوريا ، وفي بلاد النزوح.

إنَّ الظروف المأساوية التي يعيشها أهلنا هناك في مخيم اليرموك تقضُّ مضاجعنا جميعاً ، وتجعلنا نعيش حالة من القلق  والخوف على أطفالنا ونسائنا وشيوخنا جراء الاشتباكات الدامية ، وتساقط القذائف وممارسة السلوك الوحشي من بعض الاطراف، والذي أدى إلى عمليات القتل والعدوان الدموي الذي لا يقيم وزناً للانسان.

إنَّ هذا الواقع المؤلم الذي أثار حالة من الرعب حيث تمت ممارسة عملية القتل بأبشع الصور والمشاهد، واكثرها همجيةً على يد جماعة داعش التي استهدفت مخيماً آمناً يعيش أوضاعاً معيشية، واقتصادية ، وأمنية مزرية ،مع غياب الماء والكهرباء والمستشفيات .

إنَّ أهلنا في مخيم اليرموك الذين لا يتجاوز عددهم الخمسة عشر ألفاً هم اليوم يدفعون ثمن موقفهم الوطني والمبدئي، لأنهم يتمسكون بمخيمهم الشاهد على لجوئهم ونكبتهم ،والذي يحمل معاني الإصرار على العودة إلى أرض الوطن ،والذين يرفضون اللجوء مجدداً مهما كان الثمن.هؤلاء الصامدون الذين يرفضون أن يكونوا طرفاً في النزاعات الدائرة في سوريا هم مصرون على أن تكون فلسطين بوصلة القتال ضد الاحتلال الاسرائيلي ، وعيونهم ترنوإلى القدس عاصمتهم الأبدية، ويريدون أن تنزف دماؤهم على أرضهم وليس على أراضي الآخرين ،ويطمحون أن ينالوا الشهادة ويدفنوا تحت تراب الارض المباركة.

إننا ندعو كافة الأطراف المعنية بما يدور حول المخيم وفي داخله أن تتحمل مسؤولياتها كاملةً بضمان الأمن والسلامة لأهلنا  في المخيم، تحييد المخيم عمَّا يدور من نزاعات حوله إحتراماً لأرواح البشر، وتقديراً لفلسطين، وشعب فلسطين ، وقضية فلسطين .

ثانياً: إننا ندعو كافة الأطراف السعي إلى توفير الممرات الأمنة، والأمكنة الآمنة لمن هم الآن محاصرون في أماكن خطرة ، والذين ليس لديهم الطعام والماء والكهرباء ، والدواء ، وهذا واجب انساني يفرض نفسه على الجميع .

ثالثاً: إننا نضع ثقتنا الكاملة بوفد اللجنة التنفيذية ،وقيادة حركة فتح ، والفصائل هناك في سوريا ، وأن يتمكنوا بحكمتهم وحوارهم المسؤول مع النظام والمعارضة، ومختلف الجهات المسؤولة لتأمين الحياة الآمنة، والكرامة البشرية، وما يحتاجه أهلنا الصامدون من مقومات الصمود والبقاء، والاستقرار .

رابعاً : إننا ندعو الامم المتحدة بكافة مؤسساتها الامنية والانسانية والحقوقية أن تقوم بواجباتها تجاه اللاجئيين الفلسطينيين المحاصرين في مخيم اليرموك، وانقاذ الموقف، وتأمين الحماية الدائمة لأهالي المخيم . وان تحضَّ الأطراف المعنية للحفاظ على حياة المدنيين .

خامساً : إننا نطالب كافة الفصائل الفلسطينية أن تكون يداً واحدةً، وأن تعمل في إطار خطة واحدة، وأن تكون المصالح الوطنية الفلسطينية العليا هي الأساس بعيداً عن أية مشاريع إقليمية، وفلسطين وشعبها وقضيتها وشهداؤها أكبر وأقدس من كل المشاريع . وعندما تتوحَّد القوى على برنامج واحد تنأى فيه عن الصراعات الداخلية في سوريا فإنها تستطيع حماية الشعب الفلسطيني، وليست بحاجة إلى قوات عسكرية لا من لبنان ولا من غير لبنان ، وانما الاعتماد على الذات .

سادساً: إنَّ تُحيِّد وصمود مخيم اليرموك كمخيم فلسطيني عريق يتميَّز بضخامته، ونشاطه التجاري والثقافي ، وتاريخه الثوري ، واحتضانه للعديد من القيادات الوطنية السياسية ، هذه الصفحات المجيدة تفرض إحترامها على جميع أبناء الشعب الفلسطيني ، وعلى كل المخلصين لفلسطين، والجميع معنيٌّ بتحمُّل مسؤولياته تجاه الاوضاع الأمنية المتأزمة داخل مخيم اليرموك وحوله .

ولا يسعنا أمام هذه  التطورات الخطيرة إلاَّ أن نؤكد أهمية المصالحة الوطنية الفلسطينية ، والتمسُّك بالمشروع الوطني الفلسطيني . كما أننا نتوجه بالتحية والتقدير للرئيس أبو مازن رئيس اللجنة التنفذية ، ورئيس دولة فلسطين على جهوده  القيادية المتواصلة في مختلف المسارات السياسية والقانونية والدبلوماسية، والمقاومة الشعبية ، وتحقيق الانجازات والانتصارات المتتالية على طريق دحر الاحتلال الاسرائيلي ، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات  السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية، والعمل على تنفيذ حق العودة إلى أرضنا استناداً إلى القرار 194.

وانها لثورة حتى النصر

حركة فتح - إقليم لبنان

8-4-2015