بقلم: بسام أبو الرب

خرجت المواطنة أم رمزي القنيري تتكئ على عكازها، وتمسك بيدها الأخرى إحدى بناتها، التي تحاول جاهدة البحث عن طفلها الذي فقدته، بعد إجبار العائلة على الخروج من المنزل في مخيم جنين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

تصرخ أم رمزي (70 عامًا) وتقول: "يما ما أصعبها إنه الواحد يطلع من داره، هذه المرة الثالثة التي أترك فيها بيتي".

وتضيف: أحرقوا المنزل وحتى اللحظة ما زالت النيران مشتعلة بداخله، واعتقلوا زوجي المقعد، الذي يعاني من السكري، وأصيب جراء شظايا صواريخ "الإنيرجا"، مشيرةً إلى أن كل محاولاتها باءت بالفشل، لإنقاذ زوجها من أيدي جنود الاحتلال، بعد أن كبلوا يديه.

وتقول: "في عام 2002 أجبرنا على ترك منزلنا، وفي شهر تموز العام الماضي، وهذا اليوم نجبر مرة أخرى على النزوح".

من خلف أم رمزي، كانت إحدى المواطنات تحاول الإسراع وهي تحمل طفلها، وتقول: "اقتحموا المنزل علينا وسط إطلاق كثيف للرصاص، وصواريخ "الانيرجا" لأكثر من ثلاث ساعات، عشنا لحظات صعبة، وأجبرونا على الخروج".

وعن الأوضاع داخل مخيم جنين، أكد رئيس لجنة المتابعة العليا- مخيم جنين نضال نغنغية، أن قوات الاحتلال تداهم المنازل خاصة في حارتي الرخ والحواشين، وتجبر العائلات على الخروج منها.

وقال: إن "قوات الاحتلال تمنع طواقم الإسعاف، وتعيق عمل المتطوعين من الوصول للشهداء خاصة، في حارة الدمج وللاصابات، وتقوم بحملة اعتقالات كبيرة".

وأضاف نغنغية: "نواجه صعوبة في إيصال مواد الإغاثة والمياه إلى المواطنين داخل المخيم".

وأسفر العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية حتى اللحظة، عن استشهاد 21 مواطنًا، بينهم 14 في محافظة جنين، و5 في طولكرم، و4 في طوباس، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 إلى 673.