صدرت حديثا مجموعة شعرية جديدة للشاعر والكاتب الفلسطيني سميح محسن، بعنوان "اخلع سماءك وانتظرني"؛ وهي المجموعة الشعرية الحادية عشرة التي تصدر للشاعر. قام بتصميم الغلاف الفنان شربل إلياس، وكتب القاص والروائي الفلسطيني الكبير محمود شقير تظهيرا للمجموعة على غلافها الأخير.
تقع المجموعة في مائة واثنتين وثمانين صفحة، وهي مقسمة إلى جزئين، حمل الجزء الأول عنوان: "رسائل غامضة الوضوح" وضمّ ثلاث عشرة قصيدة تحمل العناوين التالية: على إيقاعِها... سأبْني خيامَ انتِظارِك، اخْلَعْ سَماءَكَ، وانتظرني، بيتٌ يُسَوّره السراب، لكَ ما تشاءُ من المعاني، سنشربُ قهوتَنا في المساء، ولا أريد، فضاءُ بعيدُ المنال، رسائل غامضةُ الوضوح، لي نصفُها، حُمّى، عَلى ضَوءِ نَجمَتِها، وإنْ جَفَلَتْ مهرةُ الموج.
وأمّا الجزء الثاني فحمل عنوان: "دلو من الضوء" وضمّ خمس عشرة قصيدة تحمل العناوين التالية: قليل من الضوء، دلوٌ من الضوء، أنا في المخيّم، المشهد المثير في رحلة الشيوعي الأخير؛ كأنّي الغريب، النار فاكهة الشتاء، أسوقُ إليكم قطيعاً من الغيم، فانتازيا، طويل هو الليل، وردة فوق الجدار، مزاج، كيفَ لي ؟!، وَجَعُ الذّكريات، نامَ المُغنّي، ولا شيءَ يُعجِبُهُ.
وجاء في التظهير الذي كتبه القاص والروائي الفلسطيني الكبير محمود شقير: "بلغة شعرية بعيدة من المباشرة ومن الصيغ الجاهزة يكتب سميح محسن قصائده التي تتصادى فيها روح الشاعر ورؤاه، حيث يبرز صوته في الجزء الأول من هذا الديوان الشعري، ومعه صوت المرأة الحلم والمثال، في تفاعل حي مع الطبيعة ومع المكان. وفي الجزء الثاني من الديوان يرصد الشاعر بعض جوانب من حياة المدينة والمخيم المتاخم لها، حيث نرى مدينة جنين ومخيمها، ونرى تطاول المحتلين على أمن المدينة والمخيم معًا، في حين أنهما، المدينة والمخيم، تعبّران عن الحلم الفلسطيني بالحرية والانعتاق".
وفي الديوان تتبدى ثقافة الشاعر من دون إقحام. حيث نلمح حضورا للنفري وسعدي يوسف ومحمود درويش وراجح السلفيتي وآخرين. اخلع سماءك وانتظرني" قصائد طالعة من رحم التجربة الحيّة والمعاناة، وهي جديرة بالقراءة".
من أجواء هذه المجموعة الشعرية:
النّارُ فاكهةُ الشّتاء،
سقفُ السّماءِ مُعَلَّقٌ بالغيمِ
بيتٌ من صفيحٍ مسّهُ صدأٌ عتيقٌ
خيمةٌ رقدت على كتفيّ وادٍ في البراري
ومغارةٌ تأوي إلى بطن الجبل
(مطرٌ ... مطر)
مطرٌ، وصاعقةٌ، وبيتٌ كانَ مبنيّا بألواح الصفيح،
مطرٌ، وعاصفةٌ، خيامٌ في مهبِّ الريح،
وغيمةٌ سقطت على أكتافِ طفلٍ كان يبكي في المغارةِ
علّنا نصحو على صوتٍ جريح،
طفلٌ، وامرأةٌ، وشيخٌ في العراء...
يُشار إلى أنّ مجموعة شعرية أخرى بعنوان "في الصّمت فاصلة العبارة" من المنتظر صدورها عن اتحاد الكتاب العرب في سورية في الأيام المقبلة.
كما ويشار إلى أنّ قصائد هاتين المجموعتين كُتِبت بين الأعوام 2017 و2023، فضلا عن إصدار نصٍّ شعريّ مُطَوّل بعنوان: "فائض بالموت" عام 2020، وإنجاز كتابة مجموعة شعرية خلال هذا العام تتمحور جميع قصائدها حول حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدار عشرة شهور متواصلة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها