ثمانية وأربعون عاماً مرَت على استشهاد مخيم تل الزعتر، وأسطورة صموده وتضحيات أبنائه ما زالت حاضرة في ذاكرة الشعب الفلسطيني، وأؤلئك الذين عايشوا تلك الحقبة من الزمن. 
سنوات عدة إنقضت على التاريخ الدامي للزعتر، والمجازر والجرائم البشعة وقتل الأطفال والشباب وبقر بطون الحوامل، مازالت ماثلة أمام أعين الذين لا زالوا أحياءً، ليرووا قصة مخيم لن يمحو التاريخ ذكراه وذكرى صموده.
وها هم أبناء الزعتر من الجيل الجديد وممن بقي منهم أحياءً، يحييون تلك المناسبة، حيث أحيت "لجنة إحياء مخيم تل الزعتر"، الذكرى بقراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، وحمل المشاركون الورود ترحماً على أرواح الشهداء. وذلك في مثوى شهداء الثورة الفلسطينية– مستديرة شاتيلا، في العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الإثنين الثاني عشر من شهر آب 2024 
وبحضور إبن مخيم تل الزعتر سعادة السفير أشرف دبور سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية ونائب مفوض العلاقات الوطنية، حضر إلى جانبه رئيس لجنة العلاقات الوطنية في لبنان الدكتور حسن الناطور ونائب أمين سر الإقليم الدكتور سرحان سرحان، وأعضاء الإقليم: أكرم صالح، زينة عبد الصمد، ونزيه شما، هيئة الإدارة والتنظيم في لبنان حسن سالم، وطاقم سفارة دولة فلسطين في لبنان، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وممثل الحزب القومي السوري الإجتماعي، ورابطة أبناء بيروت، وممثل الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، وأعضاء قيادة منطقة بيروت وأمناء سر وأعضاء الشعب التنظيمية والمكاتب الحركية وكافة الأطر التنظيمية، ووحدة الإسعاف والطوارىء التابعة لمستشفى الشهيد محمود الهمشري ومركز شاتيلا التابعين إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، وممثلو اللجان الشعبية، ومشايخ ورجال دين، وحشد واسع من أهالي وأبناء مخيم تل الزعتر ووجهائه وفعالياته، وأشبال وزهرات حركة "فتح". 
بدأت المناسبة مع النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم قراءة سورة الفاتحة المباركة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية والأمتين العربية والإسلامية، ثم قدَمت الكلمات ابنة تل الزعتر الأخت زينب الصالح.
وألقى كلمة لجنة إحياء تل الزعتر الأستاذ عارف أبو خليل، إبن تل الزعتر، تحدث فيها عن رمزية المكان الذي يرقد فيه أبطال وقيادات نضالية خطوا بدمائهم الزكية الطاهرة الطريق إلى الوطن، معتبراً أنه رغم مرور 48 عاماً على مجزرة تل الزعتر إلاَ أن أبناءه لا زالوا يحيون ذكرى مخيمهم وشهدائهم، كي يبقى في ذاكرة التاريخ. لافتاً أن الذكرى هذا العام تتزامن مع مجازر أخرى يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48. مشدداً على الوحدة الوطنية الفلسطينية بين كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني للتصدي للمشروع الصهيوني الرامي إلى شطب الهوية الفلسطينية وإلغاء القضية الفلسطينية.
وأدان أبو خليل مجزرة مدرسة التابعين في غزة هاشم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني فجر السبت، موقعة أكثر من مئة شهيد وعدد كبير من المصابين والمفقودين، جلَهم من الأطفال والنساء، معتبراً أن الاحتلال ما كان ليجرؤ على ارتكاب جريمته لولا الدعم الأمريكي والتواطؤ الغربي والصمت العربي المخزي والمعيب.
وطالب أبو خليل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي ومنظمة العفو الدولية ومحكمة الجنايات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والأمتين العربية والإسلامية، باسم الشعب الفلسطيني، وقف العدوان فوراً على شعبنا في الضفة الغربية بما فيها القدس، ووقف المجازر وحرب الإبادة في غزة. وإدخال المساعدات الطبية والغذائية، وتقديم رئيس حكومة العدو نتنياهو ومن معه من المجرمين إلى المحاكم الدولية ومحاكمتهم باعتبارهم مجرمي حرب.

وفي ختام كلمته، وجَه أبو خليل التحية إلى القيادة الفلسطينية وفي مقدمها الرئيس محمود عباس الذي ما زال متمسكاً بالثوابت الوطنية الفلسطينية على الرغم مما يتعرّض له من ضغوطات أمنية وسياسية ومالية، ولم يحد قيد أنملة بالذود عنها وحمايتها.