غدًا سيلتقي مجرم الحرب نتنياهو مع الرئيس الأميركي بايدن في ظل توقيت شخصي سيء لبايدن بعد دفعه للإنسحاب من مواصلة ترشحه للانتخابات الرئاسية وفي توقيت أسوأ لنتياهو الذي أصبح بعنجهيته وغروره وعناده شبه معزول عن المجتمع الإسرائيلي برمته.
أما الهدف الرئيس بالنسبة للإدارة الأميركية للاجتماع الذي انتظره نتنياهو طويلاً وهو في خدمة بايدن والحزب الديمقراطي انتخابيًا، وبالنسبة لنتنياهو يمثل شبكة إنقاذ لوضعه الشخصي ومستقبله السياسي ليرسل رسالة للمجتمع المتطرف وليس الحريديين فقط بأنه القائد الوحيد الذي يتحدى الرئيس الأميركي ويحظى باللقاء به على الرغم من أن الزيارة ما كان لها أن تتم في هذا التوقيت لولا الحزب الجمهوري الذي بادر برسالة تحدٍّ لبايدن عندما أعلن رئيس الكونغرس عن دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس سواء بموافقة الديمقراطيين أو دونها.

- بايدن وحل الدولتين:

طوال عهد بايدن لم تنفذ الإدارة الأميركية من الوعود والإلتزامات التي تعهد بها بايدن في حملته الأولى عام 2020 للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني سواء فيما يتعلق بإعادة:

- فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن.

- فتح القنصلية الأميركية بالقدس.

- إلغاء قرار ترامب الإعتراف بالقدس الموحدة بضم القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة المحتلة إثر عدوان حزيران 1967 عاصمة للكيان الاستعماري الإسرائيلي خلافًا لرسالة بيكر للرئيس الشهيد أبو عمار وخلافًا للقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

- العمل لتنفيذ حل الدولتين أي إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته العربية المستقلة.

إلا أن شعار حل الدولتين لوحيد الذي بقي صامدًا ببعده النظري للرئيس بايدن وإداراته دون أن يتم التقدم بأي خطوة عملية ولو كانت بسيطة نحو تنفيذ ذلك.
واليوم سؤال يكرر نفسه هل حل الدولتين بالنسبة للسياسة الأميركية المنحازة تاريخيًا للكيان الإسرائيلي المصطنع شعار تم ويتم بيعه للفلسطينيين ولدول عربية وصولاً لإدماج "إسرائيل" في الوطن العربي دون أي خطوة عملية نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، دوليًا أم أنها مرحلة لضمان وتمكين إسرائيل من كسب الوقت للمضي بإجراءاتها لتأبيد احتلالها للأراضي الفلسطينية وضمان عدم إتخاذ خطوات تضامن عربي فعلي مع حق الشعب الفلسطيني بالنضال بكافة الوسائل المكفولة دوليًا حتى نيل الحرية والاستقلال والتحرر من نير المستعمر الإرهابي الإسرائيلي الذي أمعن ولم يزل بإرتكاب جميع أشكال الجرائم بحق الشعب الفلسطيني "حرب وضد الإنسانية وإبادة وتطهير عرقي" وكافة الإنتهاكات الصارخة للعهود والمواثيق الدولية ولإتفاقية جنيف الرابعة بحق الشعب الفلسطيني وما يدور من حرب إبادة في قطاع غزة وفي الضفة الغربية بدعم أميركي.

- لقاء بايدن نتنياهو:

الشعب الفلسطيني يتطلع إلى اللقاء بريبة كبيرة حيث تعودنا أن كل لقاء أميركي إسرائيلي عال المستوى يعقبه نتائج وخيمة على الشعب الفلسطيني وحقوقه الأساس بالحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته والتاريخ يبين ذلك على مدار قرن من الزمن.
إذًا هذا اللقاء يضع الرئيس بايدن وإداراته على المحك في كيف سيتعامل مع نتنياهو الذي أعلن ويعلن دومًا برفضه إقامة دولة فلسطينية ليس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 بل على أي جزء من أرض فلسطين التاريخية وما دعمه وتوجيهه قبل زيارته لأميركا لاستصدار قرار عن الكنيست برفض إقامة دولة فلسطينية على "أرض إسرائيل" إلا تحدٍّ للرئيس بايدن وللسياسة الأميركية المعلنة.

فهل سيرضخ بايدن لنتنياهو سواء في دعم قرار الكنيست أو بالمضي بإرتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني وصولاً لتحقيق هدفه الإستراتيجي بتهجير الشعب الفلسطيني خارج وطنه؟ أم سيتخذ موقفًا صارمًا بوجه نتنياهو الذي سبب بعنجهيته ووحشيته استمرار جرائمه الوحشية الدموية التي لم يسجل التاريخ مثيلا لها وبتحديه الأمم المتحدة أعضاءً ومؤسسات وأمانة عامة لتراجع النفوذ الأميركي في العالم وكسب عداء الشعوب على امتداد الساحة العالمية، مما سيؤثر بكل تأكيد على مصالحها ونفوذها مع قرب ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب حماية للمصالح الأميركية؟
المطلوب من القادة العرب المبادرة الفورية للإتصال بالرئيس الأميركي ومخاطبته بلغة المصالح لإتخاذ موقف واضح وصريح غير قابل للتأويل بإلزام مجرم الحرب نتنياهو ومعسكره بوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح بقطاع غزة وعموم أراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليًا بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 19 / 67 / 2012 كخطوة على تنفيذ قرار الجمعية العامة رقم 181 ورفع الحصار الشامل المفروض على غزة وبشكل أقل على الضفة الغربية من نهر الأردن ومنع مخططه بتهجير الشعب الفلسطيني كمقدمة لتنفيذ جدول زمني محدد المدة بإنهاء احتلاله لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف.

أميركا لا تفهم سوى لغة المصالح ومصالحها لدى الدول العربية لا حدود لها وأطماعها بضمان هيمنتها ونفوذها ومن خلال تقسيم بعض الدول الكبيرة لم ولن تتوقف في غياب موقف عربي موحد يكفل مصالح وأمن واستقرار ووحدة الأقطاب العربية. إسرائيل العنوان والخير الوحيد على أمن واستقرار الوطن العربي والخارطة التي عرضها سموتيرش في باريس ونتنياهو في الأمم المتحدة هي الدليل.
ففلسطين العنوان والبوصلة وخط الدفاع الأول عن الأمن القومي العربي الشامل ووحدة أقطاره؟ والشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد ماضٍ في نضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليًا حتى الحرية والاستقلال بإذن الله تعالى.