أعلن العشرات من جنود الاحتياط الإسرائيليين رفضهم العودة إلى الخدمة العسكرية في قطاع غزة، ووقعوا أول رسالة رفض خدمة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق وسائل إعلام إسرائيلية يوم أمس الثلاثاء 2024/06/25.

وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أمس عن أن "42" جندي احتياط خدموا في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الراهنة وقّعوا نهاية مايو/أيار الماضي أول رسالة رفض خدمة منذ اندلاع الحرب.

ووقَّع "10" منهم على الرسالة بأسمائهم كاملة والآخرون بالأحرف الأولى، وقالوا فيها: إن "الأشهر الستة التي شاركنا فيها بالمجهود الحربي أثبتت لنا أن العمل العسكري وحده لن يعيد الاسرى الإسرائيليون".

وتقدر حكومة الاحتلال وجود "120" أسيرًا إسرائيليًا في غزة، في حين أعلنت الفصائل الفلسطينية مقتل أكثر من "70" منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل التي تحتجز بسجونها نحو "9500" فلسطيني.

وأضاف الجنود: "لن نعود إلى الخدمة العسكرية في غزة حتى لو دفعنا ثمن موقفنا".

وأعرب الجنود عن رفضهم الهجوم البري المتواصل على مدينة رفح منذ 6 مايو/أيار الماضي، والذي استولت إسرائيل في اليوم الثاني منه على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر.

وقالوا: إن "هذا الغزو فضلاً عن تعريض حياتنا وحياة الأبرياء في رفح للخطر لن يعيد الاسرى أحياء، إما رفح أو الاسرى، ونحن نختار الاسرى".

وتابع الجنود في رسالتهم: "لذلك، وبعد قرار الدخول إلى رفح على حساب صفقة الاسرى، فإننا الجنود والمجندات احتياط نعلن أن ضميرنا لا يسمح لنا بتجاهل حياة الاسرى وإفساد صفقة أخرى".

وتتهم أحزاب المعارضة الإسرائيلية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بعد أشهر من مفاوضات غير مباشرة بوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة.

وفي مايو/أيار الماضي وافقت الفصائل الفلسطينية على مقترح اتفاق مصري قطري، لكن نتنياهو رفضه، مدعيًا أنه لا يلبي شروط إسرائيل.

ووفق الصحيفة، فإن "16" من الموقعين على الرسالة يخدمون في فيلق المخابرات و"7" بقيادة الجبهة الداخلية، والبقية في وحدات المشاة والهندسة القتالية والمدرعات، في حين يخدم اثنان بوحدات النخبة (قوات خاصة).

ونقلت عن أحدهم ويدعى تال فاردي "28 عامًا" وهو مدرس تربية مدنية قوله: "إنه إذا تم استدعاؤه للخدمة في الشمال (أي لبنان) فسينضم إلى الجيش، لكن لن يقاتل مجددًا في غزة".

وحسب الصحيفة، انكسر فاردي عندما دخلت إسرائيل رفح بدلًا من توقيع صفقة تبادل أسرى.

وقال فاردي: "بمجرد أن بدأت العملية في رفح شعرت أنها تجاوزت ما يمكن أن أشعر أنه صحيح أخلاقيًا، ولا يمكن تبريرها".

أما يوفال غرين وهو مظلي "26 عامًا" فقال: "إنه حتى قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول كان يفكر بشأن ما إذا كان سيستمر في الخدمة بالاحتياط، لأنه يعارض الاحتلال وسياسة إسرائيل في الضفة الغربية".

لكن في 8 أكتوبر/تشرين الأول وضع غرين شكوكه الأخلاقية جانبًا وتم تجنيده في الاحتياط، وفق الصحيفة. وفي بداية الحرب أعلن الجيش استدعاء "360" ألف جندي احتياط للمشاركة بالقتال.

وقال غرين: إن "الجيش تجاوز خطًا أحمر حين أمر قائد السرية الطاقم بحرق منزل فلسطيني كانوا يوجدون فيه عندما حان وقت مغادرتهم، وقد أحرق الفريق منازل من قبل".

وتابع: "تحدثت إلى قائد السرية، وحاولت أن أفهم السبب: هل هو منزل أحد نشطاء الفصائل الفلسطينية؟، فأجاب قائد السرية بأنه "يجب إحراق المنزل حتى لا تُترك فيه معدات عسكرية وتُفضح أساليب الجيش القتالية"، لكن غرين لم يقتنع.

ومايكل عوفر زيف "29 عامًا" قال للصحيفة: إنه "شعر بالارتباك عندما كان في مقر عسكري وشاهد مقاتلات حربية إسرائيلية تقصف غزة".

وأضاف: "من الصعب جدًا تحديد ما هو مبرر وما هو غير مبرر، في الحرب لا يُقتل 30 ألف شخص (بشكل مباشر)، بل معظمهم يدفنون تحت الأنقاض عندما يتم قصفهم من الجو، ما يحدث هو إطلاق نار عشوائي".

ووفق الصحيفة، فقد أدرك زيف عدد المدنيين الكبير الذين يمكن أن يُقتلوا جراء كل قنبلة شاهدها. وشدد على أن الجيش يفعل أي شيء لتحقيق أهدافه، وبينها تفكيك الفصائل الفلسطينية وإعادة الاسرى.

وللعام الـ"18" تحاصر إسرائيل قطاع غزة وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه البالغ عددهم نحو 2.2 مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.