دعا وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت يوم أمس الثلاثاء 2024/06/18، إلى إجراء تحقيق معمّق في العقد الذي سبق الهجوم المباغت الذي نفّذته الفصائل الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشدّدا على أنّ الجيش الإسرائيلي "فوجئ تمامًا" بالهجوم.

وجاءت تصريحات غالانت، خلال كلمة ألقاها في مراسم تأبين قتلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أمس، والتي تحدّث من خلالها عن الفشل الاستخباراتيّ الإسرائيليّ الذريع في السابع من أكتوبر.

وقال غالانت خلال حديثه: "منذ التقينا آخر مرة هنا، تغيّرت أشياء كثيرة وفي مركزها، الحرب التي تدور في الجنوب (في قطاع غزة)، وفي الشمال (المواجهات المتصاعدة مع لبنان)، وفي يهودا والسامرة (الضفة الغربيّةالمحتلة)، وفي ساحات قريبة وبعيدة".

وشدّد غالانت متحدّثًا عن هجوم الفصائل الفلسطينية، على أنّ "هذه الحرب الصعبة"، مشيرًا إلى أنها فاجأت قوات الجيش الإسرائيلي تمامًا.

وذكر أنّ "بطولة المواطنين والجنود النظاميين والاحتياط، هي التي أوقفت العدو بثمن باهظ، لم نعرفه من قبل"، على حدّ وصفه.

وقال وزير الأمن الإسرائيليّ: إن "الفشل المؤلم، والفجوات الكبيرة، ستتمّ دراستها وتعلّمها، وستؤثر دروسها على مستقبلنا في هذا البلد".

وأشار غالانت، إلى أنه على الرغم من المفاجأة التي لحقت بالجيش الإسرائيليّ، إلا أنه يعود الفضل لنا في التصميم والتضحية الشخصية، والقدرات النظامية، التي خلقت القوّة والهجمات، وأدّت إلى إنجازات عملياتيّة ضد العدو؛ في دمشق وغزة وبيروت.

وفي ما يتعلّق بالتحذيرات التي سبقت الحرب وتم تجاهلها، قال غالانت: "أتوقع من كل جندي وجندية وقائد وقائدة أن يُسمع صوته، وأن يعبّر عن رأيه وتقييمه وأن يرفع راية حمراء، ويحذّرني حتى لو كان في (موقع) رأي أقليّة، ولا يتوافق مع تقييم الأغلبية".

وأضاف: أن "عناصر المؤسسة الأمنيّة، هم الذين يشكّلون الجدار الحديديّ والقبضة الفولاذيّة التي تتيح تواجدنا هنا، وبخاصة في هذا الوقت، وعلينا أن نقوّيهم، وألا ندير ظهورنا لهم".

ودعا غالانت إلى إجراء تحقيق معمّق، ليس في الفشل الاستحباراتيّ فحسب، بل وفي في السنوات التي سبقته كذلك.

وقال غالانت: "تقع على عاتقنا جميعًا، من قوّات أمنية ومستوى سياسيّ، مسؤولية إجراء تحقيق عميق وقاطع وفهم كيف كان من الممكن حدوث واقع تمّ خلاله بناء قدرات العدوّ الدفاعيّة والهجوميّة على مدى عقد من الزمن، ممّا أدّى إلى الفشل الاستخباراتيّ والعملياتيّ، الذي بلغ ذروته في السابع من أكتوبر".

وأضاف: "إن الدعم والمساندة ضروريان لعملنا ونجاحنا، والتحقيق واستخلاص العِبر ضروريان لاستمرار وجودنا".