تعرض الفلسطينية منار نصار، ملابس نسائية وأخرى مخصصة للأطفال للبيع في مشروع صغير افتتحته مؤخرًا لإعالة أسرتها، وذلك داخل خيمة صغيرة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وألقت الحرب الإسرائيلية أعباء ومسؤوليات جديدة على النساء في قطاع غزة، كان من بينها السعي لتوفير لقمة العيش.
ويضاف إلى ذلك مسؤولياتهن المعتادة في المنزل لمن بقيت منهن في منزلها أو داخل خيام النزوح، وما في ذلك من تربية الأطفال وإعداد الطعام وغسل الملابس والأواني، والذي بات تنفيذها أكثر صعوبة بسبب ندرة المياه وانقطاع الكهرباء.
وفي ليلة وضحاها، وجدت النازحة نصار نفسها مسؤولة عن توفير احتياجات أسرتها المكونة من 5 أفراد،فالحرب أنهكتم وغيرت حياتهم وألقت عليهم أعباء ومسؤوليات جديدة.
فخلال الأشهر الثمانية الماضية، مروا بظروف مادية ومعنوية ونفسية صعبة للغاية، كبارًا وصغارًا، حيث أثر فقدان العمل على كافة مناحي الحياة.
وتوجهت منار، للعمل بائعة في ظل عدم توفر احتياجات الأساسية وبفعل ارتفاع أسعار البضائع ومستلزمات الحياة. ونصبت خيمة بيع الملابس بجانب الخيمة التي تقطن فيها، وذلك من أجل التوفيق بين مسؤولياتها بوصفها أما، ومهام عملها الجديد.
تواجه نصار صعوبة في إيجاد الملابس التي تعرضها للبيع داخل خيمتها في ظل شح توفرها لدى التجار، جراء تشديد الحصار على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبينما كانت نصار تقنع إحدى النازحات بشراء قطعة ملابس مستوردة، قالت: "أبحث عن الملابس في مختلف محافظات وسط وجنوب القطاع وخاصة ملابس الأطفال المواليد".
وأضافت: "كما أواجه صعوبة في نقل الملابس إلى الخيمة بفعل ارتفاع تكاليف النقل والمواصلات، الأمر الذي بدوره ينعكس على أسعار هذه البضائع".
والملابس التي تعرضها للبيع شعبية محلية الصنع بحيث يقل سعرها مقارنة بتلك المستوردة من الخارج، والتي كانت مخزنة لدى المواطنين، أو التي حصلوا عليها من خلال أقاربهم المغتربين الذين زاروا غزة في الصيف الماضي.
وإقبال المواطنين جيد على شراء الملابس من الخيمة، والنساء يشعرن براحة كبيرة عندما يشاهدن سيدة تقف في المشروع، ويتشجعن للشراء واختيار الملابس لهن ولأبنائهن
وعن ملابس الأطفال (المواليد)، قالت نصار إن "أسعارها مرتفعة بعض الشيء، بسبب عدم توفرها لدى التجار".
وختمت نصار بالقول: "رسالتي للجميع أن علينا تحدي الصعاب وألا نقف مكتوفي الأيدي ونشتكي الظروف الصعبة وعدم توفر الأموال اللازمة لتلبية احتياجات العائلة، لذلك علينا جميعًا العمل والسعي بقدر استطاعتنا لتوفير أبسط المقومات الأساسية، وألا ننتظر شيئًا من أحد".
وتحاول نصار النازحة من شمالي القطاع إلى المناطق الجنوبية أن تعيل أسرتها بعد أن فقد زوجها عمله بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، كمئات آلاف الفلسطينيين ممن كانوا يعملون في القطاع الخاص أو الحكومي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها